توقيت القاهرة المحلي 10:19:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مجانين يقودون العالم !!

  مصر اليوم -

مجانين يقودون العالم

بقلم - أسامة الرنتيسي

الأول نيوز – المشكلة هي أن يقود مجانين جزءًا من العالم عبر التأريخ، لِتَختَفي إنسانية من يدعون أنهم حرّاس الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية.
كنت دائمًا أعتقد أن قتل المدنيين، لأي سبب كان، هو إجرام بحق الإنسانية، ولكن على ما يبدو أن الإنسانية تختلف من منطقة إلى أخرى، فإذا كان العرب متهمين بدكتاتورية بعض الأنظمة الحاكمة، وأن هذه الأنظمة تحتاج إلى دخول يوتيبيا الديمقراطية، فكيف لخطاب حرّاس الديمقراطية أن يكون متشابها مع خطاب الدكتاتوريات.
المشكلة في أن العالم يريد تطبيق نظام جديد من الديمقراطية على الإنسانية، هذا النظام الذي يكون فيه الشعب مسؤولًا عن أفعال حكومته، فإن شنّت حكومته حربًا على دولة ضعيفة فقيرة، فإن الشعب الذي اختار هذه الحكومة يستحق القتل والتجويع والمحو من عن وجه الأرض.
وإن قامت أية حكومة برمي قنبلة نووية فوق مدينة آهلة بالسكان المدنيين، فيحقّ للعالم استهداف مدنيي تلك الحكومة، لاختارهم تلك الحكومة.
هذا منطق خطير جدا. “فإسرائيل” أبادت في 15 شهرا 90 % من قطاع غزة، وتدمر الآن شمال الضفة الغربية استعدادا لاجتياحها، وقبل هذا وذاك فقد حاصرت مليونا ونصف المليون فلسطيني في شِعْبِ غزة، ويشترطون وقف إطلاق النار على مستوطنات الاحتلال، مع أن الطرف الفلسطيني الشرعي يعتبر أن القطاع تم اختطافه من قبل حركة سياسية انقلبت على الشرعية.
لاحظوا أن “إسرائيل” حاصرت أكثر من ألف ألف مواطن مدني، وتقوم بتجويعهم، لا بل قتلهم واعتقالهم وحرمانهم من الدواء والغذاء، حتى تتوقف المقاومة.
المشكلة هي أن تجربة الفلسطينيين الديمقراطية حديثة، أي أنهم منذ سنوات قليلة بدأوا ممارسة حريتهم في اختيار حكومة شرعية تمثلهم، وللأسف انتهت التجربة إلى فشل وألغيت الانتخابات كليا.
بينما أميركا و”إسرائيل” منذ فجر بدايتهم وهم يرضعون من نبع الديمقراطية، ووفقا لمفهومهم الجديد فإن شعوبهم مسؤولة عن الفظائع والمجازر جميعها التي ارتُكِبت بحق أعدائهم.
وحسب مفهوم “إسرائيل” وأميركا لنظام معاقبة المدنيين على أفعال حكوماتهم، فهذا يعني أنهم اختاروا مواجهة الشعب بدلا من مواجهة الحكومة، أي اختيار الطريق السهل، تجويع وقتل الشعب الفلسطيني.
نعم، لقد تَحوّل العالم إلى غابة بفعل مجانين قادوا شعوبهم، وللأسف وصلوا عبر صناديق الاقتراع.
بالمناسبة، هيلاري كلينتون خطبت في حملتها الانتخابية في 2008 أنها ستمحو الشعب الإيراني إذا تعرضت “إسرائيل” لهجوم إيراني بأسلحة نووية وقالت: “سنكون قادرين عندها على محوهم بالكامل”.
ورد عليها الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد بنفس صيغة خطابها، فبالله عليكم ما الخلاف بين خطابي هيلاري ونجاد ومن قبلهم شارون والآن النتن ياهو وكل المتطرفين في العالم، عن الخطاب الآخر المتهم عالميا بالإرهاب، وبِمَ تختلف مصطلحات هيلاري وغيرها عن مصطلحات الظواهري وبن لادن؟
فعلا؛ مجانين يقودون العالم !!
الدايم الله…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجانين يقودون العالم مجانين يقودون العالم



GMT 10:19 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

بينوشيه وكاست

GMT 10:18 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

فوضى الحوار

GMT 11:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 11:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 11:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 11:06 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 11:05 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 11:03 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نسخة جديدة من مفتاح العالم

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة حنان مطاوع تشارك في " نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني

GMT 21:48 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

GMT 06:33 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الإعلامي محمد الباز يرد على أكاذيب دعاء خليفة

GMT 11:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

شاكيرا تلغي حفلتها في فرنسا بسبب أزمة صحية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

نيمار يخطط للعودة إلى برشلونة

GMT 12:55 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أسعار اللحوم في مصر اليوم الخميس 6 أغسطس

GMT 21:03 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 26 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt