بقلم:سحر الجعارة
«أنا.. سحر»: الكاتبة التى تعرفونها جيداً، خضت العديد من المعارك والمناظرات مع الإخوان «فى عز حكمهم» والسلفيين بكل ما لهم من سطوة على الشارع.. قلمى حاد جارح لم ينكسر ولم يهادن ولم يساوم.. هل تتصورون أننى سلمت من التحرش اللفظى أو العنف الإلكترونى؟؟. أنا مثل كل مصرية أمشى فى شوارعها وأتردد على مراكز الخدمات المختلفة، أقود سيارتى فى شوارع لا تعترف بقانون المرور، النجاة فيها مهمة مستحيلة والفهلوية فى القيادة يسمونها «جدعنة».. أتعرض للوجه القبيح للمجتمع بحكم «العمل العام» إنه الوجه الذى أحاربه حتى تظل «مصر بهية» ربما لهذا أصبحت «هدفاً للعنف الإلكترونى».
هذه ليست «شكوى» لكنها تجسيد لمعنى «العنف الإلكترونى» الذى شهدنا جميعاً جرائمه، لأبدأ من الشارع «إنتى حلوة أوى يا تانت». هذه العبارة كانت آخر كلمة تحرش لفظى قالها لى شاب فى عمر أولادى، وهو يعلم أن سنى كبيرة لكن تربيته لم تضم درساً عن «احترام المرأة وحرمة الطريق».. سأحاول أن أوصل إليكم إحساس المرأة كيف تتلقى هذه الصفعة: إنها تشعر بأنه انتهك مساحتها الخاصة فى الطريق وحطم أسوار عمرها ومكانتها ووضعها الاجتماعى ليدوس على كل القيم مستمتعاً بلذة استفزازها!.. المرأة لا تسعد بعبارات الغزل فى الشارع، بل تشعر بالـ«المهانة» وهو إحساس قاس للغاية لو تعلمون.
00:00
% Buffered
00:00 / 01:41
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
نأتى إلى «العنف الإلكترونى».. فى إطار تدشين الأمم المتحدة اليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة- حملة الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة (25 تشرين الثانى/ نوفمبر - 10 كانون الأول/ ديسمبر)، وهى المبادرة التى استمرت 16 يوماً وسعت حملة 2025 إلى الاتحاد لإنهاء العنف الرقمى ضد النساء والفتيات وإلى تعبئة جميع أفراد المجتمع: فالحكومات مطالبة بإنهاء الإفلات من العقاب بقوانين تجرّم هذا العنف، والشركات التِّقانية مطالبة بضمان سلامة المنصات وإزالة المحتوى الضار، والجهات المانحة عليها توفير التمويل اللازم لتمكين المنظمات النسوية من مكافحة هذا العنف، وأشخاص مثلكم مطالبون برفع أصواتهم دعماً للناجيات.
لقد رأينا فى عام 2022 ضحايا فى عمر الزهور «هايدى وبسنت» آثرتا الانتحار على الفضيحة بصور مفبركة.. ورأينا القضاء العادل يقتص لأرواح وأعراض ضحايا الابتزاز الإلكترونى، 15 عاماً سجناً للمجرم لثانى مرة، سواء كانت الصور مفبركة أو حقيقية.. أما الأولى فكانت لابنة الستة عشر ربيعاً «القاصر»، التى لم تدرك أن المختبئ خلف الشاشة «قناص» كل همه أن يسرق منها سترها ويتاجر بعرضها (عبر «واتس آب» أيضاً)، استخدم كل أساليب «النصب العاطفى» حتى تخيلت أن عليها أن تلبى «لهفته» ببعض الصور «الخادشة للحياء».
أبلغت مباحث الإنترنت وتم تداول القضية حتى جاء حكم محكمة جنايات المنيا بمعاقبة المتهم «يوسف. س. م» بالسجن المشدّد لمدة 15 عاماً، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية، لثبوت الاتهام الموجه إليه بتهديد فتاة بنشر صور فاضحة لها على «واتس آب».. لتنعم أرواح البريئات بالسلام الذى لم يجدنه على الأرض.
هذه الفتاة الأخيرة لم نرَ صورتها ولم نعرف اسمها بعد أن فعلت النيابة العامة «سرية معلومات الضحية».. ورغم ذلك لا يزال البعض يخاف من اللجوء إلى النيابة!
«سرية معلومات الضحية» هى دعوة لتغيير ثقافة جَلد الضحية ودفعها للانتحار، آن الأوان أن يتحول المنبر إلى الدفاع بدلاً من إدانة النساء.. وهذا شرط ضرورى بعد نجاح مصر فى تغليظ عقوبة التحرش وعقوبة الابتزاز الإلكترونى. بتوجيهات من الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى قال على الملأ: (ما يصحش إن حتى حد فى الشارع يؤلم سيدة ماشية بنظرة مش بكلمة)، فشهدنا تغليظ عقوبة التحرش والابتزاز الإلكترونى فى القانون، والتنمر.. وعُدلت القوانين حتى اختفى «الختان» من مصر، وتم تغليظ عقوبة زواج القاصرات.
وللأسف بقيت قضايا الطلاق الشفهى وضرب الزوجات حائرة ومعلقة بين الفقه والقانون.. وكذلك فى توريث المرأة فى الريف والصعيد لكن يقينى أنه عندما يريد الرئيس «عدل المعوج» فسيفعل.. (فهى قضايا تمييز ضد المرأة وعنف أيضاً).
بقى سؤال لم أجب عنه: كيف تتعرض الشخصيات العامة والمؤثرة للعنف أو الإرهاب الإلكترونى؟؟ للأسف نحن لنا «نصيب الأسد» من الإرهاب المعنوى الذى يصل إلى درجة «اغتيال الشخصية»، وللأسف أيضاً أن أعداء الدولة المدنية والحريات وحقوق المرأة أصبحت لديهم «لجان إلكترونية» وأبواق لتشويه «شخص معين».. أنا تعرضت لها أكثر من مرة، الأولى باستقطاب أقلام تكتب فى جرائد محترمة ضدى ولم أشأ أن أقاضى زميلاً فى المحكمة وأدرت الأزمة بالاكتفاء بحذف المقالات المشينة التى تضمن بعضها ألفاظاً نابية لم تنشر من قبل فى الصحافة المصرية.. والثانية كانت تستهدف تاريخى فى نصرة القضية الفلسطينية الذى بدأ بحوار مع ياسر عرفات وزيارة مقر منظمة التحرير الفلسطينية فى تونس وحتى الآن!!.
هذا ما نتعرض له جميعاً من كتاب ومبدعين وفنانين.. لأن السوشيال ميديا تحولت إلى «باباراتزى» أى صحف فضائح.. وهذا النوع يلقى مشاهدات مرعبة.. ونحن مَن يدفع الثمن!!.
سوف نستمر فى أداء دورنا.. ولن تتمكن أى مؤسسة أو هيئة من إخراسنا بأموالها الهائلة وأبواقها الإعلامية.. لأننا ببساطة نقول «كلمة حق»