توقيت القاهرة المحلي 00:55:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأوسكار

  مصر اليوم -

الأوسكار

بقلم - سمير عطا الله

يوازي «الأوسكار» الذي ناله رامي مالك عن أفضل ممثل في عالم السينما «نوبل» التي نالها نجيب محفوظ في عالم الأدب. ولكن الممثل المصري الأصول لم يكن العربي الوحيد في أضواء العالم. كانت هناك أيضاً المخرجة اللبنانية نادين لبكي، بالجائزة الثانية لأفضل عمل أجنبي عن فيلمها «كفرناحوم»، والمخرج السوري طلال ديركي، المقيم في برلين، عن فيلم وثائقي.
الجديد في الأمر، جديد حقاً. عندما بدأ عمر الشريف شهرته العالمية في فيلم «لورانس العرب» كان قد أُعطي دور شيخ قبيلة بدوي. ومعظم الممثلين العرب الذين فتحت هوليوود لهم أبوابها، أُعطوا أدوار الرجل العربي؛ إما بصفته قاسياً، أو بصورته خبيثاً... أي إما صورة مأخوذة من «ألف ليلة وليلة»، أو من الخرافات النمطية الأخرى.
الآن يتفوق الممثل العربي بأدوار الرجل الأميركي. وتتميز نادين لبكي في «كان» أو في «هوليوود» بتفوقها في فن الإخراج على الغربيين؛ ففي مهرجان «كان» وقف المشتركون من أنحاء العالم يصفقون لها طوال ربع ساعة، كما تقول «نيويورك تايمز». ويُعدّ أنطوني لين، من مجلة «نيويوركر»، أهم ناقد سينمائي في الولايات المتحدة، وقد خصص العام الماضي صفحات عدّة لنقد فيلم «الإهانة» الذي لعب فيه دور البطولة عادل كرم، الذي يؤدي عادة أدواراً كوميدية أو يقدم برامج ترفيهية.
رامي مالك، المطرب المولود في لوس أنجليس، أحدث تغييراً جوهرياً، ليس لأنه خرج من أسْر الصورة النمطية العربية؛ بل لأنه نال أعلى مراتب التقدير. وقد لقي عمر الشريف نجاحاً هائلاً في «هوليوود» وعالم السينما، لكنه لم يبلغ «الأوسكار». لقد وضع أمام الكاميرا سحر وسامته وكفى. وكان يقال عن روجر مور، أول أبطال «جيمس بوند»، أن لا حاجة به إلى موهبة تمثيلية لأن وسامته تغني عنها. وطغى الجزء البوهيمي من حياة عمر على الجزء المهني الذي كان يحسده عليه كبار نجوم السينما.
يخيل إليّ أن رامي مالك الذي لا يتمتع بوسامة عمر الشريف وجاذبيته وملامحه الشرقية المميزة، سوف يذهب في السينما إلى أبعدَ بكثير، متكلاً على جديته ومواهبه التمثيلية التي افتقر إليها عمر. في أي حال؛ كان هذا العام عاماً عربياً في حفل الأوسكار. ولطالما شكونا في الماضي من أن النفوذ الصهيوني يَحول دون بروز المواهب العربية. وربما كان في ذلك شيءٌ من الصحة. وقد اتُهمَ عمر الشريف من حسّاده بمسايرة الأوساط اليهودية من أجل أن ينجح. وأيضاً ربما كان في ذلك شيءٌ من الصحة. لكن كل نفوذ العالم لا يستطيع أن يمنحك ذرة واحدة من الموهبة أو من الاستحقاق. وينطبق ذلك أيضاً على الشعر والأدب وسائر الفنون. وما يقوله البعض اليوم، قالوه من قبل عن نجيب محفوظ، وأن «نوبل» لم تعطَ له إلا بسبب موقفه من التطبيع. وقاله مغردو الحسد كذلك في نجاح أمين معلوف، وكأن أقلاماً خفية تكتب له كل هذه الروائع.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوسكار الأوسكار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 15:28 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

حرس الحدود يخشى انتفاضة بتروجت على ستاد المكس

GMT 03:36 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيَّاد في كوبا يعثر على سلحفاة غريبة برأسين وجسمين متصلين

GMT 23:01 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 02:43 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

شريهان تخطف الأنظار في حفل زفاف شيماء سيف

GMT 01:33 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

هايدي موسى تطرح " دي حياتي" عبر "اليوتيوب"

GMT 02:28 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

مصر تشارك في مهرجان بغداد الدولي لمسرح الشارع

GMT 00:23 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

قصر ثقافة الأقصر يعرض فيلم رسوم متحركة للأطفال

GMT 20:32 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

غابرييل غيسوس يعود إلى الملاعب بعد أسبوعين

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الخطيب يجتمع مع سيد عبد الحفيظ لمناقشة العروض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon