توقيت القاهرة المحلي 12:49:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السياسات الخشنة

  مصر اليوم -

السياسات الخشنة

بقلم : عمرو الشوبكي

رفضت إثيوبيا المقترح السودانى الذى دعمته مصر والخاص بتحويل ملف سد النهضة إلى الرباعية الدولية أى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة، وأعلنت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها «إيمانها الراسخ بإمكانية حل المشكلات الإفريقية من خلال الحلول الإفريقية»، واعتبرت «أن الاتحاد الإفريقى وجمهورية الكونغو الديمقراطية (الرئيس الدورى للاتحاد الإفريقى) قادران تمامًا على التوصل إلى حلول مربحة للجميع».

والمؤكد أن التعنت الإثيوبى جاء ليغلق مرحلة السياسات الناعمة ومراعاة حسن الجوار والنوايا الحسنة التى تبنتها مصر منذ توقيعها على إعلان المبادئ فى 2015 وأعطت لإثيوبيا الحق فى بناء السد كمشروع تنموى بما لا يضر بمصالح دول المصب وتحديدا كل من مصر والسودان.

وللأسف الشديد لم تتفاعل إثيوبيا بشكل إيجابى مع رسائل مصر، وأصرت على تعنتها واستهانتها بكل القواعد والأعراف الدولية التى تنظم علاقة أنهار دولة المنشأ بدول المصب، وأصرت على الملء الأول للسد فى العام الماضى دون اتفاق مع مصر والسودان، ثم عادت وأكدت أنها ستملأ مرة ثانية السد بشكل أحادى فى يوليو المقبل.

والمؤكد أن على مصر والسودان طى صفحة السياسات الناعمة وخاصة المفاوضات التى رعاها الاتحاد الإفريقى (مقره أديس أبابا) وأثبتت فشلها فى فرض اتفاق ملزم على الجانب الإثيوبى.

من المفيد أن تترجم خطوات التنسيق المصرى السودانى الأخيرة فى اتجاه تبنى سياسة خشنة تجاه إثيوبيا تبدأ بتقديم شكوى ضدها فى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية وصياغتها بشكل مهنى وقانونى واضح، وهى أمور ليست صعبة على خبراء البلدين. من المهم تبنى خطاب سياسى وإعلامى قوى (وربما تحريضى) يوضح للعالم المخاطر الجمة على 150 مليون مصرى وسودانى من جراء الملء الثانى وتهديدهم بعطش مائى وبوار لأرض زراعية، والبناء على الخطاب المتقن الذى ألقاه وزير الخارجية المصرى العام الماضى فى مجلس الأمن.

لقد ترسخ لدى إثيوبيا قناعة أنها فى وضع تفاوضى أفضل منذ اتفاق إعلان المبادئ، وتصورت أنها امتلكت ورقة الأمر الواقع أى بناء السد وفرضه، وروجت لخطاب سياسى ودعائى يتهم مصر بأنها تقف ضد تطلعات الشعب الإثيوبى فى التنمية وأنها تريد أن تكرس مرة أخرى الحقبة الاستعمارية، وتتناسى أن مصر هى من قادت حركات التحرر الوطنى فى إفريقيا والعالم الثالث ضد الاستعمار.

لقد قالت مصر إن التنمية من حق إثيوبيا والحياة من حق مصر والسودان، فالتزمت إثيوبيا بالشق الأول ولم تحترم الشق الثانى.

معركة مصر ليست سهلة وحان بدء العد التنازلى لإيقاف الملء الثانى بشكل أحادى، وذلك لن يتم إلا بتبنى خطاب سياسى خشن يوظف الأدوات السياسية والقانونية والدعائية فى كل المحافل الدولية لدحض الدعاية الإثيوبية، ويعتبر الأعمال الخشنة خيارا واردا واضطراريا فرضته التهديدات الوجودية لأمن مصر المائى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسات الخشنة السياسات الخشنة



GMT 09:26 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لعنة المومياوات

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

صورة سامح شكري

GMT 09:56 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

داعش في موكب المومياوات!

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon