توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته "غير أي حد"

  مصر اليوم -

الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد

أحمد المالكي

لمناسبة منتدى الإعلام العربي في دبي، والذي يتجمع فيه الإعلاميون من كل الدول العربية؛ لمناقشة القضايا المتعلقة بالإعلام في عالمنا العربي، اكتب هذا المقال، واستغل فرصة انعقاد هذا المنتدى وأرسل رسالة إلى الإعلاميين العرب، مفادها؛ عليكم مراجعة ما يكتب، وما يقال في إعلامنا، وقدِّموا لنا توصيات حقيقية، بما يجب أن يكون عليه الإعلام في الوطن العربي، والذي يواجه أزمة في حقيقة الأمر، أقل ما يقال عنها بأنها أزمة صعبة، والصعوبة تكمن هنا في الحالة التي وقع فيها الإعلام العربي، وأصبح يقود المشهد للأسوأ، وليس للأحسن، ووقع في بث الكراهية والفتنة والتعصب لمواقف سياسية بعينها.
وعندما دخلت إلى مجال الصحافة في بداياتي، تعلمت أن الصحافي يجب أن يكون محايد، ولكن ما تعلمته شيء، وما تواجهه بعد ذلك شيء آخر، على رأي المثل العامي القائل؛ "ده حماده وده حماده تاني خالص"، والإعلام العربي في أزمة، ولكن الإعلام المصري يواجه أزمة كبرى، ويواجه تحديات صعبة، ويحتاج إلى إعادة تقييم حقيقية، وقوانين تنصف الصحافة والصحافي، ولدينا مشاكل كثيرة في مجال الصحافة في مصر.
رئيس التحرير في الصحيفة، التي تعمل فيها، والذي يطلب منك أن تكون محايد، عندما تُقدِّم له موضوعًا ضد ما يعتقد هو أو ضد السلطة الذي هو مُقرَّب منها، ويخاف أن يخسر علاقاته بالسلطة، يقوم بوضع موضوعك داخل الدرج أو يقوم بإعطائك درس في كيف تكتب موضوع لا يجرح السلطة، ولا يخدش حياءها، ويقوم بتحويلك إلى التحقيق، وتحصل على استمارة 6.
للأسف هذا هو حال الصحافة في مصر، حيث يتم منع تحقيقات صحافية ومقالات؛ لأنها ضد الموقف السياسي الذي ينتمي إليه رئيس التحرير أو مجلس إدارة الجريدة، أو ضد السلطة المُقرَّب منها رئيس التحرير، وهذا ما حدث مع كثير، ويحدث كل يوم، وذلك لعدم وجود نقابة قوية تُدافع عن هؤلاء، ومعظم من يمارس الصحافة في مصر الآن لا ينتمي إلى نقابة الصحافيين؛ لأنه للأسف يسيطر عليها مجموعة ليس هدفها حماية كل من يعمل في مجال الصحافة، وليس هدفها تطوير المهنة والارتقاء بها، وعندما يموت صحافي ليس عضوًا في نقابة الصحافيين يحصل على العضوية الشرفية بعد موته، وهذا ما حدث مع الشهيدة ميادة، ودعونا نعترف بفشل نقابة الصحافيين في أمور كثيرة، وعلى رأسها ملف الصحافة المحلية الموجود في محافظات مصر المختلفة، وهذا الملف أكبر دليل على فشل تلك النقابة، والذين يسيطرون عليها.
وحتى عندما يتم المطالبة بتشريعات لصالح الذين يعملون في مجال الصحافة، تتدخل الدولة لتفرض شروطها، وإذا لم يتم الموافقة على شروطها تهدد بإفشال التشريعات، فنحن في مصر لدينا دستور يقول؛ إنه لا يوجد وزير إعلام، وللأسف لدينا وزير إعلام، وملف الصحافة في مصر لا يحتاج إلى مقال واحد أو إلى جلسة نقاشية واحدة، بل يحتاج إلى مقالات وجلسات ودراسات حقيقية، يقوم عليها أساتذة الإعلام في الجامعات المصرية المختلفة؛ للخروج بالصحافة إلى بيئة أفضل، واهتمام أكبر؛ لأن المجتمع فقد ثقته في الصحافة، بسبب تحيز الصحف ورؤساء التحرير إلى مواقف سياسية معينة.
وظهور مواقع إليكترونية جديدة، فتحت فرصًا أفضل، وبعضها فعلًا يُقدِّم صحافة حقيقية، تجمع الآراء والتوجهات كافة دون تحيز لأحد بالإضافة إلى إعلام المواطن في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الذي يعبر فيها عن نفسه، وعن واقعه، ومشاكله الحقيقية، دون أن ينتظر رئيس تحرير يقوم بممارسة دور الحاكم الظالم.
وإذا تحدثنا عن الفضائيات، التي بحسب رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، في منتدى الإعلام العربي، كان عدد القنوات الفضائية في العام 2010 700 قناة فضائية، ووصلت الآن إلى 1300 قناة فضائية، لذلك ملف الفضائيات يحتاج إلى من يفتش في هذا الملف المغلق، والحديث بشأن مصالح رجال الأعمال في تلك القنوات، والغرض من إنشائها، هل هي لخدمة مصالحه أو لخدمة الناس، وإذا كان الحديث عن خسارة تلك القنوات مليارات الجنيهات سنويًّا، لماذا بقاء تلك القنوات التي تخسر، هل صاحب تلك القناة سعيد بخسارته أم أن وراءها أغراض أخرى؟!
وإذا تحدثنا عن نجوم تلك الفضائيات في مصر، من الإعلاميين الذين يحصلون على مرتبات مبالغ فيها، أو مرتبات خيالية، ويتاجرون بهموم ومشاكل الشعب المصري، لدرجة أن نجوميتهم الآن جعلتهم لا يروا إلا النخب، وأحاديث الاستوديوهات مع الخبراء الأمنيين، والتحيز الواضح لبعض هؤلاء لمواقف سياسية معينة، ومشاركتهم في تأجيج الأوضاع في مصر، لذلك ملف الإعلام في مصر يتطلب من الرئيس المقبل، فتح هذا الملف الشائك، وتنظيف الجرح، مهما واجهه من تحديات، ومهما واجهه من انتقادات أمن مصر القومي، ويبدأ من الإعلام، ورسالة إلى كل العاملين في مجال الصحافة والإعلام في مصر لنبدأ صفحة جديدة مع بداية عصر جديد، بعد ثورتين، لكي نصنع إعلامًا قويًّا، ومُحصَّن من الفساد، ونعيد ثقة الناس مرة أخرة إلى الإعلام في مصر.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد الإعلام العربي أزمته السَّبت والأحد والإعلام المصري أزمته غير أي حد



GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 15:22 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

فصل من مذكرات الصحفي التعيس

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 16:14 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

الاعلام الايجابي والاعلام السلبي

GMT 15:34 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

خانه التعبير واعتذر.. فلِمَ التحشيد إذن!

GMT 11:13 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon