توقيت القاهرة المحلي 19:30:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توفير الكهرباء

  مصر اليوم -

توفير الكهرباء

محمد سلماوي

من علامات الدول المتخلفة أن الحلول التى تلجأ إليها لمعالجة مشاكلها هى الأخرى متخلفة، ففى الوقت الذى نواجه فيه مشكلة فى توفير الطاقة الكهربائية، وهى فى حد ذاتها مشكلة ناتجة عن تخلف فى إدارة الأمور، نجد أن الحل الذى لجأت إليه الحكومة هو قطع التيار عن المواطنين، توفيراً للطاقة، بينما سائر الدول تلجأ لحلول مبتكرة، يبدو أننا لم نسمع بها ولا نسعى للبحث عنها، وأنا لا أتحدث هنا عن الدول المتقدمة التى سبقتنا بمئات السنين، فتلك لا تنقطع فيها الكهرباء، وإنما عن الدول التى تعتبر نفسها من دول العالم الثالث، وإن كانت فى الطليعة المتقدمة لتلك الدول، ففى الصين مثلاً زودت الحكومة كراسى الانتظار فى محطات الأتوبيس ببدالات كبدالات الدراجات كلما أدارها المواطنون بأقدامهم ساهمت فى توليد الكهرباء لإنارة الشوارع، وفى دول أخرى وضعت هذه البدالات فى المراكز الرياضية التى تنتشر فى كل أحياء المدن، وفى الوقت الذى يقوم فيه المواطن بتدريبه على الدراجة الرياضية تتولد الكهرباء لإنارة المكان. وبالمقارنة بما هو معروف من أشغال شاقة للسجناء فى الدول المتخلفة، حيث كنا نرغمهم على تكسير الحجارة بالجبال فى عمل لا جدوى منه، نجد البرازيل تزود السجون بتلك الدراجات المولدة للكهرباء، وتحتسب لكل سجين الفترة التى يقضيها على الدراجة، بما يساهم فى تقليل فترة عقوبته. ثم قبل هذا كله وبعده أين الطاقة الشمسية التى تزخر بها بلادنا التى لا تكاد تغيب عنها الشمس طوال أيام السنة؟ قد لا يعلم البعض أن جميع الإعلانات التجارية المقامة على امتداد طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى تعمل بالطاقة الشمسية، فهل يعقل أن تنار إعلانات المدينة بالكهرباء التى تختصم من استهلاك البيوت؟ لماذا لا يصدر قانون يحظر استخدام الكهرباء فى الإعلانات التى أصبحت تملأ شوارعنا؟ إن ما يستخدم فى تلك الإعلانات التى جعلتنا نعيش وسط غابة من اللافتات التى تحجب عنا الرؤية يكفى لإنارة البيوت بدلا من قطع التيار عنها. ثم ماذا عن ذلك المشهد الذى لم تستطع أى من حكوماتنا المتعاقبة التغلب عليه حتى الآن، وهو مشهد أعمدة النور المضاءة بالكهرباء فى وضح النهار، بينما تقطع الكهرباء عن البيوت فى الليل؟! إن مشاكل الدول المتخلفة التى نعانى منها لا تحل لأن الحلول التى نلجأ إليها عادة ما تكون أكثر تخلفاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توفير الكهرباء توفير الكهرباء



GMT 19:14 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

‎ لماذا دخل نتنياهو رفح؟

GMT 19:13 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

دورتموند نصف الدراما وكل الحظ؟!

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

أسرق.. وبعدين أتصالح!!

GMT 02:53 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

ما حققته احتجاجات الجامعات الأمريكية

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

عودة الاحتلال الكامل

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

رفح آخر أوراق «حماس»

GMT 02:47 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

... عن «الاستعمار» بوصفه «خطيئة أصليّة»

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

عادل إمام يعود إلى السينما
  مصر اليوم - عادل إمام يعود إلى السينما

GMT 00:46 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات طبيعية للشعر بمفعول الكيراتين

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الإفتاء المصرية تؤكد أن إنفاق المرأة فضل منها

GMT 14:21 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فلنتعلم من الطبيعة

GMT 22:24 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

تقارير تكشف حسم ريال مدريد صفقة ديفيد ألابا مجانًا

GMT 05:05 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بدء طرح كراسات شروط الإسكان الاجتماعي في مصر الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon