توقيت القاهرة المحلي 18:25:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون والنسيان

  مصر اليوم -

المصريون والنسيان

فاروق جويدة

يبدو ان مصر نسيت رموزها العظيمة التي منحتها الجلال والمهابة‏..‏ لم يعد المصريون يتذكرون الكتاب والفنانين والمبدعين الكبار الذين رحلوا‏..‏ في زحمة السياسة والصراعات والمعارك غابت اسماء كثيرة واختفت وراء سحابات النسيان حتي ذكري ميلادهم ورحيلهم لم تعد تهم أحد.. نسي الإعلام المصري كل رموز هذا الوطن. تذكرت قصة سمعتها من كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم.. قال: سافرت يوما انا وطه حسين لقضاء الأجازة الصيفية معا في سويسرا واقمنا معا في فندق صغير علي إحدي البحيرات الشهيرة في جنيف.. وذات يوم سألني طه حسين الا توجد صحف مصرية هنا, قلت له انها قليلة للغاية وتأتي بأعداد محدودة فقال طه حسين: حاول ان تشتري احدي هذه الصحف لكي نتابع اخبارنا فيها.. وكنت كل يوم اشتري صحيفة واقرأ لطه حسين آخر الإخبار وقضينا اسابيع في الأجازة وذات يوم سمعت طه حسين يقول الم تلاحظ يا توفيق انه لا يوجد خبر واحد عنا طوال الفترة الماضية حتي غيابنا لم يحرك ساكنا وإذا كان هذا يحدث ونحن احياء فماذا سيحدث بعد ان نموت.. يا توفيق المصريين ينسون.. هذه الرواية سمعتها من سنوات ويبدو انها حقيقة فقد غابت كل هذه الأسماء عن ذاكرة المصريين تأتي ذكري العقاد ولا يذكره احد.. وتمر ذكري وفاة توفيق الحكيم دون ان تنشر الصحف كلمة عنه وحدث هذا مع كل القمم المصرية العظيمة التي طواها النسيان واحداث السياسة.. ان المصريين الآن تائهون حائرون يهرولون خلف الأحداث السياسية ما بين الأمن والمظاهرات وأسعار السلع والأزمة الاقتصادية والمحاكمات امام القضاء..اما هؤلاء الذين اضاءوا عقولنا واثروا حياتنا فقد نسيناهم, حاول ان تبحث عن آخر مرة رأيت فيها ام كلثوم علي شاشة مصرية حكومية او خاصة وحاول ان تراجع آخر مرة شاهدت فيها حديثا لطه حسين او العقاد او الحكيم او عبد الوهاب وعبد الحليم والسنباطي هذا تاريخ مضي ونساه المصريون رغم انه اجمل الأشياء في تاريخهم وكان ينبغي ان يبقي دائما في القلوب ذكري مضيئة لزمن جميل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون والنسيان المصريون والنسيان



GMT 18:25 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وسادة المقاطعة

GMT 18:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

حملة المقاطعة

GMT 18:23 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

خطأ فى الحسابات

GMT 18:21 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

هل جدلتم السَّعَف.. بالأمس؟

GMT 18:20 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

ذبح محمد صلاح!!

GMT 18:19 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«دافوس» فى الرياض (١)

GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon