توقيت القاهرة المحلي 13:25:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

  مصر اليوم -

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه

بقلم - سليمان جودة

كان الظن في بداية خروج طلاب جامعة هارڤارد الأمريكية في مظاهرات رافضة لاستمرار الحرب على قطاع غزة، أن الموضوع لن يتجاوز هارڤارد باعتبارها أعلى جامعات بلاد العم سام من حيث مستواها بين جامعات العالم. ولكن تبين أن هذا الظن خاطئ، لأن المظاهرات نفسها سرعان ما انتقلت إلى جامعة بنسلڤانيا.

 

وما إن خرج طلاب بنسلڤانيا في مظاهراتهم الرافضة لاستمرار الحرب، حتى كان طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك قد خرجوا هُم أيضاً.

وبدا الأمر وكأنه عدوى تنتشر بين الجامعات، وبدت الشرطة الأمريكية وهي تفض المظاهرات وتدعو أصحابها إلى الانخراط في دراستهم، وكأنها تحاصر حريقاً لا تكاد تطفئه في مكان حتى تكتشف أن ألسنته امتدت إلى مكان آخر.

وفي وقت من الأوقات وصل عدد الجامعات الأمريكية التي خرج طلابها إلى نحو الأربعين، وكانت هناك توقعات دائمة بأن تنضم جامعات أخرى، وألا يهدأ الطلاب حتى تتوقف الحرب، أو حتى تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن مد إسرائيل بالسلاح، في أقل القليل.

لاحظ هنا أن هؤلاء الطلاب ليسوا فلسطينيين في غالبيتهم الكبيرة، ولا هم عرب، ولا هم مسلمون، ولكنهم طلاب وفقط، وإذا شئت قلت إنهم بنو آدميين وفقط.. إنهم متعاطفون مع المدنيين والنساء والأطفال في غزة، لأن كل واحد فيهم إنسان، لا لأنه فلسطيني، ولا لأنه عربي، ولا بالطبع لأنه مسلم، وهذا ما جعل الرابطة بين الطلاب في الجامعات الغاضبة أقوى من أن تقف أمامها الشرطة في الولايات المتحدة.

منذ وقع هجوم 7 أكتوبر، وما تلاه من جنون وتوحش من جانب إسرائيل تجاه أبناء القطاع، وهناك دائماً رأي يقول إن تداعيات الهجوم السيئة على غزة وأهلها أكبر من كل فائدة له يمكن رصدها.. والحقيقة أن هذا صحيح على وجه من الوجوه، لأن غزة منذ عدوان إسرائيل عليها في أعقاب الهجوم لم تعد فيها طوبة فوق أخرى.

غير أن هذا المشهد في الجامعات الأمريكية الغاضبة يحمل بعضاً من العزاء لأهل فلسطين الذين داسهم العدوان الإسرائيلي في طريقه وسوى بهم الأرض.

لقد جاء علينا وقت في مرحلة ما قبل هجوم السابع من أكتوبر كنا نرى فيه أن قضية فلسطين لم تعد تصادف اهتماماً من أحد، وأنها تقريباً ماتت، وأنها بعد أن كانت على رأس جدول لقاء أي زعيمين لم تعد كذلك، وإنما صارت في ذيل قائمة الأولويات.

وكان هذا صحيحاً إلى مدى بعيد، لكن بعد هذا العدوان، استيقظت القضية كما لم تستيقظ من قبل، وتشكل وعي بها لم يكن له وجود من قبل، وكان خروج طلاب الجامعات الأمريكية هو ذروة هذا الوعي على المستوى الدولي لا الوطني هنا ولا الإقليمي من حولنا.

لم يتوقف الوعي عند حدود طلاب الجامعات وحدها، وإنما امتد إلى مجلس الأمن في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك.. كان ذلك عندما تقدمت الجزائر تطلب العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة، وقد جرى تقديم الطلب من جانب الجزائر باعتبارها العضو العربي في المجلس، وتم عقد جلسة للمجلس لمناقشته بالتوازي مع تنامي الوعي الطلابي من جامعة إلى أخرى، وكانت النتيجة أن دولة واحدة من الدول الأعضاء في المجلس هي التي استخدمت حق الڤيتو، وكانت هذه الدولة هي الولايات المتحدة، وكان تصرفها طبيعياً ومتسقاً مع انحيازها طول الوقت مع إسرائيل.

من قبل كانت عدة دول لا دولة واحدة تستخدم حق الڤيتو ضد الموضوع، وبالتالي، فنحن أمام تطور في الوعي بالقضية وبضرورة طرح حل عادل لها.. وقد صار للوعي مستوياته المتعددة، وهذا في حد ذاته مكسب سياسي ضخم، ولكن الأهم منه أن يعرف أهل القضية في فلسطين وفي المنطقة كيف يمكن توظيفه بالبناء عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه الأهم من الوعي بالقضية البناء عليه



GMT 05:08 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مورد محدود

GMT 05:02 2024 السبت ,18 أيار / مايو

نهاية مصارعة الثيران

GMT 04:57 2024 السبت ,18 أيار / مايو

التكلفة الباهظة للفقر

GMT 04:52 2024 السبت ,18 أيار / مايو

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 21:38 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

سمير صبري يُطمئن الجمهور بعد تعرضه لحادث

GMT 16:11 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

آيس كريم الفانيلا

GMT 09:05 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طقس الثلاثاء في مدن ومحافظات مصر

GMT 16:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

اليونايتد يرفض طلب مانشيتر سيتي قبل الديربي

GMT 03:55 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خنازير البحر أبرز الأنواع المعرّضة إلى خطر الانقراض

GMT 22:56 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رجل مقنّع يثير الرعب بين نساء مدينة بريطانية

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد أداء مناسك العمرة الأربعاء

GMT 22:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة "لا تغضب" عن الإعجاز العلمي في صيدلة الفيوم

GMT 04:18 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

المصمم اللبناني إيلي صعب يطرح مجموعته لربيع وصيف 2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon