توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

كابوس اسمه تمثال رمسيس الثاني

  مصر اليوم -

كابوس اسمه تمثال رمسيس الثاني

بقلم : زاهي حواس

في عام 1955 قررت مصر التي كانت قد دخلت العصر الجمهوري حديثاً بعد مرور أقل من ثلاث سنوات على ثورة يوليو (تموز) 1952، تجديد شباب مدينة القاهرة وإضافة طابع جديد يعكس الروح الوطنية التي كانت في أوج حماستها. ولذلك كان القرار نصب تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني في الميدان العتيق الذي يطلق عليه ميدان باب الحديد؛ إشارةً إلى محطة القطارات الرئيسية التي تتقابل فيها قطارات قبلي (الصعيد) مع قطارات بحري (الدلتا). ولقد وقع الاختيار على تمثال الملك رمسيس الثاني العملاق والمنهار من على قاعدته بمنطقة ميت رهينة بالقرب من سقارة. والتمثال كان يطلق عليه «العملاق الواقع»، The Fallen Giant، نظراً إلى سقوطه وسط الحشائش والأعشاب. والتمثال كان موجوداً في موضعه منذ 3300 سنة من كتلة واحدة من حجر الغرانيت الوردي تزن نحو 83 طناً، وهو ما يعادل 20 فيلاً بالغاً! نحته المصري القديم من محاجر الغرانيت بأسوان ونقله عن طريق النيل إلى ميت رهينة لمسافة أكثر من 700 كيلومتر. ويعتقد العلماء أن سقوط التمثال على الأرض كان نتيجة حدوث زلزال قوي أدى إلى تحطيم الجزء السفلي من التمثال.

بالفعل نُقل التمثال إلى ميدان باب الحديد بعد ترميمه ووضعه على قاعدة غرانيتية حديثة أمامها نافورة مياه بديعة. ومنذ اليوم الأول لنصب التمثال في الميدان أصبح يُعرف باسم ميدان رمسيس. ليس هذا فقط بل تحوَّل ميدان رمسيس إلى أشهر ميدان في القاهرة بل في مصر كلها، وكان الناس يضربون المواعيد بعضهم لبعض للقاء عند التمثال بوصفه رمزاً فريداً لا تخطئه العين.

وبمرور الوقت أصبح التمثال يعاني من الزحام وعوادم السيارات واهتزازات القطارات بخاصة مترو الأنفاق الذي يمر أسفله، وكذلك الجسور التي حجبت رؤيته وتحول مكان التمثال إلى كابوس كاد يؤدي إلى كارثة في حال تأخرت الحلول.

كان الحل الوحيد هو نقل التمثال من موضعه إلى مكان آخر. وهناك من اقترح إعادته إلى ميت رهينة، وآخرون اقترحوا ميادين ومواقع أخرى مختلفة. وكالعادة عند القيام بأي مشروع يخرج بعض الناس من أنصار نظرية المؤامرة ومحبِّي الاختلاف لنَيْل الشهرة ولو على حساب بلدهم! خرج هؤلاء ليقولوا إن نقل تمثال رمسيس إنما جاء نزولاً على رغبة إسرائيل نظراً إلى كون رمسيس الثاني هو فرعون النبي موسى (عليه السلام) الذي حاربه وطارده من مصر! بالطبع حديث يكشف فقط عن عقول هؤلاء وفكرهم الضحل.

وبعد سنوات من البحث والدراسة، استقر الأمر على نقل تمثال رمسيس الثاني إلى موضعه الحالي داخل المتحف الكبير ليكون في استقبال الزائرين للمتحف. واستغرق التحضير لنقل التمثال أكثر من ثمانية أشهر بواسطة مهندسي «المقاولون العرب» برئاسة الصديق العزيز إبراهيم محلب في ذلك الوقت. أما عملية النقل فقد استغرقت عشر ساعات رحل خلالها التمثال مسافة نحو 25 ميلاً من ميدان رمسيس حتى المتحف الكبير. وأذكر أن الفنان العظيم فاروق حسني، وزير الثقافة في ذلك الوقت، قال لي: «أعلم جيداً أنه لو حدث لا قدَّر الله وسقط التمثال في أثناء النقل فسأفقد منصبي في الحال!»، وكان ردِّي بكل ثقة: لا تقلق سيصل الملك سالماً. وبالفعل في مساء يوم 25 أغسطس (آب) سنة 2006، تحرَّك تمثال رمسيس الثاني من موضعه وكان الناس يصطفون على جانبَي الطريق لتحية الملك والتقاط الصور، والملايين من المصريين يتابعون الحدث من خلال شاشات التلفزيون.

بعد أن تحرك التمثال أمتاراً عدة تركتُ المكان متوجهاً إلى منزلي لأنام مطمئناً، وفي صباح اليوم التالي وتحديداً في تمام السابعة صباحاً كنت في ميدان الرماية في شرف استقبال رمسيس الثاني ومعي فاروق حسني ومئات الصحافيين والإعلاميين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كابوس اسمه تمثال رمسيس الثاني كابوس اسمه تمثال رمسيس الثاني



GMT 15:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

الحنفية وأفق التغيير

GMT 15:57 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

السعادة في أوقات تعيسة!!

GMT 15:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ضباب التفكير!

GMT 15:52 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 15:50 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقديم غير مألوف

GMT 15:48 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

من يطلق الرصاص؟

GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt