توقيت القاهرة المحلي 21:20:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإفراج عن الشباب

  مصر اليوم -

الإفراج عن الشباب

محمد سلماوي

لست أرى مغزى لاستمرار حبس الناشط السياسى والشاعر الشاب أحمد دومة هو ورفاقه، فقانون التظاهر الذى سُجنوا بجريرة رفضه مآله الإلغاء، فقد صدر بتعجل من حكومة مرتعشة أمضت شهورها فى الحكم وسط تخبط متزايد، ثم أنهت ولايتها بصدام لا لزوم له مع الشباب داخل وخارج الجامعة. ولقد شعرت بالأزمة قادمة وتحدثت بصراحة إلى رئيس الوزراء د. حازم الببلاوى قائلاً إن الإخوان بعد أن وجدوا أنفسهم فى مواجهة مع الشعب كله يريدون أن يفتعلوا أزمة بين الأمن وطلبة الجامعة، فكانت أزمة طالب الهندسة الذى قُتل والذى بدأت معه سلسلة المواجهات مع الشباب، والتى نعانى منها الآن فى ظل حكومة محلب الجديدة. إن السؤال الذى ينبغى على الحكومة أن تضعه نصب أعينها هو: كيف نصعّد من المواجهة مع الإخوان وأتباعهم ونخفف فى نفس الوقت من حدة التوتر مع الشباب؟ لأن الحادث الآن هو أن المواجهة تتصاعد على الجبهتين معا، وهذا فشل سياسى ذريع يعبر عن عجز فى الحنكة السياسية وافتقار إلى دقة الموازنة، التى هى أساس العمل السياسى. فلنبدأ بإعادة النظر فى وضع الشباب المحتجزين فى السجون، والذين سيتم الإفراج عنهم إن آجلاً أو عاجلاً، لكن استمرار حبسهم هو وقود التصعيد ضد الحكومة والذى تستغله القوى المعارضة لزيادة الفجوة بين الشباب والنظام ككل، لقد ارتكبت جماعة الإخوان غلطتها الكبرى بأن وسعت دائرة مواجهتها للجيش والشرطة لتشمل الشعب المصرى كله، فقتل من أفراده المدنيين المسالمين أكثر مما قتل من أفراد الجيش والشرطة، لكن الحكومة ارتكبت نفس الحماقة بأن وسعت من دائرة مواجهتها هى الأخرى لتشمل إلى جانب الإخوان وأعوانهم الإرهابيين الشباب المعارضين الذين لم يرتكبوا إرهاباً ولا لجأوا للعنف، فهل هذا معقول؟ وهل هذه هى السياسة الحكيمة المطلوبة فى هذا الوقت ونحن نتجه لاستكمال الاستحقاقات الدستورية لخريطة المستقبل الديمقراطية بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ على الحكومة الحالية أن تتخذ خطوة قوية وجريئة تؤكد ثقتها بنفسها بعد أن برئت من سياسة التردد التى ميزت الحكومة السابقة، وأن تفرج فورا عن الناشطين من الشباب، وليستمر نظر قضاياهم إلى أن تسقط بإلغاء قانون التظاهر غير الدستورى الذى يحاكمون بتهمة رفضه، على الحكومة أن تبدأ سياسة جديدة تماماً تجاه الشباب الذى يستخدم حقه الطبيعى فى المعارضة، وفى ذلك فإن عليها أن تفرق بين الإرهاب الذى يستهدف مقومات المجتمع الأساسية وبين شطط بعض الأبناء. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإفراج عن الشباب الإفراج عن الشباب



GMT 21:20 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

لبنان وثمن حرب غزّة

GMT 21:17 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

العيش!

GMT 21:16 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

درس غزة!

GMT 21:15 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

حكاية عن الحكيم

GMT 19:45 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

مطلوب تدريس هذا الكتاب في الثانوية

GMT 19:44 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

الأيام «النحسات»

GMT 19:43 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

هل هناك فرق بين نتنياهو وإسرائيل؟!

GMT 10:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

مواسم الوزراء والمحافظين!

نانسي عجرم بإطلالة رقيقة في حفل لـ "Tiffany and co"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:14 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنثوية لياسمين صبري باللون الأحمر

GMT 14:58 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن
  مصر اليوم - الفنانة شيرين رضا تعلن اعتزال الفن

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

زيدان غاضب من أحاديث الرحيل ويحسم صراع الحراس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon