توقيت القاهرة المحلي 08:25:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التحالفات الحزبية وضرورة مراجعة الذات

  مصر اليوم -

التحالفات الحزبية وضرورة مراجعة الذات

نهاد أبو القمصان

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب تلجأ الأحزاب السياسية والقوى الثورية لتكوين تحالفات لخوض الانتخابات من خلالها، لتكوين جبهة قوية للأحزاب ذات الأيديولوجية المتقاربة لحصد أكبر عدد من الأصوات بدلاً من تفتيتها بين أكثر من حزب.

وتطالعنا الصحف بشكل يومى عن العديد من تشكيلات للتحالفات التى قررت خوض الانتخابات المقبلة والمدقق لهذه التحالفات يجد أنها تحالفات تفتقد النظر إلى المرأة، بمعنى أنه لا يوجد اهتمام بإدماج السيدات واجتماعاتها المستمرة قلما تدعى لها النساء نتيجة غياب الرؤية النوعية لهذه الأحزاب، رغم الشكوى الدائمة من جانب الأحزاب لرفضها النص على عدد محدد من السيدات على القوائم

والتساؤل الذى يطرح نفسه الآن هو هل المشكلة فى عدم وجود كوادر نسائية أم فى عدم وجود رؤية كلية للأحزاب أم فى كسل الأحزاب فى البحث عن السيدات؟

فى الحقيقة فإن الأحزاب تفتقد الكوادر عامة النسائية والرجالية والشبابية وغيرها وهو ما يبرر رفضها لقانون الانتخابات، فلا يوجد لدى الأحزاب قواعد بيانات منظمة يمكن من خلالها حصر العضويات بدقة وتقييم مدى جدية الأعضاء، أيضاً لا يوجد برامج جادة لإدماج الأعضاء وبناء واستثمار قدراتهم، فالواقع يؤكد وجود الكوادر النسائية وإنما المشكلة الحقيقية فى غياب النساء عن ذهن من يؤسس الأحزاب والتحالفات الحزبية. فمنذ سنوات طويلة تدعى الأحزاب عدم وجود سيدات قادرات على المشاركة السياسية دون أدنى مجهود من الأحزاب لمراجعة بيانات عضوية الحزب والمؤسسين لأنه بمراجعة تلك البيانات سيجد كل حزب ما لا يقل عن 1000 سيدة، وأكثر من هذا العدد من الشباب وعدداً كبيراً من الأقباط.

ورغم ذلك كانت انتخابات مجلس الشعب 2011 صادمة حيث تساوت ترشيحات الأحزاب للنساء على قوائمها فى التزام الجميع بالحد الأدنى الذى حدده القانون، فرغم التوجه الليبرالى الواضح للكتلة المصرية جاءت ترشيحات النساء على قوائمها 15.8%، وحزب الوفد الليبرالى 13.7%، غير بعيدة عن ترشيحات حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين التى وصلت إلى 13.6%، وكذلك حزب النور السلفى الذى وصلت ترشيحات النساء على قوائمه التى أطلق عليها «ترشيح المضطر» إلى 13.2%.

وبالرغم من ادعاء كافة القوى السياسية باختلاف انتماءاتها بأن التقاعس عن دعم مشاركة المرأة يرجع لعدم تقبل المجتمع المصرى لمشاركتها، واعتمادها فى تحليلها لهذا الادعاء على التنوعات الجغرافية والقبليات والعصبيات، إلا أن مؤشرات الترشيح لانتخابات مجلس الشعب 2011 جاءت مغايرة تماماً، حيث وصلت أعلى نسبة ترشيح للمرأة على القوائم فى محافظتى شمال سيناء وأسوان حيث كانتا أعلى المحافظات ترشيحاً للنساء على نظام القوائم بنسبة 28.8%، تلتها محافظة الوادى الجديد الحدودية بنسبة 27% والتى تتميز بالطابع القبلى «من الجدير بالذكر أن المرأة المنتخبة الوحيدة فى مجلس الشورى السابق كانت تنتمى لمحافظة الوادى الجديد».

ثم جاءت الأقصر بنسبة 25% تساوى معها كل من محافظات البحر الأحمر والسويس والإسماعيلية بنسبة 25%.

أما القاهرة الكبرى التى تضم ثلاث محافظات هى القاهرة والجيزة والقليوبية وتضم أكبر رقعة مدنية فى مصر، فقد وصلت ترشيحات النساء على القوائم فى محافظة القاهرة إلى 13%، والجيزة 13% والقليوبية 17.7%.

الأمر الذى يؤكد ضرورة مراجعة القوى السياسية قراءتها للواقع الجغرافى والديموغرافى واتجاهات الناخبين لعل ذلك يسهم فى إعادة النظر فى مواقفها النمطية تجاه المرأة والعمل بجدية لدعم الكوادر النسائية بها وجذب المزيد فى ضوء كتلة تصويتية للنساء لا يمكن الاستهانة بها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحالفات الحزبية وضرورة مراجعة الذات التحالفات الحزبية وضرورة مراجعة الذات



GMT 02:02 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

المكالمة الأخيرة

GMT 01:59 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

«مصيدة أليسون» والعاصفة الكونية المتجمعة

GMT 01:56 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

فلسطين في انتخابات البريطانيين

GMT 01:53 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الحذر... إلا مصر

GMT 12:38 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

... وإبادة الحضارات

GMT 12:33 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

صبّوا علينا من ماء الديمقراطية... ولن نسقيكم!

GMT 02:10 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

GMT 21:35 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

مونشنجلادباخ مصدوم من تعليقات جماهيره العنصرية

GMT 01:12 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

محمد هنيدي يكشف عن سبب عدم حضوره جنازة حسن حسني

GMT 10:29 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

إيهود باراك يمدح حسني مبارك ويصفه بـ"الفرعون"

GMT 22:53 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أول ظهور لـ والدة وخالة النجمة زينة

GMT 17:59 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصرع عروسين إثر تسريب غاز منزلي في بني سويف

GMT 18:33 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ديانج يغيب عن مران الأهلي في ملعب التتش للإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon