توقيت القاهرة المحلي 18:55:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين والسياسة

  مصر اليوم -

الدين والسياسة

محمد سلماوي

قال لى الباحث الألمانى الكبير: أنتم تتحدثون كثيراً هذه الأيام وبعد سقوط حكم الإخوان عن ضرورة فصل الدين عن الدولة، لكن الواقع أن الإسلام السياسى هو أحد حقائق الحياة السياسية فى المنطقة العربية، سواء سقط حكم الإخوان أو لم يسقط. قلت: كيف تقول هذا ونهضتكم فى أوروبا كلها لم تقم إلا على فصل الكنيسة عن الدولة؟ لقد عشتم فى العصور الوسطى التى تسمونها عصور الظلام وضعاً مشابهاً لما يتطلع إليه أتباع الإسلام السياسى الذى تتحدث عنه، حيث كانت الكنيسة هى التى تحكم، ولم يتحقق التقدم فى عصر النهضة إلا بإنهاء تدخل الكنيسة فى أمور السياسة، من حسن حظكم أن الكنيسة لم تلجأ آنذاك إلى العنف والإرهاب، لكنها قبل ذلك كانت مسؤولة عن الكثير من التعصب والاستبداد الذى يجىء كلما سيطرت العقيدة التى هى المطلقة على السياسة التى هى نسبية. قال: لكن الوضع عندكم مختلف، وقد تضطرون إلى التعايش مع الإسلام السياسى لسنوات مقبلة. قلت: إن تلك الدماء التى تسفك فى الشوارع كل يوم هى أكبر دليل على استحالة استمرار هذا الوضع، فمثلما كانت محاكم التفتيش عندكم أكبر دليل على عدم جواز تدخل الدين فى الحياة اليومية للناس وفى حرية اعتقادهم، بل وفى القضاء أيضاً، فإن الإرهاب الذى نعانى منه الآن هو أكبر دليل على فشل الإسلام السياسى فى ممارسة السياسة وفق قواعدها المعروفة، وهى تذكرة يومية بعدم جواز خلط الدين بالسياسة. قال: لكن المجتمع يجب أن يصل بشكل طبيعى إلى تلك القناعة، وأنا لا أرى أن المجتمعات العربية، أو الإسلامية بشكل عام، وصلت إلى ذلك بعد. قلت: إذن هى قصة التخلف العربى مقارنة بالتقدم الغربى، فما يصلح لكم لا يصلح لنا، هل فعلاً تؤمنون بتلك النظرة العنصرية؟ هل تريدون القول إنكم فى الغرب تخلصتم من هذا الخلط غير الجائز بين الدين والدولة، واعتبرتموه أحد معالم التقدم الذى وصلتم إليه، لكنكم ترون أن علينا نحن أن نستمر فى هذا الخلط، لأن مجتمعاتنا لم تنضج بعد؟ لقد سبقت المجتمعات العربية بحضاراتها على مر التاريخ القارة الأوروبية كلها، ولولا التقدم الذى حققه العرب ما قام عندكم عصر النهضة، وها هى المجتمعات العربية تنفض عن نفسها أحد مظاهر التخلف التى عانت منها طويلاً، فكيف تريدون لها ألا تفعل ذلك وأن تعود إلى عصوركم الوسطى التى تفخرون بأنكم تخطيتموها؟!.. فلم يرد. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين والسياسة الدين والسياسة



GMT 10:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

مواسم الوزراء والمحافظين!

GMT 10:11 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

ليست حكومة سرية

GMT 10:09 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

رؤية أخرى لنورماندى

GMT 08:19 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

فرنسا المنقسمة

GMT 08:15 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

مواسم الوزراء والمحافظين!

GMT 08:09 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

فى المساء مع قصواء

GMT 01:16 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

خطيب الكونغرس

GMT 01:15 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

معمر القذافي وجوليو أندريوتي

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر

GMT 14:58 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن
  مصر اليوم - الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

زيدان غاضب من أحاديث الرحيل ويحسم صراع الحراس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon