توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلاوة روح !

  مصر اليوم -

حلاوة روح

د.أسامة الغزالى حرب

لم أشاهد فيلم «حلاوة روح». وسوف أتقبل رأى نقاد كبار أحترم رأيهم بأن الفيلم ردىء فنيا، كما أننى اتفق مع الذين يرون أن الفيلم يبدو مسروقا فى فكرته وفى مشاهده، بل وفى إعلاناته، من الفيلم الإيطالى “مالينا” الذى ظهر عام 2000. هذا كله صحيح وربما أكثر، ولكن ليس الفيلم ولا موضوعه ولا مستواه هو القضية التى أتحدث عنها. ولنفترض أننا نتحدث عن الفيلم (س) الذى هو سيىء وردىء بكل المعايير، والذى للأسف أجازته الرقابة، هل من حق رئيس الوزراء- أى رئيس وزراء- أو أى جهة حكومية، سيادية كما يقال أو غير سيادية، أن تمنع عرضه أو تعيده إلى الرقابة بقرار منها؟ تلك هى القضية، وتلك هى القواعد التى علينا أن نرسيها ونحترمها . والإجابة هى أنه ليس من حقها. ولكن ماذا لو حدث فعلا أن أجازت الرقابة فيلما اعتبره الرأى العام سيئا ويدعو إلى الإنحلال أو العنف أو إزدراء دين معين؟ الإجابة هى فى قوة وفاعلية مؤسسات المجتمع المدنى، أى الجمعيات والنقابات واتحادات المهنيين والعمال...إلخ التى تفضح مافى هذا الفيلم من قصور، وتدعو إلى مقاطعته والإحجام عن مشاهدته. وهنا فإننى أقول إن من حق المجلس القومى للمرأة – بل من واجبه- أن يعترض على الفيلم ويندد به، ولكن ليس أن يطلب من رئيس الوزراء إيقاف عرضه بقرار إدارى منه. من الممكن والواجب أن يخاطب المجلس الناس ويقول لهم: قاطعوا هذا الفيلم، لأن فيه إساءة للمرأة المصرية وللطفل المصرى، ذلك أمر يدخل فى صميم عمل المجلس! لماذا أقول ذلك؟ لأننا إذا فتحنا الباب للمنع الإدارى أو السياسى للأعمال الفنية، فسوف يكون ذلك هو أخطر معول لهدم حرية التعبير والإبداع التى هى العمود الفقرى للإنتاج الثقافى المصرى، الذى هو أهم منتجات مصر ومناط تميزها وتفردها. هنا، أدعو بإلحاح إلى أن نطبق بجدية مبدأ التصنيف العمرى لمشاهدة الأفلام كما يحدث فى العالم المتحضر كله، وتلك ببساطة مسألة تتعلق باحترام القانون! وباختصار، القضية ليست فيلم “حلاوة روح”، وإنما هى وضع القواعد وإرساء التقاليد التى تضمن حماية حرية الإبداع، وحماية القيم الاجتماعية معا! نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلاوة روح حلاوة روح



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon