توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقوق الكبار

  مصر اليوم -

عقوق الكبار

بقلم: سمير عطا الله

يعده الفرنسيون أعظم الروائيين عندهم، ويرى فيه بعض كبار كتّاب بريطانيا، مثل سومرست موم، أعظم الروائيين في العالم على مدى التاريخ. لكن، مثله مثل كثيرين من عظماء الأدب، كانت قصة حياته أهم من كل ما كتب. وإذا كان الروسي دوستويفسكي ينافسه على هذه المرتبة، فإن حياتهما قد تشابهت إلى حد مذهل. عاش أونوريه دو بلزاك طوال حياته يكتب ويكسب ويستدين. لم يكن مقامراً مثل دوستويفسكي، لكنه كان مريضاً بالبذخ والاستدانة والهرب من دائنيه من مكان إلى آخر. أحبّ النساء من أجل حبّهن، ومن أجل ثرواتهن أيضاً. ولم يشعر لحظة بأي جرح كرامة وهو يطلب منهن المال. وفيما كان يقيم المآدب والحفلات الباذخة، امتنع عن إرسال أي مساعدة ضئيلة إلى أمّه. وقد كتبت إليه مرة:
«كانت آخر رسالة تلقيتها منك في أكتوبر (تشرين الثاني) عام 1834. وفيها، وافقت على إعطائي، بداية من أول أبريل (نيسان) عام 1835، مائتي فرنك كل ثلاثة أشهر، لتساعدني على دفع أجرة منزلي وخادمتي. وقد عرفت أني لا أستطيع العيش بما يتناسب مع فقري؛ إن اكتسابك الشهرة ظاهر للعيان، ورفاهيتك واضحة، فلا ينبغي أن يكون الفرق بين وضعينا شنيعاً. إن ذلك الوعد الذي ألزمت به نفسك هو كما أعتقد دين معترف به. الآن، نحن في أبريل (نيسان) عام 1837؛ وهذا يعني أنك مدين لي بمصروف عامين. ومن هذه الـ1600 فرنك، أعطيتني 500 فرنك بدت كأنها حسنة منحتها بخشونة. أنوريه، طوال عامين، أصبحت حياتي كابوساً دائماً، إذ إن نفقاتي كبيرة، ولم تتمكن من مساعدتي، والنتيجة هي أن الأموال التي اقترضتها على منزلي تقلصت قيمتها. والآن، لا أستطيع اقتراض المزيد، فقد رهنت كل شيء ذي قيمة، وسأصل أخيراً إلى اللحظة التي سأقول فيها: (أريد خبزاً يا ولدي). طوال عدّة أسابيع، كنت آكل ما يقدمه لي زوج ابنتي الطيب. ولكن، يا أنوريه، لا يمكنني المضي على هذا النحو، وأنا أرى أن لديك موارد تمكنك من القيام برحلات مكلفة؛ مكلفة بخصوص المال، ومكلفة بخصوص السمعة - لأن سمعتك ومالك سيتعرضان بقسوة للمخاطر حينما تعود بسبب العقود التي فشلت في الالتزام بها. حين أفكر بهذا ينفطر قلبي! ولدي، بما أنك قادر على تزويد نفسك... بخليلات وعصي وخواتم وفضيات وأثاث، فإن أمك تستطيع أن تطلب منك، من دون تحفظ، أن تفي بوعدك. لقد انتظرت لتفعل ذلك حتى آخر لحظة، وقد أزفت تلك اللحظة».
وقد ردّ على هذه الرسالة بقوله: «أعتقد أنه من الأفضل أن تأتي إلى باريس، وتمضي ساعة في الحديث معي».
أطلت الاقتباس، بغير مهنية، لكن لم أقرأ اختصاراً لمأساة رجل عظيم كما ترويها رسالة هذه الأم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقوق الكبار عقوق الكبار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon