توقيت القاهرة المحلي 15:56:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البديهيات الغائبة عن البرلمان

  مصر اليوم -

البديهيات الغائبة عن البرلمان

القاهرة – أحمد عبدالله

"شأن يثار بشأنه جدل، يشعر نواب البرلمان بمسئوليتهم، يشرعوا في اتخاذ خطوات تجاه ذلك، يعلنوا عما توصلوا إليه من نتائج" هو التسلسل المنطقي لمشهد طبيعي في بلد بها مؤسسات ولا سيما المؤسسة التشريعية الأبرز، المعنية بأدق التفصيلات التي تجري في البلاد.

هناك خلل ضارب في عدد من مراحل تلك المعادلة، والأمر لا تستطيع أن تهضمه في كثير من الأحيان، فهناك تقصير يمكن التغاضي عنه، او تقاعس تتفهم أبعاده وأسبابه، ولكن الكثير من القضايا التي أثيرت في البلاد مؤخرا، تثير طريقة تعامل البرلمان معها أقصي أنواع الاستغراب.

حينا يتغافل النواب عن التفاعل مع قضايا حياتية ومصيرية، وتارة يتباطآ بشكل ملحوظ في ردة فعله وتجده متأخرا للغاية في اتخاذ القرار المناسب، وتارة يستوعب الموقف ويتحرك سريعا ولكنك لا تدري ماذا دار، وما الذي قام به النواب، وماهي النتائج التي أسفر عنها تعاملهم مع قضية أو أزمة ما.

الأمثلة الكثيرة ولا مجال لحصرها ولكن سنكتفي بالإشارة إلي نموذجين، الأول اختفاء السكر من الأسواق المصرية، وثانيا تقرير بريطاني هام ينفي عن جماعة الإخوان المسلمين جنوحها إلي العنف ويدين السلطات المصرية في طريقة تعاملهم مع الجماعة ورموزها.

بخصوص الأزمة الطاحنة التي استيقظ عليها المصريون، وهي اختفاء عدد كبير من السلع الغذائية من الأسواق وعلي رأسها "السكر" استغرق نواب البرلمان قرابة الـ10 أيام كاملة حتي بدئوا في طرح الأمر أو المرور عليه، وبالمناسبة هم حتي الان لم يخصصوا له جلسات مناقشة متأنية للكشف عن الأزمة او المتسببين فيها، وإنما أكتفوا بأحاديث عشوائية داخل عدد من اللجان النوعية، في رد فعل لا يخلوا من "البطء" الشديد والتأخر الواضح، أعرف برلمانات أخري لا تميزها سرعة رد فعلها تجاه الأزمات، وإنما تنبؤها مسبقا بالمشكلات المرتقبة، ويخصصون وحدات ولجان احترافية في ذلك.

بخصوص التقرير البريطاني، تحرك نواب البرلمان سريعا هذه المرة، فبريطانيا الشرك التجاري الأبرز لمصر يتخذ عدد من أبرز نوابها مواقف عدائية تجاه السلطة الحالية في البلاد، وهو ما زاد عليه "تقرير هام" يطالب الحكومة المصرية بإشراك جماعة الإخوان المسلمين في المشهد السياسي، ليتحرك وفد موسع سريعا ويعقد عدة لقاءات غاية في الأهمية، بأجندة برلمانية قيمة ونشاط سريع وفعال، ولكن، هل سمعت شيئا عن نتائج الزيارة، ما الذي تغير قبلها عن بعدها، ما الذي دار من محادثات، كواليس ومتغيرات، لا أحد يعرف.

غياب الشفافية وبطء رد الفعل معضلات معروف أسبابها مسبقا، فثقافة "الحجب" متأصلة في فكر الجيل الحالي من النواب، فأكثر ما يكرهه رئيس البرلمان الحالي علي عبدالعال هو المصورين الصحفيين داخل القاعة، علاوة علي القرار الذي أعلنه في أول أيام عمل المجلس بمنع إذاعة وبث الجلسات، وبالتالي فالانغلاق سمة وعدم الوضوح علامة.

لكي يتجنب البرلمان إهدار مجهوده وفرصه، عليه أن يكون أسرع في تحركاته، وأن يشمل تلك التحركات بأهداف معلنة ونتائج واضحة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البديهيات الغائبة عن البرلمان البديهيات الغائبة عن البرلمان



GMT 09:14 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

هروب من المواجهة

GMT 14:54 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

"التعديل الوزاري" استحسان واستهجان

GMT 08:56 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام على برلمان مصر

GMT 14:41 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة والبرلمان وجهًا لوجه

GMT 17:44 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

التغيير الوزاري ليس حلًا

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

عادل إمام يعود إلى السينما
  مصر اليوم - عادل إمام يعود إلى السينما

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon