توقيت القاهرة المحلي 05:46:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة حمدوك

  مصر اليوم -

زيارة حمدوك

بقلم : عمرو الشوبكي

زيارة عبدالله حمدوك إلى القاهرة كانت مفيدة ومثمرة رغم قصرها، وقد زار الرجل مؤسسة الأهرام وأجرى نقاشا معمقا مع خبراء مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية وألقى الضوء على قضايا كثيرة.

وانطباعى عن الرجل أنه يحمل سمات فريدة، فهو السودانى الأصيل رغم سنوات الغربة والوظيفة الدولية وهو ليس مجرد تكنوقراط له تاريخ مهنى حافل كأمين عام سابق للجنة الاقتصادية الإفريقية التابعة للأمم المتحدة، إنما أيضا يمتلك حسا سياسيا واضحا. وقد تكلم عن التحديات التى تواجه المرحلة الانتقالية بما فيها تحدى إبرام السلام مع الفصائل المسلحة، وأشار لما سماه المسكوت عنه فى العلاقات المصرية السودانية، والدور المصرى فى إفريقيا وغيرها من القضايا التى تكلم فيها بشفافية واحترام.

وأشار الرجل إلى تحدى سد النهضة الذى أكد أن بلاده ستعمل بالتعاون مع مصر من أجل ثنى إثيوبيا عن ملء السد فى يوليو القادم بشكل أحادى ولم يسهب كثيرا فى هذه القضية حتى إنى قلت له إنك تحدثت تفصيلا فى باقى النقاط وهذه النقطة تحدثت عنها بشكل سريع فهل ذلك مصدره ثقة زائدة أم ماذا؟ ولم يكن هناك وقت للرد والاستفاضة.

وقد كانت ملاحظتى الأساسية هى مخاطر طول المرحلة الانتقالية فى السودان (39 شهرا) وأن «تطويل» المرحلة الانتقالية أكثر من تلك المدة كما تطالب بعض الفصائل المسلحة سيفرض تحديات جديدة على المجلس السيادى الذى يضم مدنيين وعسكريين، كما سيعمق من الخلافات بين فصائل وتيارات مدنية من قوى الحرية والتغيير والحكومة، وسنجد بعض من كانوا داعمين لحمدوك سيعودون لخطابهم الثورى القديم وسيسحبون دعمهم له فيضعفون موقف التيار المدنى برمته (بمن فيهم هم) فى معادلة السلطة فى السودان.

يقينا حين يكون رأس السلطة موزعا على 10 أشخاص فى المجلس السيادى بجانب الحكومة فإن هذا سيعنى صعوبة اتخاذ قرارات حاسمة، وستحتاج البلاد لمواءمات كثيرة حتى تستطيع أن تخرج قرارا سياسيا أو اقتصاديا كبيرا فى بلد يعانى من أزمات اقتصادية وسياسية عميقة، وأيضا من حروب وانقسامات عرقية وجهوية.

لقد اختار السودان الخيار الأصعب باختيار فترة انتقالية طويلة حيث تكون السلطة غير منتخبة وغير مركزية وغير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة، وهذا فى حد ذاته يخلق حالة سيولة ورغبة البعض فى البحث عن المخلص أو رجل النظام العام القوى بديلا عن انقسامات المرحلة الانتقالية المعطلة.

أما العلاقات المصرية السودانية فقد اعتبرت أن بناء شراكة اقتصادية تنموية بين البلدين تقوم على الاحترام المتبادل ويستفيد منها الشعبان ستخفف من حدة تراشقات «الفضى» وغياب المصالح المشتركة.

ورغم صعوبة المرحة الانتقالية إلا أن فرص نجاح التجربة السودانية مازالت كبيرة، فى بلد يتسم شعبه بأنه سياسى بالفطرة ولديه اعتزاز بكرامته رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة حمدوك زيارة حمدوك



GMT 09:26 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لعنة المومياوات

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

صورة سامح شكري

GMT 09:56 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

داعش في موكب المومياوات!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon