توقيت القاهرة المحلي 03:46:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العنف الإلكتروني ولجانه

  مصر اليوم -

العنف الإلكتروني ولجانه

بقلم:سحر الجعارة

«أنا.. سحر»: الكاتبة التى تعرفونها جيداً، خضت العديد من المعارك والمناظرات مع الإخوان «فى عز حكمهم» والسلفيين بكل ما لهم من سطوة على الشارع.. قلمى حاد جارح لم ينكسر ولم يهادن ولم يساوم.. هل تتصورون أننى سلمت من التحرش اللفظى أو العنف الإلكترونى؟؟. أنا مثل كل مصرية أمشى فى شوارعها وأتردد على مراكز الخدمات المختلفة، أقود سيارتى فى شوارع لا تعترف بقانون المرور، النجاة فيها مهمة مستحيلة والفهلوية فى القيادة يسمونها «جدعنة».. أتعرض للوجه القبيح للمجتمع بحكم «العمل العام» إنه الوجه الذى أحاربه حتى تظل «مصر بهية» ربما لهذا أصبحت «هدفاً للعنف الإلكترونى».

هذه ليست «شكوى» لكنها تجسيد لمعنى «العنف الإلكترونى» الذى شهدنا جميعاً جرائمه، لأبدأ من الشارع «إنتى حلوة أوى يا تانت». هذه العبارة كانت آخر كلمة تحرش لفظى قالها لى شاب فى عمر أولادى، وهو يعلم أن سنى كبيرة لكن تربيته لم تضم درساً عن «احترام المرأة وحرمة الطريق».. سأحاول أن أوصل إليكم إحساس المرأة كيف تتلقى هذه الصفعة: إنها تشعر بأنه انتهك مساحتها الخاصة فى الطريق وحطم أسوار عمرها ومكانتها ووضعها الاجتماعى ليدوس على كل القيم مستمتعاً بلذة استفزازها!.. المرأة لا تسعد بعبارات الغزل فى الشارع، بل تشعر بالـ«المهانة» وهو إحساس قاس للغاية لو تعلمون.
00:00
% Buffered
00:00 / 01:41
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player

نأتى إلى «العنف الإلكترونى».. فى إطار تدشين الأمم المتحدة اليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة- حملة الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة (25 تشرين الثانى/ نوفمبر - 10 كانون الأول/ ديسمبر)، وهى المبادرة التى استمرت 16 يوماً وسعت حملة 2025 إلى الاتحاد لإنهاء العنف الرقمى ضد النساء والفتيات وإلى تعبئة جميع أفراد المجتمع: فالحكومات مطالبة بإنهاء الإفلات من العقاب بقوانين تجرّم هذا العنف، والشركات التِّقانية مطالبة بضمان سلامة المنصات وإزالة المحتوى الضار، والجهات المانحة عليها توفير التمويل اللازم لتمكين المنظمات النسوية من مكافحة هذا العنف، وأشخاص مثلكم مطالبون برفع أصواتهم دعماً للناجيات.

لقد رأينا فى عام 2022 ضحايا فى عمر الزهور «هايدى وبسنت» آثرتا الانتحار على الفضيحة بصور مفبركة.. ورأينا القضاء العادل يقتص لأرواح وأعراض ضحايا الابتزاز الإلكترونى، 15 عاماً سجناً للمجرم لثانى مرة، سواء كانت الصور مفبركة أو حقيقية.. أما الأولى فكانت لابنة الستة عشر ربيعاً «القاصر»، التى لم تدرك أن المختبئ خلف الشاشة «قناص» كل همه أن يسرق منها سترها ويتاجر بعرضها (عبر «واتس آب» أيضاً)، استخدم كل أساليب «النصب العاطفى» حتى تخيلت أن عليها أن تلبى «لهفته» ببعض الصور «الخادشة للحياء».

أبلغت مباحث الإنترنت وتم تداول القضية حتى جاء حكم محكمة جنايات المنيا بمعاقبة المتهم «يوسف. س. م» بالسجن المشدّد لمدة 15 عاماً، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية، لثبوت الاتهام الموجه إليه بتهديد فتاة بنشر صور فاضحة لها على «واتس آب».. لتنعم أرواح البريئات بالسلام الذى لم يجدنه على الأرض.

هذه الفتاة الأخيرة لم نرَ صورتها ولم نعرف اسمها بعد أن فعلت النيابة العامة «سرية معلومات الضحية».. ورغم ذلك لا يزال البعض يخاف من اللجوء إلى النيابة!

«سرية معلومات الضحية» هى دعوة لتغيير ثقافة جَلد الضحية ودفعها للانتحار، آن الأوان أن يتحول المنبر إلى الدفاع بدلاً من إدانة النساء.. وهذا شرط ضرورى بعد نجاح مصر فى تغليظ عقوبة التحرش وعقوبة الابتزاز الإلكترونى. بتوجيهات من الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى قال على الملأ: (ما يصحش إن حتى حد فى الشارع يؤلم سيدة ماشية بنظرة مش بكلمة)، فشهدنا تغليظ عقوبة التحرش والابتزاز الإلكترونى فى القانون، والتنمر.. وعُدلت القوانين حتى اختفى «الختان» من مصر، وتم تغليظ عقوبة زواج القاصرات.

وللأسف بقيت قضايا الطلاق الشفهى وضرب الزوجات حائرة ومعلقة بين الفقه والقانون.. وكذلك فى توريث المرأة فى الريف والصعيد لكن يقينى أنه عندما يريد الرئيس «عدل المعوج» فسيفعل.. (فهى قضايا تمييز ضد المرأة وعنف أيضاً).

بقى سؤال لم أجب عنه: كيف تتعرض الشخصيات العامة والمؤثرة للعنف أو الإرهاب الإلكترونى؟؟ للأسف نحن لنا «نصيب الأسد» من الإرهاب المعنوى الذى يصل إلى درجة «اغتيال الشخصية»، وللأسف أيضاً أن أعداء الدولة المدنية والحريات وحقوق المرأة أصبحت لديهم «لجان إلكترونية» وأبواق لتشويه «شخص معين».. أنا تعرضت لها أكثر من مرة، الأولى باستقطاب أقلام تكتب فى جرائد محترمة ضدى ولم أشأ أن أقاضى زميلاً فى المحكمة وأدرت الأزمة بالاكتفاء بحذف المقالات المشينة التى تضمن بعضها ألفاظاً نابية لم تنشر من قبل فى الصحافة المصرية.. والثانية كانت تستهدف تاريخى فى نصرة القضية الفلسطينية الذى بدأ بحوار مع ياسر عرفات وزيارة مقر منظمة التحرير الفلسطينية فى تونس وحتى الآن!!.

هذا ما نتعرض له جميعاً من كتاب ومبدعين وفنانين.. لأن السوشيال ميديا تحولت إلى «باباراتزى» أى صحف فضائح.. وهذا النوع يلقى مشاهدات مرعبة.. ونحن مَن يدفع الثمن!!.

سوف نستمر فى أداء دورنا.. ولن تتمكن أى مؤسسة أو هيئة من إخراسنا بأموالها الهائلة وأبواقها الإعلامية.. لأننا ببساطة نقول «كلمة حق»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العنف الإلكتروني ولجانه العنف الإلكتروني ولجانه



GMT 07:16 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

«حزب الله» خسر الحرب ويريد الربح في السياسة!

GMT 07:13 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

رياح الكرة الإفريقية من شرقية إلى «غربية شمالية»

GMT 07:07 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

المتحف المصرى بالتحرير.. هل غابت شمسه؟

GMT 07:03 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

«الست»

GMT 07:01 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

«الانتقالي» فتح عشَّ الانفصاليين

GMT 06:56 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

عذابات الملياردير الرقمي!

GMT 06:52 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

صهيونيّتان وإسرائيلان؟!

GMT 06:49 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

عن توقيت المعارك

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 03:13 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء
  مصر اليوم - النوم الهادئ لا يعتمد على الدماغ فقط بل يبدأ من صحة الأمعاء

GMT 16:37 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
  مصر اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 16:37 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

صندوق النقد يحث الصين على إصلاحات هيكلية عاجلة لتعزيز النمو

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 10:52 2020 الخميس ,19 آذار/ مارس

منة عرفة تكشف حقيقة ارتباطها بـ علي غزلان

GMT 22:21 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

مصر تشارك في قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا

GMT 20:12 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مجسم "الهنتيكة" في أسيوط لغز محيِّر لم يعلم سره أحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt