توقيت القاهرة المحلي 15:24:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغيرون في التاريخ: موهانداس غاندي

  مصر اليوم -

مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي

بقلم: سمير عطا الله

كل نظام الطبقات في الهند مؤلف من أربع فئات، وكان موهانداس كارامشاند غاندي، ينتمي إلى الثالثة، أي فئة البقّالين. والواقع أن كلمة غاندي نفسها تعني «البقال»، مع أن جده كان رئيساً للوزراء في مقاطعة بروباندار، وكذلك أبوه.

كان موهانداس الولد الرابع لزوجة أبيه الرابعة، ووفقاً لتقاليد البلاد، تزوج وهو في الثالثة عشرة من العمر. وفي العشرين أُرسل إلى إنجلترا لدراسة الحقوق، لكن بعدما نال شهادة المحاماة، عثر على عمل لنفسه في جنوب أفريقيا، حيث حدث ما غيّر حياته وتاريخ الهند. لقد صُفع ذات يوم، لأنه كان يركب مقصورة الدرجة الأولى في القطار، بدلاً من الدرجة الثالثة المخصصة لغير البيض، ومرة أخرى طلب منه القاضي في قاعة المحكمة أن يخلع طربوشه، وهو يهزأ منه.

منذ تلك الساعة، قرر الهندي الصغير القامة، البالغ الخامسة والعشرين من العمر، أن يبدأ محاربة البطش والتمييز العنصري بقوة اللاعنف، فأمضى عقدين في جنوب أفريقيا يتزعم الحملة على النظام قبل أن يعود إلى الهند، لكي يتزعم أهم وأشهر حركة استقلال في التاريخ. ومن أجل ذلك ترك المحاماة وعمل في الكتابة، حتى اللحظة الأخيرة في حياته. لم يكن غاندي مجرد رومانسي حالم، بل كان أيضاً سياسياً براغماتياً يعرف أن الاستعمار لا يُحارب بالشعر وحده. ولم يكن المهاتما يريد تحرير الهند من الحكم البريطاني فحسب، بل كان يريد أن يحررها أيضاً من الطغيان الداخلي ونظام الطبقات الأربع.

لقد كان، كما وصفه لويس فيشر، «مقاتلاً في طبيعته وصانع سلام بالتدريب، وكانت له قوة الديكتاتور وعقل الرجل الديمقراطي». ولذا، حارب بلا هوادة من أجل حرية النفس والجسد معاً، مرة بالصيام، ومرة بالخطب، ومرة بالتحريض. ومن خلال الصيام جعل شعبه يرتقي إلى مرتبة الشعور الأسمى بالحاجة الوطنية إلى الحرية والعدل. ولذا، أطلقت عليه الهند لقب «المهاتما» أو «الروح الكبرى»، وقال عنه غوبال غوهالي، كبير حكماء الهند، إنه «كانت لديه تلك القوة لتحويل الناس العاديين إلى أبطال».

لقد رفض غاندي أن يحمل أي من أتباعه السلاح، لكنه استخدم سلاح الإضراب العام، الذي أسقط الاستعمار بعد 28 عاماً من اللاعنف، الذي حول غاندي، وهو في الستين، إلى رجل متجعد الوجه، نحيل، وسريع السقوط. وكان يجول الهند يخطب في مئات الآلاف، أو يكتفي بالصمت إذا تعب، وكان يقفز من إخفاق إلى نجاح، ومن نجاح إلى سجن.

يوم الأحد 25 يناير (كانون الثاني) 1948 تقدم منه هندي متعصب يدعى ناثورام غودسي، وأطلق عليه ثلاث رصاصات، بحجة أن المهاتما كان يحبذ المسلمين على الهندوس.

مثل غيره، سقط غاندي بأيدي الذين حاول إنقاذهم.

إلى اللقاء..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي مغيرون في التاريخ موهانداس غاندي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon