توقيت القاهرة المحلي 20:09:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موعد الخروج

  مصر اليوم -

موعد الخروج

بقلم - سمير عطا الله

عام 1952 انتُخب النائب والوزير والسفير السابق كميل شمعون رئيساً للجمهورية اللبنانية خلفاً للشيخ بشارة الخوري الذي أُسقط في مظاهرات شعبية بعد تمديد ولايته في انتخابات مزورة. وفي عام 1957 أسقط كميل شمعون في انتخابات مزورة كبار زعماء لبنان من صائب سلام إلى كمال جنبلاط، من أجل أن يجدد، فكان أن أحرق البلد في ثورة أهلية.
عُرف عهد شمعون بعهد الازدهار، وانتقال لبنان من حال إلى حال، وفي أيامه سمِّيت بيروت «باريس الشرق» وشهدت نهضة أدبية وفنية كبرى، وكبَّرت المصارف الاستثمارات، وانتعشت الصحف، ومع هذا كله انتعش لبنان. لكن في النهاية أصبح رجل الازدهار رجل الانكسار. نسي موعد الخروج.
ينسى الرؤساء العرب موعد الخروج. كرر كميل شمعون الخطأ الذي أودى ببشارة الخوري وجاء به. عبد العزيز بوتفليقة جاء بالوئام، ويكاد يحمله معه. أربع عهديات كانت تكفي لأن يتمعّن جيداً بما يمكن أن تقبله الجزائر والأصول والمنطق والحقائق. لكنه يطلب من الجزائر عاماً آخر. عام واحد يرتب خلاله، مُقعداً وصامتاً، ما لم يرتّبه أيام القوة والحركة والرؤية الواضحة.
زعيم الوئام غائب عن أرضه وعن شعبه وعن صحته، ويريد عاماً واحداً. ولو فتح نافذته لسمع هتاف الشعب الذي يريد رئيساً قادراً على تحمل أعباء الجزائر قبل فوات الأوان. وقبل أن تعود القوى المتربصة إلى مواقعها على زوايا الشوارع وخلف صخور الجبال. وكيف يصدق الجزائريون أن الرئيس يطلبهم في التمديد وهو لا يستطيع أن يخاطبهم، وهم لا يستطيعون أن يروه؟ ولا سوف يستطيع أن يقرأ عليهم خطاب التنصيب، أو أن يحضر حفله، أو أن يصافح مهنئيه، أو أن يرد التحية للجنود الذين يؤدّون له التحية.
متى يدرك جيل الثورة في الجزائر أن الفرنسيين خرجوا منذ 50 عاماً، وأنها الآن حاشدة بأجيال العلم والعمل والحيوية وبناة الدولة والمجتمع وصنّاع المستقبل.
كنا نعتقد أن الجزائر سوف تخرج على العادة العربية الرديئة والمملة، فيخرج الرئيس محترماً ومكرماً إلى منزله، وتخرج الناس بمئات الآلاف إلى الشوارع والشرفات لتودِّعه، لا لتطالب بسقوطه وهو في الأيام الأخيرة من مرارته ومرارة مواطنيه بوضعه.
جاءت الدعوة إلى الانتخابات في أعقاب سلسلة معلنة من الإقالات والترتيبات والعزل، وهذه كلها أمور ممكنة، لأنها بشرية. ما هو غير ممكن هو ما ليس في أيدي البشر ولا في قدرتهم. ثمة أشياء أعلى من رئاسة الأركان والطب السويسري.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موعد الخروج موعد الخروج



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:00 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
  مصر اليوم - الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 07:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار البنزين في محطات الوقود المصرية اليوم 11 نوفمبر

GMT 09:48 2024 السبت ,11 أيار / مايو

أفضل أماكن التسوق في جزيرة "سنتوسا"

GMT 05:29 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

مفاجآت بشأن تجديد عقد بن شرقي مع الزمالك

GMT 05:05 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق للتخلص من الطاقة السلبية في جسمك

GMT 22:35 2021 الأحد ,20 حزيران / يونيو

إيطاليا تسقط ويلز وسويسرا بقائمة الانتظار

GMT 06:55 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تعود لترتفع المعنويات هذا الشهر بعد معاناة صعبة

GMT 16:52 2020 الخميس ,23 إبريل / نيسان

شيما الحاج تدافع عن الطلبة المصرية حنين حسام

GMT 10:21 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

فريد الديب يوجه رسالة نارية لمنتقدي "مبارك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon