توقيت القاهرة المحلي 10:07:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة إلى «فخامة الرئيس» .. بعيداً عن تظاهرة الماضي!

  مصر اليوم -

رسالة إلى «فخامة الرئيس»  بعيداً عن تظاهرة الماضي

بقلم طلال سلمان

بعد التبريك للعماد ميشال عون بتسنمه أخيراً، منصب رئيس الدولة، وبعد صبر جميل في منفى قاس، ونضال طويل في وطن مثخن بجراح الفراغ والتفريغ، لا بد من التمني عليه أن يبدأ «عهده» بنسيان الماضي بكل الصراعات والصدامات التي انخرط فيها، أو فرضت عليه خلال ربع قرن أو يزيد... وكان المسؤول الأول الرئيس الذي ترك لبنان للفراغ باحتمالاته المدمرة!

لقد تجاوز اللبنانيون الماضي، واجتهدوا في نسيان التجارب المريرة التي حفل بها فأنهكتهم كشعب، وكادت تذهب بدولتهم... وأسقطوا من حسابهم أخطاء القادة وخطاياهم... من دون أن ينسوا ما أصابهم فهو يدمر دولتهم ووحدتهم الوطنية ويحرمهم من أجيالهم الجديدة الذين «هجوا» إلى أي بلاد مؤهلة لأن تستفيد من كفاءاتهم وعرق الجباه مقابل الأمن والاطمئنان إلى مستقبلهم.. مع حفظ كراماتهم.
وعلى هذا الأساس استقبلوا جلسة المجلس النيابي الذي عاد إلى الحياة بسحر ساحر، وانتخاب رئيس جديد للبلاد، بحماسة منقطعة النظير، لأنها تعيد إليهم الشعور المفتقد بأنهم «مواطنون في دولة»، وليسوا مجرد قطعان كرعايا لزعامات الطوائف.

كذلك فهم استقبلوا انتخاب العماد ميشال عون رئيساً بالتهليل، متمنين أن يكونوا ـ أخيراً ـ قد عرفوا الطريق للخروج، نهائياً، من مناخات الحرب الأهلية، وأن يكون هذا الانتخاب نقطة البداية لعودتهم جميعاً ـ وهو في المقدمة ـ إلى الدولة وإلى الشرعية... والخروج نهائياً من الحرب الأهلية، سواء بين الطوائف أو داخل كل طائفة، والتي أخذت بعض قيادييهم إلى العدو الإسرائيلي وبعضهم الآخر إلى الشقيق العربي (السوري) حتى كانت النهاية في الطائف في رعاية مشتركة من سوريا والسعودية تحت المظلة الأميركية.
وفي التمني أن يكون نموذج «الرئيس» في نهجه المجدد أقرب إلى اللواء فؤاد شهاب باعتباره المهندس الأول لبناء الدولة والذي قضت عليه وعلى الطبقة السياسية ذاتها!

ويعرف فخامة الرئيس ـ العماد انه «لم ينتصر» بشخصه على أحد، بل ان انتخابه بهذا الزخم إنما يعبر عن الرغبة الشعبية العارمة بضرورة إنهاء «الفراغ» الذي دفع اللبنانيون، وما زالوا يدفعون، كلفته الباهظة من حقهم في حياة كريمة يبنونها بكفاءاتهم وجهودهم وعرق الجباه... حتى والدولة غائبة أو مغيبة! هذا في حين كان غياب الدولة مصدر نفع وانتفاع للطبقة السياسية المسؤولة عن إطالة أمد الفراغ الذي تسبب بانتشار الفوضى في مختلف مجالات الحياة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفوضى السلاح وانتشار الرشوة في معظم دوائر السلطة.

بل لعل اللبنانيين، الذين لاحظوا ان دولتهم سائرة إلى التفكك، قد ضغطوا على القوى السياسية ونوابها بضرورة حسم مسألة الرئاسة، تمهيداً لتجديد دورة الحياة في الدولة ومختلف مجالات العمل العام... ومن ضمنها، بل على رأسها إقرار مشروع جديد للانتخابات النيابية ينهي الحكم بإعدام الحياة السياسية عبر استرهانها بالقيد الطائفي الذي يلغي السياسة ويمكّن الأكثر غلوا ومزايدة في طائفيته من الفوز، كأسرع وسيلة للوصول على حساب الإرادة الشعبية أو الديموقراطية.

بالمقابل، فإن اللبنانيين، إذ يستقبلون ويتقبلون الرئيس سعد الحريري رئيساً لحكومتهم العتيدة ـ مرة أخرى ـ يتمنون أن يكون قد استفاد من فترة البعد، أو الإبعاد، عن الموقع الثالث في حرم السلطة، للقيام بمراجعة نقدية لتجربته (في ضوء تجربة والده الشهيد رفيق الحريري، أساساً)، بمعزل عن نزعة الكيدية والرغبة في الانتقام التي ستسيء إلى صورته الجديدة... خصوصاً إذا ما انتبه إلى انه كان الركن الثالث (وربما الرابع) في التسوية التي أمنت قيام العهد الجديد، حتى مع الأخذ بالاعتبار ان صوته كان الصوت المرجح، بالتأكيد... وانه قد انضم مضطراً إلى «حليف مخاصم» كان قائماً منذ عشر سنوات، وان هذا «الخصم» المفترض «ـ حزب الله ـ» استمر حليفاً «للجنرال» طيلة الأيام الصعبة، وحتى لحظة انتخابه. ولا يغير في واقع الأمر انه كان ـ فعلا ـ الصوت المرجح (حارماً حليف الحريري السابق في 14 آذار، «القوات اللبنانية» من ادعاء هذا الشرف...).

أما الخاتمة ففي التمني ان تكون التظاهرة الشعبية التي قصدت القصر الجمهوري، أمس، مستذكرة الماضي الذي نريد جميعاً أن ننساه، التظاهرة الأخيرة في هذا السياق.

الجنرال الآن رئيس لدولة كل اللبنانيين، فلنأمل أن يتجه إلى المستقبل، وأن يعمل له!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى «فخامة الرئيس»  بعيداً عن تظاهرة الماضي رسالة إلى «فخامة الرئيس»  بعيداً عن تظاهرة الماضي



GMT 02:25 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 13:02 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

"في وداع

GMT 21:01 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا

GMT 02:02 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الأنظمة العربية تتقارب.. بالأمر! هل آن زمن العودة إلى الذات؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt