توقيت القاهرة المحلي 19:07:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معنى وجود الشاطر فى الحياة السياسية

  مصر اليوم -

معنى وجود الشاطر فى الحياة السياسية

وائل عبد الفتاح

القبول بوجود خيرت الشاطر فى الحياة السياسية هو العنوان الكبير للكارثة. ‎كيف تقبل دولة ديمقراطية أن يلعب رجل غامض من وراء الستار دورا فى حكم البلاد؟ ‎خيرت الشاطر عضو فى جماعة تمارس السياسة بفرض الأمر الواقع مثل قطاع الطرق. ‎كما أنه يتحرك بحراسة وتفتح له الأبواب الخاصة فى المطارات اعترافا بوضع غير قانونى، ولا معلن، ولا رسمى، ولا ديمقراطى، ولا شرعى. ‎لماذا تعترف الحياة السياسية والأجهزة الرسمية بمنطق حكم مصر من الباطن؟ ‎كيف يمكن لأحد أن يسأل مثلا عن الشفافية فى إدارة المرسى والموضوع من أول سطر يدور فى العتمة، والظلام ووضع اليد على البلد كلها…؟ ‎كيف يمكن أن نتكلم عن شرعية رئيس.. يعرف الجميع بمن فيهم الرئيس نفسه أنه ليس الرئيس وأن هناك «اللهو الخفى» الذى يمثل «مركز الحكم». ‎هذا «اللهو الخفى» ليس لهوا ولم يعد خافيا فهو يتحرك فى الشوارع بحراسة رسمية (لماذا؟) ويدخل المطار من بوابة وحده (لماذا؟) ويجتمع مع شخصيات فى المعارضة سرا (بأى صفة؟) ويحكى المستشارون فى القصر عن القرارات التى تأتى من عنده والتعليمات التى لا يستطيع الرئيس مخالفتها. ‎أزمتنا إذن فى (وضع ) خيرت الشاطر. ‎كيف نتعامل كأننا لا نرى «الوضع» المدمر لكل شرعية أو ديمقراطية أو شفافية؟ ‎إنه مثل الخضوع لبلطجة «الأمر الواقع».. وهذا ما لم يجعلنى أفهم اللقاء السرى للأستاذ عمرو موسى مع الشاطر، وبغض النظر عن السرية (الضرورية أحيانا فى السياسة) أو موعدها (قبل ٣٠ يونيو) أو حتى ضرورتها (ماذا تريد منها؟) لكن بأى منطق جلس عمرو موسى مع رجل بلا صفة فى السلطة والسياسة؟ ‎ثم ماذا تريد بعد ذلك إذا كنت تعترف بالأمر الواقع، وبأنها دولة غرف سرية وحكام غامضين من خلف الستار؟ ‎ماذا تريد إذا فاوضت الحكم المعتم وبقوانينه وبأشخاصه الذين يرتبط وجودهم بهذه العتمة والإظلام؟ ‎أفهم مثلا الحكايات عن نشاط الشاطر فى تشبيك عصابات البلطجة السرية (التى كان يحركها النظام القديم) بدائرة النفوذ الإخوانى فى مقابل تحييدها عن أى مواجهات قادمة.. لا يخجل الشاطر من التصوير فى هذه اللقاءات ولا من أنها بحضور قطاع طرق وزعماء عصابات، المهم الاتفاق على تسهيل وضع اليد على أراض فى الطريق الصحراوى مقابل العمل فى شبكة الإخوان. ‎أفهم أن يلعب الشاطر دور زعيم مافياوى.. يرتب شبكات جماعته فى السر (وهذا عمل غير مشروع ومجرم ويعتبر فسادا فى استخدام السلطة). ‎لكن لا أفهم أن تتعامل معه الحياة السياسية على أنه حقيقة مقبولة. ‎هذه إذن من صفات الطبقة السياسية الفاسدة عبر مراحل الاستبداد، وهى الطبقة التى يستميت خيرت الشاطر فى اختراقها عبر شخصيات وبحصوله على اعتراف بوضعه غير القانونى من غيرها. ‎وهكذا تبدأ الكارثة من خيرت الشاطر لا المرسى.. لأنه لا يمكن الكلام أصلا عن ديمقراطية وهناك «رجل غامض بسلامته» يحكم الدولة فى السر. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معنى وجود الشاطر فى الحياة السياسية معنى وجود الشاطر فى الحياة السياسية



GMT 19:07 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الاستقطاب السياسي بالشرق الأوسط

GMT 19:06 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

حرب غزّة والمأزق الأميركي

GMT 19:03 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إدارة «المستبد العادل»

GMT 19:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أوان الورد

GMT 19:01 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اتفاق التهدئة على المحك

GMT 18:58 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

التاريخ حاسب مارادونا وليس الحكم!

GMT 18:57 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

يفكرون ثم يفكرون ونحن نجوجل

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon