توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكشف عن وجه توت عنخ أمون... مرة ثانية

  مصر اليوم -

الكشف عن وجه توت عنخ أمون مرة ثانية

بقلم : زاهي حواس

وصفنا في المقال السابق حالة مومياء توت عنخ أمون عندما تم فتح التوابيت المغلقة عليها لأكثر من ثلاثة آلاف عام. لقد أدى تسرع المحنطين إلى صب كميات هائلة من الراتنغ على المومياء، الأمر الذي جعلها تلتصق بصندوق التابوت الذهبي الذي كانت ترقد بداخله. ولقد حاول هيوارد كارتر وضع المومياء خارج المقبرة تحت شمس وادي الملوك شديدة الحرارة، آملاً أن تساعد في فك المومياء عن التابوت، ولكن لم تنجح تلك المحاولة، ولم يكن أمام كارتر والدكتور دوغلاس ديري أستاذ التشريح الذي تم تكليفه بفك لفائف المومياء سوى استخدام السكاكين المسخنة على النار وغيرها من الأدوات الحادة التي لا يمكن أن تخطر على البال، مثل استخدام الأزاميل! لقد كان من نتيجة ذلك أن تم تقطيع أوصال المومياء وفصلها عن الجسد، فلم تعد الرجلان والذراعان مرتبطة بالجسد. ليس هذا فقط، بل إن الرجلين تم تقطيعهما إلى أجزاء من عند المفاصل. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء العنيف يعتبر جريمة أخلاقية ومهنية من الدرجة الأولى ستظل تطارد سمعة هيوارد كارتر إلى الأبد؛ فقد تمكن ديري من تحديد عمر الفرعون توت عنخ أمون عند الوفاة من خلال دراسة مناطق التحام الذراعين والرجلين بالجسد أو ما يعرف بالغضاريف، ومدى التئامها أو التحامها بالعظام، وبناء على ذلك تم تحديد عمر الملك عند الوفاة بأنه لا يقل عن 18 سنة ولا يزيد على 20 سنة. أما الشيء الذي استفاده كارتر من هذا الإجراء العنيف مع المومياء فهو الكشف عن عشرات المجوهرات والحلي والتمائم التي كانت على الذراعين والرجلين، والتي تعتبر بحق من روائع الحلي في العالم القديم.

كانت منطقة الصدر ملتصقة تماماً بقاع التابوت الذهبي، ولم تكن هناك مواد إذابة في ذلك الوقت يمكن استخدامها لتجنب مزيد من التدمير للمومياء، الذي استمر مع الأسف وبنفس الطريقة، فتم كسر معظم أضلاع القفص الصدري لتوت عنخ أمون، وكذلك فصل الرأس تماماً عن الجسم لاستخلاص القناع الذهبي الذي كان يغطي رأس وصدر المومياء. لقد كشف كارتر عن كل تميمة مهما كانت صغيرة، وكذلك كشف عن عشرات من الحلي التي لا مثيل لها في أي مكان؛ والأهم هو الحصول على القناع الذهبي الذي يصنف على أنه أثمن قطعة أثرية من العالم القديم. ومن الناحية الأخرى تحولت المومياء التي ظلت لآلاف السنين سليمة لم تمس إلى أشلاء لا يمكن ترميمها أو إعادتها إلى حالتها الأولى. والغريب أن كارتر كان يسمح لمصور البعثة هاري برتون بتوثيق الحدث والتقاط الصور لرأس توت عنخ أمون بعد أن تم فصله عن الجسد. وعلى الرغم من كل ما فعله كارتر بالمومياء فإنه قام بإعادة دفنها مرة أخرى على نقالة خشبية بسيطة على طبقة من الرمال، وبداخل صندوق التابوت الخشبي الكبير الذي تركه كارتر داخل المقبرة في التابوت الحجري، لتصبح المومياء والتابوت الخشبي المذهب وكذلك التابوت الحجري الأحمر هي كل ما تبقى من كنز توت عنخ أمون داخل المقبرة، في حين رحل باقي الكنز ليعرض في المتحف المصري بالقاهرة.

لقد ادعى كارتر أن رغبة الملك توت عنخ أمون كانت أن يظل إلى الأبد باقياً في مقبرته، وأنه - أي كارتر ـ سيحترم تلك الرغبة ويدع الملك مدفوناً في مقبرته! أما الحقيقة فهي أن كارتر لم يكن يرغب على الإطلاق أن يرى أحد الجريمة التي ارتكبها في حق مومياء الفرعون توت عنخ أمون.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكشف عن وجه توت عنخ أمون مرة ثانية الكشف عن وجه توت عنخ أمون مرة ثانية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt