توقيت القاهرة المحلي 03:13:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إضعاف الرئيس المنتخب

  مصر اليوم -

إضعاف الرئيس المنتخب

بقلم: عمرو الشوبكي

انتخب الجزائريون رئيسًا مدنيًا إصلاحيًا، هو عبدالمجيد تبون، من داخل المنظومة القديمة، وهو فى ذاته نصف نجاح على طريق بناء دولة القانون والديمقراطية، صحيح أن الحراك الشعبى أعلن مقاطعته الانتخابات ورفضه الرئيس المنتخب، وأعلن استكمال الضغط الشعبى من أجل تنحية كل رموز النظام القديم، بمَن فيهم الرئيس الجديد، لكن الحقيقة أن خطورة هذه المعادلة أنها تتصور أن النظام الجديد يُخلق فقط عبر احتجاجات الشارع وليس عبر عملية إصلاح وتغيير للمنظومة القديمة، وغالبًا ما يكون الإصلاحيون من داخل النظام/ الدولة أكثر قدرة على تنفيذها، وهو ما جرى فى تونس عقب انتخاب الرئيس الراحل، الباجى قائد السبسى، الذى كان أيضًا إصلاحيًا من داخل النظام القديم.

وهناك كثير من المجتمعات تحسرت على تجارب الفرص الضائعة حين لم تنتخب رؤساء إصلاحيين من داخل النظام، لصالح خطاب ثورى أو إخوانى عطّل من فرص بناء دولة القانون والانتقال الديمقراطى.

إن خطاب الرئيس المنتخب فى الجزائر كان منفتحًا على الجميع، وأكد رفضه الإقصاء والتهميش، ووعد بدمج الشباب والمخالفين له فى الرأى، وهو يُذكِّرك بخطاب عمرو موسى وآخرين فى مصر، عقب ثورة يناير، ويحتاج أن يُطبَّق عمليًا على أرض الواقع.

خطورة استمرار الحراك كمجرد صوت احتجاجى أنه لا يبنى بديلًا سياسيًا وحزبيًا، إنه لا يعكس فقط وجود خلاف بين ثوريين وإصلاحيين، «وهو طبيعى»، إنما يضعف من قوة رئيس مدنى منتخب لصالح الفراغ والفوضى والانقسام المجتمعى، الذى سيملؤه حتمًا الجيش الشعبى الجزائرى، بعد كسر شوكة قوى التطرف الإسلامى.

إن معادلة ملء الفراغات، التى تحدث فى العلوم الطبيعية، بسيطة وغير معقدة، وتنتقل أيضًا إلى العلوم الاجتماعية والسياسية، فالرئيس الجزائرى قادم من خلفية الانتماء إلى مشروع حزب حاكم له تاريخ نضالى ووطنى حقيقى، وهو جبهة التحرير، لكنه بقى فى السلطة لأكثر من نصف القرن، تَحَوّل بعدها إلى حزب سلطة أو إدارة سلطوية، تضم المخلصين والانتهازيين، واعتمدت بشكل أساسى فى حكمها على أجهزة الدولة والأمن.

ومع ذلك، لأول مرة، يُنتخب فى الجزائر رئيس ابتعد عن الحزب الحاكم، وابتعد خطوة عن «الصندوق الأسود» للحكم، «كما يُسمى فى الجزائر»، وهناك دور للإرادة الشعبية فى اختياره، كما أنه واجه حين كان رئيسًا للوزراء رجال أعمال فاسدين تسببوا فى إقالته.

مازال أمام الحراك الشعبى والنخب المستنيرة فى الجزائر، «وهم مازالوا كثرًا»، فرصة حقيقية للتواصل مع الرئيس المنتخب، وأن يكونوا جزءًا نقديًا من مبادرته للإصلاح، لأن التنافس بين رئيس منتخب لديه قاعدة شعبية يعطيه فرصة للتخلى فى الممارسة عن جوانبه السلطوية، ويعنى أيضًا دفع الحراك لبناء بدائل وأحزاب سياسية تطور من أدواتها وتبنى قاعدة شعبية قادرة على أن تقدم مرشحين يمثلونها فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضعاف الرئيس المنتخب إضعاف الرئيس المنتخب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon