توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ لا يرحم المغفلين

  مصر اليوم -

التاريخ لا يرحم المغفلين

بقلم - سحر الجعارة

قل ما شئت عن ثورة 25 يناير 2011، فلن تُبدل «الحقيقة» التى عاشها المصريون مهما أبدع البعض فى تبديل الأدوار والأقنعة وإلباس الحق بالباطل!

كنت هناك فى «ميدان التحرير»، وكان معى ملايين النساء والرجال والشباب، كان معى «أصدقاء» بدّلوا قناعاتهم واعتبروا أن «30 يونيو» تجبّ ما قبلها (!!).

«أصدقاء» بعضهم اعتبر أن واجبه الآن هو «الثورة» على من ثاروا، وفتحوا «بالوعات» الخيانة والعمالة والتربّح، وأن معاداة هؤلاء «فرض عين»، أما مواجهة «إرهاب الإخوان» فهى «فرض كفاية» تنوب عنهم فى تأديته «القوات المسلحة» والحالمون -من أمثالى- فى القيام به.

والبعض الآخر اعتبر أن «رسالته» هى الاعتراف بالفلول، ومساندتهم ليعودوا إلى المشهد العام، تكفيراً منهم عن «ذنب يناير»! انقسمت دائرة الأصدقاء مثل قطعة مرآة تهشّمت وأصابت شظاياها وجوهنا جميعاً، فلم نعد نرى ملامحنا القديمة.. كلنا نصرخ فى آنٍ واحد: (العن فساد مبارك، أو فاشية الإخوان، أو حركة 6 أبريل، أو الاشتراكيين الثوريين.. إلخ).. المهم ألا تسمع إلا صوتك.. لقد خسرت: «عزيزى المناضل» حقك فى التغيير.. فى التعبير.. منذ صدّقت «البرادعى» وراهنت على نزاهة «صندوق الانتخابات».

ثلاثون عاماً من الفساد السياسى والاقتصادى كانت كفيلة بأن يسمع الشعب الصوت الحزين القادم من تونس: «لقد هَرِمنا»، ليشعر بأن «حلة البخار المضغوط» قد آن أوان انفجارها.. ولو بصرخة، بلافتة، باعتصام مفتوح، دون أن يسأل أحد: «من يحكم ميدان التحرير؟».. كان المهم وقتها أن يسقط النظام الذى شاخ، وأن يُبطل الشعب مفعول قنبلة «التوريث».. ولا تزال علامات الأسئلة مطروحة حول ثورة 25 يناير 2011.. دون أن يفتح أحد «الصندوق الأسود» الذى غيّر مسار التاريخ!

مَن خطط لسيناريو «الفوضى»؟.. أين كانت «الأجهزة» بينما الكيانات الإرهابية تتسلل داخل البلاد لاقتحام السجون؟.. لماذا تركونا نشم «الجزيرة» حتى أدمناها، ولم نكتشف «الإخوة الأعداء» إلا مع سقوط «الإخوان»؟!

لم يسأل من شارك فى «25 يناير»: وماذا بعد «مبارك»؟.. ولم يعرف حتى الآن: من الذى قتل «الشهداء»؟.. هل كانت مؤامرة خارجية لإسقاط الدولة؟.. المؤكد من واقع «يوميات الدم» أنها كانت ثورة شعبية حين وصلت البلاد إلى حالة «انسداد سياسى» ولم يعد الصمت مقبولاً ولو بالإكراه.. ولم يعد التراجع ممكناً.

تخيل أن الشعب الذى كان يناضل بـ«النكتة» تحوّل شبابه وشيوخه إلى «شعب ثائر»، يتلقى بصدره العارى طلقات الخرطوش التى خطفت «نور عيوننا»، ويعتاد رائحة «الغاز المسيل للدموع»، حتى خسر الرهان على المستقبل باختطاف الثورة.. لأنها كانت «ثورة بلا عقل» بلا «قيادة موحدة».. صحيح أنها فتحت «بالوعات» الخيانة والعمالة والتربح، وأن الإرادة الشعبية التقت المؤامرة العالمية.. لكن لا تلوموا الشباب الطاهر الذى استُشهد فى ميادين التحرير، بل حاسبوا من تاجر بهم.. من أكل على كل الموائد وعاد للمشهد الآن دون حياء!

لا داعى لضرب «25 يناير» بـ«30 يونيو».. فمَن صنع «25 يناير» شارك أيضاً فى إسقاط الفاشية الدينية فى 30 يونيو، دون أن يدّعى «البطولة».. وليس انحياز القوات المسلحة فى الثورتين إلا دليل إدانة لنظامى «مبارك ومرسى».. لكن أغلبية من حرروا البلاد من الفساد والاستعباد انسحبوا بعدما أصبحت تصفية رموز يناير وتشويههم «واجباً وطنياً»!

ثورة 25 يناير 2011 التى يعترف بها دستور 30 يونيو، يقول عنها الرئيس «عبدالفتاح السيسى» إنها عبّرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن ينعم فيه جميع أبناء الشعب بسبل العيش الكريم. لكن الاندفاع خلف شعارات براقة دون «برنامج عاقل» أو «قيادة حكيمة»، واستغلال غضب الجماهير من قبَل جماعة الإخوان الإرهابية وبعض القوى الخارجية جعل من الثورة التى يُفترض أن تكون «نقية» ووطنية خالصة، جعل منها مزاداً طُرح فيه أمن مصر القومى واستقرارها واقتصادها «لمن يخرب أكثر».. ولهذا عاد الرئيس «السيسى» ليقول عن «25 يناير» إنها كانت سبباً فى «الخراب والدمار» الذى كانت تشهده البلاد لولا «العناية الإلهية»، على حد تعبيره.

وأضاف الرئيس: «لن أنسى ما حدث فى عام 2011، والمفروض لا ينسى المصريون هذا العام»، مؤكداً «أن العناية الإلهية هى التى أنقذت مصر من الخراب والدمار من أجل 100 مليون مواطن».. «أنقذ الله مصر من أجل البسطاء لحكمة إلهية. فهل نكرر نفس المسار؟».

هذه القراءة ليست متناقضة، فالسير دونما عقل سياسى أوصلنا لهذا المصير البائس، وبراءة الشباب والنويا الحسنة للملايين من الشعب لا تُعفى «25 يناير» من أوزارها.. وأنا أقبلها كما هى، فالتاريخ لا يرحم المغفلين!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ لا يرحم المغفلين التاريخ لا يرحم المغفلين



GMT 20:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt