توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... البحث عن وسيط

  مصر اليوم -

إيران البحث عن وسيط

بقلم:مصطفى فحص

في المشهدين الإقليمي والدولي، تقف طهران حائرة، وحيرتها تتسع كلما ضاقت خياراتها أو غاب أصدقاؤها، سواء عن عمد أو من أجل مصلحة، عن مشهدها.

وأصدقاؤها قلة، لأن الدول تُحكم بالمصالح لا بالصداقات أو العقائد. وهؤلاء الأصدقاء لديهم هموم كثيرة وقلق متزايد يجعلهم يندفعون فرادى من أجل تسوية مؤقتة هنا، ومساومة هناك، أو حل بأقل الخسائر. وهذا ما فعلته حليفتها المفترضة موسكو عند أول إشارة تلقَّتها من واشنطن، فسعت بكل جهد إلى لقائها عند الجارة الرياض.

على الرياض تُطلّ طهران كأنها أيضاً ستطلب وساطتها، بعد أن نجح أقرب حلفائها المفترضين، الروس، في طَرْق بابها من أجل وساطة تبدو في طريقها إلى النجاح مع واشنطن، على الرغم من ثقلها الاستراتيجي على حلفاء واشنطن التاريخيين في الجانب الأوروبي من الأطلسي. وإذا نجحت، فسيجعل ذلك طهران أمام انتباهين: الأول، أن عليها أن تسلك سلوك موسكو في التوسط، وتلجأ إلى الرياض، الجارة التي تبحث دائماً عن استقرار دائم للمنطقة والعالم، وباتت مكاناً يجمع الأضداد أو المختلفين. أما الانتباه الآخر، فهو أن تزيد حذرها من موسكو المندفعة نحو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي قد تعطيها بعضاً مما تبحث عنه منذ الحرب الأوكرانية.

جاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى طهران مطمئناً بشأن شراكة استراتيجية قد لا تصل إلى المستوى المطلوب إيرانياً، كما أنها لا تبدد القلق الإيراني المتزايد من تبادل المواقع والمصالح، وتسعى لتجنب أن تكون وحيدة في مواجهة إدارة أميركية لا يختلف التفاوض معها كثيراً في شروطه ونتائجه عن المواجهة. فطهران أمام خيارين مرّين، وتبحث عن مَخرج صعب أو وساطة قادرة على إعطائها شيئاً مما ترغب فيه.

ما ترغب فيه طهران من الوسيط أو الوساطة لا يمكن تحقيقه مع إدارة الرئيس ترمب، فسقف مطالبه أعلى من سقف توقعاتها، ولا يوجد طرف في المنطقة أو العالم قد يقف إلى جانبها أو يسندها، فالحساسية العالمية من مصطلح «الإسناد» تكاد تكون عقاباً لها، وينعكس ذلك عليها في أي خطأ تقديري ترتكبه في مفاوضاتها مع واشنطن.

ثلاث جولات من التفاوض الأوروبي - الإيراني على مدى أشهر لم تصل إلى نتيجة، فالهوَّة بين الطرفين تزداد، وعوامل التحدي تتضاعف. الأوروبيون ليسوا في موقع القبول بقدرات نووية أو استراتيجية إيرانية، وواشنطن تريد اتفاقاً جديداً يلغي الاحتمالات والمخاطر الممكنة كافة. أما موسكو فتريد أوكرانيا أولاً وأخيراً، وأمامها وقت أميركي مستقطَع؛ فإما أن ينجح ترمب في فرض رؤيته للحل على حلفائه الأوروبيين، وإما أن يبدأ بالتراجع أمام ضغوط مؤسسات صنع القرار ومراكز القوة التقليدية في واشنطن المتمسكة بالشراكة بين ضفتَي الأطلسي، والتي قد تنجح في تعطيل رؤيته للحل مع موسكو أو حتى عرقلة سنواته الأربع. وقد تأخذ منه في أوكرانيا وتعطيه في إيران.

بناء الثقة مع ترمب صعب، والموقف الإيراني مختلف عن كل الفترات السابقة، وأوراق مقايضته معطلة أو شبه معدومة. الثقة بالروس حذرة، وهذا الحذر تاريخي، مبنيٌّ على قرون وعقود من التردد في الرهان عليهم أو الاعتماد على مواقفهم، أما الرياض، فهي الحاضرة الدائمة، التي نجحت في تحويل موقعها الجيوسياسي إلى حيز تفاوضي قادر على خلق مساحات تفاوضية، وأصبحت تؤدي الدور الذي لعبته عواصم أوروبية على مدى أكثر من قرن. وهكذا، بعدما كان قادة الشرق الأوسط يذهبون إلى أوروبا للتصالح، بات زعماء أوروبا والعالم يأتون إلى الرياض للتوسط. فهل تلتفت طهران إلى هذه الإشارة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران البحث عن وسيط إيران البحث عن وسيط



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt