القاهره - مينا جرجس
دعا نقباء النقابات المهنية المصرية، إلى وضع خطة شاملة لمكافحة التطرف، تتمثل في إنشاء محاكم خاصة للمتطرفين وإجراء تعديلات قانونية لمكافحته، بالإضافة إلى إنشاء تحالف وطني من النقابات لدعم الدولة ضد العنف، مشددين خلال مؤتمر صحافي، الأحد، على ضرورة تغيير الفكر والفن والثقافة المجتمعية، وقال نقيب المحامين سامح عاشور، إن الحل الحقيقي لمواجهة التطرف يتمثل في وضع نظام شامل لمواجهته، وليس معناه أن نتخذ إجراءات استثنائية لأنها ستتنافى مع حقوق الإنسان، ولكن يجب أن يكون هناك محاكم خاصة وقانون إجراءات جنائية خاص للتعامل معها.
وأضاف أن القانون الحالي لا يساعد على مكافحة التطرف، ومن ثم أُطلق دعوة دستورية لوضع نظام محدد لمواجهة العنف، وثانيًا لابد من وضع خطة المسح الشامل للتصدي للتطرف، لأن استخدام المدنيين كدروع بشرية للاختباء بينهم أو التعامل باسمهم، بما يجعل المجتمع المدني الحالي يدافع عنهم، يضع هناك صعوبة على أي قائد حقيقي في التصدي لهم، وتابع "لابد أن نضع خططًا لمسح سيناء مسحًا كاملًا بالشخص والأسرة والقبيلة، وأعتقد أن المجتمع السيناوي حاليًا مهيأ لذلك"، مشيرًا إلى أن الأمر الآخر يتمثل في ضرورة أن يكون هناك تنمية شاملة، وأن يكون هناك خطاب جديد يفتح حوارًا بين الدولة والنقابات المهنية، فلم تطلب الحكومة في أي يوم معلومة من النقابات تتعلق بالتنمية، وهذا الأمر يجب أن يأتي في إطار شامل لدعم الدولة المصرية في مواجهة التطرف، خاصة وأننا عماد المجتمع المصري".
وواصل "أدعو إلى تشكيل تحالف وطني للنقابات المهنية، كي يصير بيننا حوار مشترك من أجل أن نتقدم خطوات فيه وأن نمد أيدينا للدولة المصرية ونقول إننا جاهزون للدفاع عن الوطن بما لدينا من إمكانيات وقدرات"، وشدد على أن مواجهة التطرف بالفكر ليس هو الحل الحقيقي، لأنه حل طويل المدى على الرغم من أهميته، ولكن لابد من تحقيق السبل المذكورة جميعها للوصول إلى نتائج حقيقية، وأوضح أن نقابة المحامين تكفلت بكافة النفقات والرسوم لإنهاء الإجراءات القانونية لأسر الشهداء سواءً المتمثلة في إعلامات الوراثة أو الدعم القانوني.
وقال عبد المحسن سلامة، نقيب الصحافيين "أتفق مع ما قاله نقيب المحامين من أننا في حاجة للاتحاد لمواجهة التطرف هذه الأيام"، داعيًا إلى تشكيل لجنة مصغرة لتنظيم زيارة لمسجد الروضة في شمال سيناء، باعتبارها بداية للمجتمع، وأوضح أن حادث الروضة هو الأكثر بشاعة في تاريخ مصر، فضلًا عن أن عدد الشهداء قابل للزيادة في ظل وجود بعض الحالات الخطرة للمصابين، إلا أن هناك عددًا من الرسائل الإيجابية الناجمة عن هذا الحادث، وهي ضرورة وقوف الشعب المصري بجانب أهالي سيناء والاتجاه نحو تنمية سيناء، والرسالة الثانية أن التطرف لا يفرق بين مسلمين ومسيحيين، بخاصة أن الأقباط طالما عانوا من خطر التطرف واعتقدنا أنهم فقط المستهدفون، ولكن الحادث أثبت أن التطرف يستهدف الشعب المصري بأكمله.
وشدد أن النقابات المهنية اقتربت من نصف المجتمع المصري، ودورها الحقيقي تجفيف منابع التطرف، التي لن تجفف إلا من خلالنا كنقابات، وبالتالي لابد أن نكون نحن حائط الصد الأساسي، واعتبر أن الدولة الإسرائيلية هي المستفيد الوحيد من النزاعات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، فما يحدث هو وخطط شيطاني يعمل به العديد من أجهزة المخابرات، وهم ما سينكسر أمام مخططات التنمية التي تتم حاليًا، ودعا الحكومة لأن تكون أكثر انفتاحًا على النقابات المهنية لأن ذلك الأمر هو الكتلة الصلبة التي يقوم عليها المجتمع.
وقال أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية "في البداية نتقدم بواجب العزاء لأسر الشهداء الأبرار الذين قتلوا في حادث مسجد الروضة"، مشيرًا إلى أن الحادث يعتبر الأكثر بشاعة في تاريخ مصر، وعلى الفور اجتمعنا في النقابة وذهبنا لمسجد الروضة على الفور كأول جهة تتوجه بوفد عقب الحادث، وأضاف أن التطرف ليس فقط من قتل الأبرياء والشهداء، ولكن يجب أن نبحث دائمًا ماذا نقدم نحن، فحينما توجهنا إلى بئر العبد توقفنا كثيرًا، وقبلها زرنا المصابين في الإسكندرية، ووجدنا أن هناك محافظات لا يوجد بها فن ولا ثقافة ولا دار سينما واحدة، فعندما تنسحب الدولة من الإنتاج الدرامي يصبح الفن بلا قيمة.
واتفق زكي مع دعوة "عاشور" لتشكيل تحالف وطني من النقابات، وأن نطلق على هذا العام "عام مكافحة التطرف"، ويبدأ من التعليم في المدارس والجامعات، وقال حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين، إن المعركة الحالية تكاد تكون أخطر من حرب أكتوبر التي شرفت بتغطيتها للإذاعة المصرية، فالمعركة غير نظامية وليست مقصورة على عناصر من الداخل، إنما نحن نواجه معارك متطرفة من الداخل والخارج في وقت واحد، وهو ما يزيد خطورتها، واتضح من الحادث الأخير أنه كان هناك تنسيق مع مخابرات أجنبية بشكل يكشف لنا حجم الخطر المحدق بنا.
وأضاف الكنيسي "أرجو أن تكون دعوة إنشاء تحالف وطني من النقابات توصية رسمية لهذه الندوة، وعلينا أن نلبي دعوة نقيب الصحافيين بزيارة بئر العبد وإقامة شعائر صلاة الجمعة هناك"، ونوه بأن الحوار الوطني للنقابات مع الدولة متوقف تمامًا، ولابد أن يبدأ هذا الحوار المفتوح من جديد لمساعدة الدولة، مؤكدًا أن دور الإعلام أخطر ما يكون وبالتالي نحن كنقابة الإعلاميين نتحمل مسؤولية ضخمة لأن الإعلام أصيب بحالة من العشوائية، وبدلًا من أن يكون دعمًا للدولة صار أحيانًا عبئا عليها، ولابد له أن يعود من جديد لدوره الحقيقي لمساندة الدولة في مواجهة التطرف
أرسل تعليقك