توقيت القاهرة المحلي 12:28:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

ميشال عون «الخامس».. الرئيس 13 للجمهورية

  مصر اليوم -

ميشال عون «الخامس» الرئيس 13 للجمهورية

بقلم طلال سلمان

قضي الأمر، إذن، وسيصير العماد ميشال عون، اليوم، الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية التي لم يقدر لرئيسين منهم أن يصلا إلى القصر الجمهوري لأنهما اغتيلا وهما على بابه، في ظروف مختلفة الأسباب وإن تساوت في النتائج.

ولقد بدأ «الجنرال» قائداً للجيش، ثمّ رئيساً لحكومة بتراء شكلّها رئيس الجمهورية الذي ظل يأمل التمديد حتى اللحظة الأخيرة من الساعة الأخيرة من اليوم الأخير من ولايته في القصر الجمهوري... وقد استقال ثلاثة من أعضائها ـ وهم أعضاء المجلس العسكري ـ فور إذاعة المراسيم منتصف ليل 22 أيلول 1988.. لكن العماد عون استمر على رأسها، وبها خاض حربين: «حرب التحرير»، ضد القوات السورية الموجودة في لبنان بقرار عربي، ثمّ حرب «الإلغاء» ضد «القوات اللبنانية» التي رأت أنها شريكته، ثمّ تجاوزته فقررت أن تستقل بمنطقة سيطرتها بالقوة في بعض جبل لبنان.

لا يهم عدد الأصوات التي سينالها «العماد» اليوم، في الجلسة الـ 46 للمجلس النيابي، كرئيس جديد للجمهورية المقطوعة الرأس، المعدومة القرار منذ 31 شهراً.. وخصوصاً أنه سيصل إلى قصر بعبدا من دون معركة فعلية، بعدما قرر المعترضون أن يعبروا عن موقفهم بأوراق بيضاء.

المهم أن العماد عون سيكون هذه المرة رئيساً شرعياً منتخباً حسب الأصول بأكثرية تتجاوز الثلثين، ولأسباب عديدة أبرزها ضرورة ملء الفراغ فــي رأس السلطة، بعدما أنهك انعدام القرار، أو عشـــوائيته، أو الشبـــهة فـــي كيفيــة استصداره، الدولة والشعب على مدى سنتين ونصف السنة.

ستتهاوى الأسئلة والتساؤلات عن كيفية الوصول وما رافقها من انقلابات في بعض المواقف، واعتراضات بعضها يتصل بالماضي وبعضها الآخر يتصل بالمستقبل، لأن اللبنانيين الذين يعيشون في لجّة الخوف من انهيار الدولة يرجئون المساءلة الآن أملاً أن يتم إيقاظ الدولة من غيبوبتها قبل فوات الأوان.. أي قبل انهيار مؤسساتها جميعاً التي تعمل الآن بالمياومة، في ظل أزمة اقتصادية تتفاقم خطورة على مدار الساعة، ولا مغيث عربياً أو دولياً.. أقلّه حتى إشعار آخر.

على امتداد ثلاثين سنة، عرف اللبنانيون شخصيات عديدة للعماد ميشال عون:
÷ الأولى: قائد الجيش الذي اختاره رئيس الجمهورية المنتهية ولايته أمين الجميل في عام 1988 رئيساً لحكومة عسكرية رفض نصف أعضائها أن يكونوا فيها فعاش اللبنانيون مرحلة مختلفة من الحرب الأهلية في ظل حكومتين: أولاهما شرعية والثانية مطعون في شرعيتها. وبرغم ذلك، اعتبر «دولة الرئيس» نفسه بديلاً من رئيس الجمهورية، طالما أنه «الماروني» في الحكومة التي صارت ثلاثية، ومن لون طائفي واحد.

÷ الثانية: «بطل حرب التحرير» عندما قرر شــن «حــرب التحرير» لإجلاء القوات السورية من لبنان، وهي حرب كلفت لبنان الكثير، وكلفت العماد عون الخروج من القصر لاجئاً إلى السفارة الفرنسية في بيروت بينما ظلت عائلته في القصر حتى تمّ إخراجها عبر التفاوض لاحقاً، وربما يجب إضافة شخصية بطل «حرب الإلغاء» إلى العماد عون في مواجهة قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع في المرحلة نفسها، أي بين «التحرير» و «النفي» خمس عشرة سنة الى فرنسا، وهذه المرحلة الأخيرة، أفاد منها في القراءة لتعزيز ثقافته السياسية خارج الحرب ضد الغير كما ضد الذات.

÷ الثالثة: شخصية «البطل» العائد الذي حظي في السابع من أيار 2005، باستقبال جماهيري كبير، وذلك غداة الانسحاب السوري من لبنان، إثر زلزال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وولادة حركة «14 آذار» التي شكل جمهوره عمودها الفقري في ساحة الشهداء. ولعل صياغة «التحالف الرباعي» بوجهه، قد مثّل مناسبة لولادة «تسونامي» سياسي في الانتخابات النيابية جعله يفوز بأرقام كبيرة جداً، كرّسته ممثلاً لحوالي 70 في المئة من المسيحيين، وهي شعبية لم يحظ بها من قبله أي زعيم ماروني على امتداد لبنان، حتى بشير الجميل!

÷ الرابعة: مرحلة الإنجاز التاريخي بعقد اللقاء الاستثنائي بين العماد عون والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في كنيسة مار مخايل، في السادس من شباط 2006 (غداة غزوة الأشرفية). هذا التلاقي شكل نقطة تحوّل استثنائية لا فقط في الحياة السياسية بل في الحياة الوطنية في لبنان. وكان لكل تفصيل في هذا الاتفاق رمزيته: كنيسة مار مــخايل علــى الحــد الفاصــــل بـين «جبهتي» الشياح وعين الرمانة، ثمّ البيان ـ التفاهم الذي صدر بنتيجة اللقاء، والذي سجل بداية لحياة سياسية مختلفة في إطار وطني، وتوكيداً للدور التاريخي للمقاومة في تحرير الوطن من الاحتلال الإسرائيلي، ناهيك عن أنه جعل للمقاومة حاضنة مسيحية لا يستهان بها.

ولقد تأكد هذا التحالف بأبعاده الشعبية بفتح البيوت في مختلف المناطق، لا سيما الجبلية، أمام من هجرتهم الحرب الإسرائيلية من منازلهم في الجنوب وبيروت والضاحية.. وهم غادروها فجر اليوم الذي أوقف فيه إطلاق النار عائدين إلى حيث كانوا.

لقد منح الله الجنرال عون فسحة في العمر مكنته من الوصول على طريق من الجمر والنار إلى رئاسة الجمهورية.

هو الرابع بين الجنرالات الذين وصلوا ـ مع الاختلاف الهائل في الشخصيات وفي الظروف ـ إلى سدة الرئاسة، وإن ظل الأول منهم - فؤاد شهاب ـ الوحيد الذي جاء بمشروع اجتماعي - إنمائي ـ وبمنظور للدولة ومهامّها كان جديداً كل الجدّة على لبنان واللبنانيين. ولقد نجح في بداية عهده، في «تمرير» إصلاحات مشروعة، ثمّ جاءت المحاولة الانقلابية البائسة وما أحاط بها وتبعها، إضافة إلى مباذل الطبقة السياسية التي ظل غريباً عنها ولم يحترمها.. ولذا فقد رفض مطالبته بتجديد ولايته، حتى وهو محمول فوق كتفيها، وكان أن قضت هذه الطبقة على آخر آماله.. وهكذا أمضى النصف الثاني من ولايته في حالة من الإحباط عبر عنها في أواخر أيامه برسالة نعي لاحتمالات التغيير وحتى التطوير معترفاً بأن النظام اللبناني أقوى من أن يقهر..
& & &
يستقبل اللبنانيون، اليوم، إذن الرئيس الجديد لجمهوريته المتعبة، العماد ميشال عون بشيء من الارتياح وإن كان لا ينتشلهم من دوامة القلق التي تعصف بهم حول الدولة ومستقبلهم فيها، وحول احتمالات «الإصلاح والتغيير» في ضوء الصفقة الرئاسية المباغتة بتوقيتها والمقلقة بنتائجها وتداعياتها المحتملة... وكثير منهم لم يستوعب أسرار التحولات في مواقف أطرافها وكلفة «المقدم» الذي دفعه كل منهما لتمرير هذه الصفقة، قبل الحديث عن «المؤخر» في السياسة والاقتصاد والاجتماع وعلاقات لبنان العربية، في ضوء المواقف التاريخية للخصمين الحليفين وأسرار التحول المباغت والغامض الذي لا ينسجم مع ما عرفه عنهما اللبنانيون في ماضيهما القريب.

لكن أسئلة كثيرة أكثر خطورة ستملأ الطريق من المجلس النيابي، الذي سيصوت بأكثريته للجنرال بعد افتقاد البديل، وربما سيعطي ثقته غداً للشريك الرئاسي سعد الدين رفيق الحريري الذي يمكن اعتباره «بطل التحول» والصوت المرجح لترئيس عون.
كيف سيتعايش الماء والنار بين الرئيسين بمعزل عن الخصومة السياسية التي حكمت العلاقة بينهما، أقله في السنوات الأخيرة، والتباعد إلى حد القطيعة في التحالفات التي وصـــلت ذات يوم، إلــى حــد إســـقاط الـــحريري (وحكومته)، بينما هو يهمّ بدخول المكتب البيضوي في واشنطن لمقابلة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل نحو ست سنوات؟

ما هي قواعد التعايش بين عون الحليف التاريخي لـ «حزب الله» وسعد الحريري، خصمه التاريخي وحتى اليوم؟ كيف ستشكل الحكومات.. بين الجنرال عون والرئيس نبيه بري، الذي أهملت استشارته من قبل في التفاهم المــستجد، أو خلاله؟
وكيف ستكون «حكومة الإبراء المستحيل» التي ستواجه من الصعوبات والعقبات ما يعطل تشكـيلها في انتظار إتـمام «الصفقة» بضــم أطـراف أساسيين إليها؟.. وهل يمكن أن تنشأ ـ مرة أخرى ـ عقبة التمثيل الشيعي، والبيان الوزاري للحكومة الجديدة وكيف يمــكن أن تحل، ولا وسيط نزيهاً يتولى تأمين التلاقي، ولو عن بعد! ومن هو هذا الوسيط النزيه وكلا الرئيسين مستعجل إلى أقصى حد في تسلّم الرئاسة ومباشرة المسؤوليات لأنه لا يتحمل الانتظار.. والذريعة جاهزة: البلاد بحاجة إلى استقرار وإلى حكم فاعل يواجه المسؤوليات الخطيرة التي لا تنتظر بينما يتهدد البلاد الخراب..

ثمّ إن العلاقات العربية لكل من الطرفين لا تتقاطع إلا نادراً: فالسعودية التي تصرفت وكأنها عراب الرئاسة لا تعرف الجنرال كفاية، ولا تكفي زيارة الوزير السعودي الذي عرفه لبنان رجل استخبارات لكي تبعث على الاطمئنان إلى «حرارة» هذه العلاقات مستقبلاً، وبالتالي تدفق المليارات على الخزينة الفارغة.

في المقابل فإنّ صفقة التراضي على الرئاستين لم تتوقف «بالقدر المطلوب»، أمام العلاقات مع سوريا التي يعتبرها رئيس الجمهورية الجديد حليفاً ويراها رئيس الحكومة المكلف (حتماً) عدواً مبيناً.. هذا إذا ما قفزنا من فوق واقع التحالف بالدم بين «حزب الله» حليف الرئيس الأول (ودمشق) وخصم الرئيس الثالث، حتى لا نقول العدوّ..

في أي حال، لا بد من تهنئة «شعب لبنان العظيم» على أن الطبقة السياسية التي لا ترى إلا مصالحها ولا تعمل إلا لها، قد تلاقت على «إيجابية» هذه الصفقة، وتجاوزت الكثير من أسئلة المخاوف، وأملاً أن تكون هذه الخطوة نهاية لحقبة بائسة من تاريخ لبنان السياسي، ونقطة بداية لعهد جديد استولد قيصرياً وطريقه إلى الغد مليء بالألغام.

لننتظر ميشال عون «الخامس»، في الأشهر والسنوات المقبلة، فماذا بمقدور الرئيس الثالث عشر للجمهورية أن يصلّح في نظام أثبت أنه أقوى من أن يُقهر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميشال عون «الخامس» الرئيس 13 للجمهورية ميشال عون «الخامس» الرئيس 13 للجمهورية



GMT 02:25 2022 السبت ,23 إبريل / نيسان

في وداع لبنان

GMT 13:02 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

"في وداع

GMT 21:01 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان الماضي مضى ولن يسرقوا مستقبلنا

GMT 02:02 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

الأنظمة العربية تتقارب.. بالأمر! هل آن زمن العودة إلى الذات؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt