توقيت القاهرة المحلي 03:18:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مؤلفاتها ارتبطت بالثورة التحريرية والمرأة

رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة

الكاتبة الجزائرية يمينة مشاكرة
الجزائر ـ فيصل شيباني
مثل كثير من المثقفين النزهاء الذي لم يستغلوا فكرهم وكلماتهم مطية نحو النجومية والأضواء، ونحو تحقيق المنافع، رحلت يمينة مشاكرة في صمت يشبه صمت مغارتها, عبارات اختارها المثقف عمار بن طوبال في وصفه لهذه العملاقة الوافدة على الأدب من مجال الطب النفسي, الأمر الذي يبرر قدرتها العميقة على تصوير ما يختلج في نفس أبطال مغارتها المتفجرة بكل ذلك الاقتدار.ولعل انشغالها المهني قد شغلها عن الأدب الروائي الذي كانت إضافتها فيه عبر رواية "المغارة المتفجرة" إضافة نوعية للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، وهي وإن لم تكتب سوى روايتين عبر ثلاثين سنة ( المغارة المتفجرة 1979، أريس 2000 )، إلا أن اسمها سيذكر بكل تأكيد، كلما تم الحديث عن الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية بعد الإستقلال، كما سيذكر أنصار الفيمينيزم والمدافعين عن قضايا المرأة روايتها الأولى كواحدة من النصوص الأدبية الفذة التي صورت نضال المرأة الجزائرية وتضحياتها خلال الثورة التحريرية.إن "يمينة مشاكرة" فعلا كما وصفها "كاتب ياسين" الذي تأثرت به كثيراً، هي إمرأة تزن باروداً، هي مبدعة في بلاد لا تذكر المبدعين، حين يغيبون عن الأضواء، إلا عندما يرحلون مثقلين بالحزن والوحدة، وبالضياع كحال "مشاكرة" التي ماتت وحيدة حتى دون أن يكون لها منزل.رحلت وهي تحمل هموماً كبيرة حيث شيع بعد ظهر,الاثنين، جثمان الأديبة إلى مثواه الأخير وذلك بمقبرة "سيدي يحيى"  بوسط العاصمة الجزائرية، فيما كان لرفقاء وعائلة فقيدة الساحة الأدبية والثقافية ، إلقاء نظرة أخيرة على جثمانها صباح, الأثنين, في قصرالثقافة "مفدي زكريا" ، بحضور عدد من الروائيين والمثقفين على غرار واسيني الأعرج وأمين الزاوي وعبد القادر بن دعماش والناقد المسرحي إبراهيم نوال والسينمائي أحمد بجاوي وآخرون لم يترددوا في توديع الأديبة المتمردة، من قال عنها الأديب" كاتب ياسين" حين كتب في مقدمة كتابها "المغارة المتفجرة" الذي ألفته عام 1979 "امرأة تكتب في بلادنا وزنها من بارود" وهو ذات المؤلف الذي صمم غلافه الفنان التشكيلي الكبير محمد اسياخم.من جهة أخرى أثنت وزيرة الثقافة خليدة تومي في كلمتها التي ألقاها بالنيابة عنها مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ سليمان حاشي ، على أدب الروائية الراحلة التي وإن خلفت كتابين فقط طيلة مشوارها الأدبي إلا أنهما يصنفان حسب الوزيرة من خيرة المؤلفات التي ارتبطت بالثورة التحريرية وكفاح المرأة الجزائرية باعتبارها قامة أدبية، خلف رحيلها خسارة كبيرة . وعلى الرغم من أن الأديبة التي ولدت عام 1949 في أم البواقي ( شرق الجزائر )  لم تكن ذات صيت ، إلا أن وداعها كان لافتاً بحضور أهم الأسماء و الأقلام الأدبية في الجزائر الذين أثنوا تباعاً على شخص وأدب "يمينة مشاكرة"، والكل أجمع أن وافتها كانت بمثابة الصدمة وهو ما ذهبت إليه الكاتبة فضيلة فاروق التيس قالت في هذا الشأن " بوفاة الكاتبة الجزائرية يمينة مشاكرة، شعرت أن الموت وقف على عتبة بابي ودخل بقدميه، ذلك أنني طيلة سنوات وأنا أتخيل وأحلم بأن شخصاً ما سينقذها مما هي فيه، فإمرأة بذكائها لا يمكن أن تصاب بالجنون لو أنها عاشت في بيئة تحترم إنسانية المرأة و كرامة كاتبة وطبيبة".وأضافت فضيلة فاروق "أن يمينة مشاكرة ليست سوى ضحية من ضحايا التخلف كان بإمكاننا أن نفتخر بها وهي تكبر وتصبح في مقدمة كتابنا الذين يمثلون الجزائر في المنابر العالمية."
egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة رحيل الكاتبة الجزائرية المتمردة يمينة مشاكرة



GMT 08:25 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتهيأ للإعلان عن كشف أثري مذهل داخل هرم خوفو

GMT 21:20 2025 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

جناح توت عنخ آمون يسطع في افتتاح المتحف المصري الكبير

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:17 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

التعبير عن الاحتياجات بذكاء تواصلي مع شريكك دون انتقاد

GMT 03:54 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

إرادة ألا تكون على الهامش

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

مقتل المرء بين فكّيه

GMT 18:50 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

سرقة نجمة لبنانية مشهورة من قبل مساعدها وتلجأ إلى القضاء

GMT 08:40 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 17:32 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يحدد خريطة توزيع 52 ألف تذكرة لمواجهة العين الإماراتي

GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt