توقيت القاهرة المحلي 01:26:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لسنا ملعبًا لوكلاء الله

  مصر اليوم -

لسنا ملعبًا لوكلاء الله

مصر اليوم

هى ليست حربا على بيت فضل شاكر.. إنها حرب على الوكالة. فضل شاكر تصور أنه عندما يترك بيته «فيلا أو قصر» للشيخ السلفى أحمد الأسير.. فإنه يتركه لله.. باعتبار أن الشيخ وكيل الله.. وهنا ظهر وكيل آخر واسمه حزب الله.. فقرر أن يستعيد منه الوكالة. هذا كل ما فى القصة. أو هذه هى القصة: إنها حرب وكلاء الله.. أو بين وكلاء الله. حرب دفع فيها أوهام سنوات طويلة ألغيت فيها السياسة وعلا الاستبداد ليبدو مقدسا لا يمس ولا يعلو على صوت معركته من أجل البقاء. وهنا نقل الشطار منافستهم إلى مكان آخر: إلى السماء.. وأصبحت معركة الأرض تخاض باسم السماء. كل جماعة أو تنظيم أو حزب يرى نفسه ظل الله على الأرض أو جنوده الذين يقتلون من أجل أن ترفع كلمته.. ولأن الأوهام - الخرافات - الأساطير أقوى أحيانا، فإنه من السهل اكتشاف أن الكلمة التى ترفع هى كلمة الجماعة التى تنتصر كلما ارتكبت جرائم. هذه قصتنا.. وهذه هى الحرب التى يريد المرسى أن يستعيد بها ما فقده من شرعية وقدرة على حكم مصر. لم يجد المرسى ومجموعات الإرهاب المعتزل، غير الحرب مع وكلاء الله الآخرين «الشيعة».. لتكون مبررا لاستمرارهم الأسود على السلطة. لم يجد المرسى، ولأنه ملك من ملوك الاستسهال العاجز، إلا اللعب بالورقة الأخيرة، ورقة البحث عن عدو.. والعدو من يقف ضد شهوتهم للسلطة واتهامهم بالتهمة الجاهزة: أنهم كفار لا يريدون دولة الإسلام.. لا يريدون دولة تحكم بشرع الله. المرسى نفذ ما طلبته أمريكا بطريقته، أو بركاكته، متخيلا أن الجمهور ما زال كما هو محروما من السياسة «وربما من الحياة» ولا يثق بقنواتها ولا مؤسساتها وليس أمامه إلا أن يرضى بالتفسير لأنه يائس من تغيير الواقع، كما أنه يريد أن يضمن مكانا فى الجنة وهؤلاء فى نظره يحملون التوكيل أو الصك. الجمهور انتظر من الإخوان والسلفيين بعد تجربتهم أن يفعلوا شيئا أو يقدموا بشارات سياسة حديثة يمكنها أن تصنع مؤسسة دولة أو تبنى سياسات جديدة، إلا أن الجمهور فوجئ بأنهم لا يفعلون شيئا، ويسيرون على خطى الفراعنة القدامى، ويتحالفون مع المماليك على اقتسام السلطة وتحويل الدولة إلى ملاعب جديدة للاستبداد. ماذا لديكم؟ لا إجابات سوى هذه الألعاب الصغيرة والتسلية التى تعبر عن وقت فراغ لا عن مشروع جدى، لا كوادر سياسية، ولكن شخصيات طيبة تملأ الفراغ السياسى ولا ينشغلون سوى بتقنين الجنس مع الأطفال «البيدوفيليا»، وتحجب مواقع وتطارد مكاسب المرأة، إنهم جمهور من زمن آخر ويريدون فرض زمنهم وتصوراتهم باعتبارها هى «صحيح الدين» أو «هكذا يحكم الله». وبدا واضحا من التجربة أن كل الكلام الكبير ومنذ ٨٠ سنة عن «دولة شرع الله» تعنى بوضوح وبالنسبة لهذه النوعية هى الدولة التى يتحول فيها كلامهم إلى «شرع الله»، ومن يختلف معهم لا يختلف مع بشر يصيبون أو يخطئون أو يفسدون ولكنه يختلف مع كلام الله.. مع الله بذاته المتعالية. هؤلاء بعد الفشل يريدون أن يستمدوا شحنات جديدة من إعلان الحرب على خصومهم، أو وكلاء الله الآخرين، ويتسابقون فى القتل، واحتلال المدن، وخدمة السلطة «أى سلطة الإخوان هنا وبشار هناك». الآن نحن نرى حصاد استسلامنا الطويل لمن يتحدث باسم الله.. للسيطرة علينا بهذه الخرافة المجرمة.. وكلاء الله يحاربون على عروش الاستبداد ونحن ندفع الثمن مقدما فى حرب الوكالة. أهم ما فى هذه الحرب هو انكشاف الخدعة ووضوح ماسأة أن يحكمك من يقول إن حكمه مستمد من الله أو أنه ربانى أو أنه وكيل الله المعتمد والوحيد. هذه الخرافات الإجرامية تنكشف الآن.. لكن بالدم.. وبعد أن أدرك الجمهور الواسع أن إدارة دولة أو حياة البشر ليست صراعا على منبر مسجد أو رهن حرب وكلاء الله. نعم.. يمكن لفضل شاكر أن يفعل ببيته ما يريد.. لكن الدولة والحياة ليست بيت فضل ولا ملعبا لمباراة بين وكلاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لسنا ملعبًا لوكلاء الله لسنا ملعبًا لوكلاء الله



GMT 00:46 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

GMT 00:44 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

معضلة إسرائيل الوجودية

GMT 20:12 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دراسة عن الشرق الأوسط.. كوابح ومحفزات

GMT 20:10 2024 السبت ,04 أيار / مايو

الدكتور موافى حزين!

GMT 20:07 2024 السبت ,04 أيار / مايو

الأول من رمضان

GMT 20:06 2024 السبت ,04 أيار / مايو

مأزق البرهان

GMT 20:04 2024 السبت ,04 أيار / مايو

إشكالية الزمن!

GMT 16:35 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

6 خطوات لتجنب الوقوع في أخطاء فواتير الكهرباء

GMT 10:40 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يستعد للمشاركة مع الأهلي في «موقعة الوداد»

GMT 06:41 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الطب الشرعي يوقع الكشف على ابنة نهى العمروسي

GMT 22:53 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

الصين تسجل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:42 2020 الأربعاء ,27 أيار / مايو

10 نجوم بالمجان في دوري أندية أوروبا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon