توقيت القاهرة المحلي 19:05:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رغم فلوسه الكثيرة!

  مصر اليوم -

رغم فلوسه الكثيرة

بقلم عمرو الشوبكي

لفت انتباهى فى حديث «عهود الرومى»، وزيرة السعادة فى الإمارات، وهى تتكلم أمام منتدى الإعلام العربى فى دبى، أمس الأول، أنها دعمت حديثها بأرقام عالمية، وأن كلامها لم يكن إنشائياً بلا مضمون!

مما قالته مثلاً، أن تقرير السعادة العالمى الصادر عام 2015، يقول إن الشباب العربى تحت 18 سنة فى منطقتنا يشعر بالقلق والتوتر، أكثر مما يشعر به الشباب فى أى منطقة أخرى فى العالم!

وقالت أيضاً إن الموظف السعيد ينتج بمقدار الضعفين، وإن هذا ثابت علمياً، وإن تركيز مثل هذا الموظف فى عمله يصل إلى 80٪، وإن تركيز الموظف غير السعيد 40٪، وإن هذا يعنى ضياع 100 يوم عمل فى السنة الواحدة!

وعندما تولت الرومى موقعها الوزارى الفريد من نوعه، قبل شهرين تقريباً، بدا الموضوع بالنسبة لنا فى غاية الغرابة، وأظن أن كل واحد منا كان يطالع خبر تعيينها وزيرة للسعادة، وهو يضحك بينه وبين نفسه، ولسان حاله يقول، إن بيننا وبين فكرة كهذه شوطاً بعيداً، وأننا مشغولون بأشياء أخرى، وأن حكاية أن يكون المواطن سعيداً فى حياته، ليست فى قائمة أولوياتنا أصلاً!

والحقيقة أن وجود وزارة بهذا المسمى فى الإمارات، لأول مرة فيها، بل لأول مرة فى العالم، لابد أن يجعلنا نسأل أنفسنا: هل السعادة مرتبطة بالمال؟!.. وبمعنى آخر: هل الإنسان الغنى سعيد دائماً، وهل الإنسان الفقير تعيس دائماً فى المقابل؟!

تجربة الإمارات، لمن يتأملها، تقول بأن المال ليس كل شىء فى تحقيق السعادة، وليس أدل على ذلك، إلا أن عندنا أشخاصاً أكثر ثراءً من كثيرين فى دبى، أو فى غيرها من إمارات الدولة السبع هناك، ومع ذلك، فإنك حين تجلس إلى واحد منهم تشعر بأنه، رغم فلوسه الكثيرة، ليس سعيداً بالمرة.. وقد تكتشف أنه أتعس الناس!

ما الحكاية إذن؟!.. الحكاية، فى ظنى، أن السعادة تتحقق فى الجانب الأكبر منها، فى اللحظة التى يجد فيها المواطن، أن حياته ميسرة فى جزء كبير منها، وأن مستقبله آمن، وأن ما حوله يدعوه إلى الهدوء، لا إلى التوتر والعصبية، وأن جنيهاته التى فى جيبه، حتى ولو كانت قليلة، تلبى الحد الأدنى من احتياجاته، وأنها حتى وإن عجزت، كجنيهات قليلة عن تلبية احتياجاته الأساسية، فإن المناخ العام من حوله، يحقق له ما تعجز عنه جنيهاته القليلة.

إن المواطن فى بلدنا، سوف يكون سعيداً حقاً، عندما يخرج من بيته، فيمشى فى شارع أكثر نظافة، وأقل إزعاجاً، وعندما يذهب للتعامل مع جهاز الحكومة، فيجد أن الإجراءات أمامه سهلة ولا تعكنن عليه حياته، وعندما يتطلع حوله، فى أى لحظة، فيكتشف أن القانون مطاع، وأنه فوق رؤوس الجميع، وأنه لا يفرِّق بين واحد يملك فلوساً، وبين آخر لا يملكها، أو يملك منها القليل جداً.. وهكذا.. وهكذا.

هذه أشياء قلتها من قبل، وأعود لأقولها اليوم، وهى أشياء لابد أن ينتبه إليها الرئيس وهو يعمل فى المشروعات القومية الكبرى، ويركز عليها دون غيرها.. إنها مشروعات مهمة.. ولكن عائدها على الناس، فى عمومهم، لن يكون غداً، ولا بعد غد، ولا العام المقبل، ولا بعد عامين، ولا حتى ثلاثة.. وإذا أراد الرئيس سعادة لمواطنيه، فليلتفت إلى الأسباب التى من أجلها نشأت وزارة بهذا الاسم فى الإمارات، وليعمل عليها كأسباب، لأن هناك فرقاً بين أن تحكم شعباً من السعداء، فى غالبيته، وبين أن يكونوا تعساء!.. من حق المصرى أن يكون سعيداً فى يومه، دون أن يكون من الأثرياء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغم فلوسه الكثيرة رغم فلوسه الكثيرة



GMT 02:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

الهدنة الحائرة

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

GMT 02:34 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

حافظوا على المقابر

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

قانون للتواصل الاجتماعي

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول

GMT 23:31 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نصائح الخبراء للعناية بالبشرة في المنزل

GMT 05:39 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

فساتين زفاف إسبانية لعروس 2021 تعرف عليها

GMT 05:17 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

احذر خطورة اللقاح على من يتحسّس من البنسلين

GMT 03:43 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح وأفكار تُساعدك على اختيار "جبس" غرف نوم "مودرن"

GMT 12:29 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المنيرة الثقافى" يعرض الأربعاء "جيوش الشمس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon