توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل استعادة الثقة مع الضرائب ممكنة.. أم مجرد كلام؟

  مصر اليوم -

هل استعادة الثقة مع الضرائب ممكنة أم مجرد كلام

بقلم: زياد بهاء الدين

جمعتنى ندوة فى معهد التخطيط القومى منذ يومين مع الأستاذة/ رشا عبدالعال، رئيسة مصلحة الضرائب المصرية، حول السياسات الضريبية الجديدة والإصلاحات المطلوبة. والندوة كانت جزءًا من سلسلة النقاشات التى يعقدها المعهد برئاسة الدكتور أشرف العربى، وبحضور أساتذة أجلاء وزملاء أعزاء.

الأستاذة رشا عبدالعال استعرضت السياسات والتشريعات الضريبية الجديدة، وعنوانها الرئيسى استعادة الثقة بين المصلحة الضريبية ودافعى الضرائب. والحقيقة أنه ليس عنوانًا إنشائيًا ولا إعلاميًا، بل الواضح أنها السياسة التى تستهدفها وزارة المالية ومصلحة الضرائب. وأقول هذا ليس من واقع التصريحات والبيانات التى اعتاد الناس سماعها، بل استنادًا لخطوات محددة وتشريعات صدرت بالفعل لتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة على تقنين أوضاعها وضبط دفاترها والاستفادة من ضريبة مخفضة وسهلة التقدير. والواضح أن فى نية وزارة المالية انتهاج ذات المسار الإصلاحى بالنسبة للضرائب الأخرى تباعًا.

ولكن استعادة الثقة ليست مسألة سهلة ولا يكفى لتحقيقها حسن النوايا أو صدور قوانين وقرارات تنفيذية. بل أمامنا مشوار طويل وصعب ومسؤوليته تقع على الطرفين. من حق المواطنين والمستثمرين ودافعى الضرائب التوجس من تجاربهم السابقة مع غموض السياسات والمبالغة فى التقدير والتعنت فى التحصيل، كما أنه من حق الجهات الضريبية التوجس من التهرب الضريبى والدفاتر المضللة والأنشطة غير المعلنة.

وتبديد هذا التوجس المزدوج واستعادة الثقة بين الطرفين قضية محورية لمستقبل التنمية الاقتصادية. فالضرائب ليست مجرد حصيلة مالية تجمعها الدولة من الناس والشركات، بل هى المصدر الأهم والأكبر لتمويل الخزانة العامة، وهى وسيلة الحكومة الرئيسية فى تنفيذ سياساتها الاجتماعية، وهى العنصر الأكثر تأثيرًا فى جذب الاستثمار الوطنى والأجنبى، وهى عنوان المواطنة الاقتصادية.

لهذا فإن استعادة الثقة واقتناع دافعى الضرائب بشعار «نقطة ومن أول السطر» الذى رفعته وزارة المالية يحتاج صبرًا ومثابرة وتفاهمًا مستمرًا بين الطرفين وخطوات إصلاحية متتالية. واقتراحى هنا أن تعمل الوزارة والمصلحة ليس فقط على المستوى التشريعى وإنما تتبنيان أيضًا ثلاثة اتجاهات محددة:

الأول، تقديم كل ما يدفع النشاط الاقتصادى والإنتاج والتشغيل على التحصيل الضريبى، والثانى، العمل على إغلاق كل ما يمكن من ملفات السنوات الماضية حتى يتفرغ الناس والمستثمرون لأنشطتهم القادمة بدلًا من الانشغال بالماضى، والثالث، الحد من استخدام الإجراءات الاحترازية كتجميد الحسابات والمنع من السفر لمن يكون على خلاف ضريبى مع الدولة، لأن الخلاف فى حد ذاته ليس جريمة، ومن حق كل واحد أن يجادل فيما هو مستحق عليه دون أن يكون مهددًا فى حريته أو فى ماله.

أما نحن، المواطنين، فعلينا واجب كبير جدًا، وهو إدراك أن كل شخص أو تاجر أو مقدم خدمة أو صاحب مهنة حرة يتهرب من الضريبة، فهو لا «يضحك على الحكومة» وحدها، بل يسرق من مالنا ومن جهدنا ومن حق أولادنا، فلا يوجد ما يستحق الإعجاب بشطارته ولا السكوت عليه بل يلزم رفضه ومقاومته بكل شكل.

وأخيرًا، فالشكر للأستاذة رشا عبدالعال على حضورها واستعدادها للمناقشة والحوار بكل شفافية وحماس، وللدكتور أشرف العربى الذى أعاد لمعهد التخطيط القومى نشاطه ودوره المتميز والمتوازن فى مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية المهمة التى تشغل الوطن والمواطنين.

وفى انتظار مزيد من الإصلاحات الضريبية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل استعادة الثقة مع الضرائب ممكنة أم مجرد كلام هل استعادة الثقة مع الضرائب ممكنة أم مجرد كلام



GMT 10:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

GMT 10:22 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 10:20 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 10:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

المفاوض الصلب

GMT 10:12 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مشكلتنا مع «الإخوان» أكبر من مشكلات الغربيين!

GMT 10:07 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

إعلان الصُّخير... مِن «دار سَمْحين الوِجِيه الكِرامِ»

GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt