توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل التعليم

  مصر اليوم -

مستقبل التعليم

بقلم: كريمة كمال

لا يمكن أن يكون مستقبل التعليم فى مصر مرهونًا بأشخاص أو حتى بمجرد لجان. فى مصر خبراء كبار فى التعليم يمكن العودة إليهم قبل أن نقلب حال التعليم رأسًا على عقب لنعود إلى الكتاتيب ونُعرب الطب ونعود إلى البكالوريا.. تعودنا على مدى سنوات طويلة أن يأتى وزير التعليم ليمسح بأستيكة ما فعله الوزير الذى قبله ليفرض شيئًا جديدًا تمامًا، ولديه ثقة شديدة أن هذا سيصلح حال التعليم المايل.. لم ننسَ فكرة التابلت وما قابلته من مشاكل وصعوبات للتلاميذ وأهليهم قبل المدرسين، والوزير الذى قبله فرض استراتيجية مختلفة وهكذا الذى قبله، دائرة لا تنتهى من التغيير تشقلب حال بيوتنا وأبنائهم، ولا يستقر حال التعليم سوى سنوات قليلة ليعود لينقلب حاله من جديد.. لا يوجد بلد فى العالم كله يحدث فيه هذا، أن تكون حالة التعليم مرهونة بعقل الوزير ورؤيته الخاصة، وكأننا نعيش فى العالم وحدنا، بينما التعليم يجب أن يكون مربوطًا باستراتيجية ثابتة مربوطة بالعالم كله حتى يمكن للطالب أن يخرج من مصر ليكمل تعليمه فى الخارج، نحن جزء من العالم ولسنا مفصولين عنه.
أنا لم أعاصر البكالوريا، لكن مصر تطورت وتغيرت بعد عهد البكالوريا، فكيف لنا أن نعود للماضى لمجرد أن الماضى كان أفضل من الآن، والتعليم كان أفضل، لكن هذا لا يعنى أن الحل هو العودة إلى الماضى، فالحاضر مختلف تمامًا عن الماضى، والأجيال الجديدة تبرع فى التكنولوجيا وتعتمد عليها بل وتعيش عليها، فما معنى العودة إلى البكالوريا مرة أخرى؟

هل المشكلة الاسم فقط أم النظام الذى يناسب هذا العصر بكل متغيراته؟.. هناك حالة من الرغبة فى العودة إلى الماضى، ومن هنا تم طرح البكالوريا وعودة الكتاتيب، فهل الماضى يصلح للحاضر أم أن استراتيجية التعليم يجب أن تتسق مع الحاضر بكل ما تغير فيه وما صار أساسيًا فيه وجزءًا لا يتجزأ منه؟. العودة للماضى ليست الحل بل البحث عما يصلح للمستقبل مع الحاضر، وما يتسق معه ويتفاعل معه ويتطور معه.

أغرب ما يُطرح فى استراتيجية العودة إلى الماضى هو تعريب الطب وجعله باللغة العربية بدلًا من الإنجليزية، وأنا أسأل من طرح هذه الفكرة: كيف للطبيب أن يطلع على كل ما يتغير فى عالم الطب يوميًا، بل كيف لنا أن نقيم مؤتمرات طبية تستقبل أطباء من العالم كله للاطلاع على آخر المستجدات فى الطب، بل كيف للطبيب أن يطلع على الدوريات العلمية الطبية الحديثة، التى تنشر العديد من الاكتشافات والأبحاث يوميًا؟ هل مطلوب أن ينفصل الطبيب المصرى عن العالم وما يجرى فيه وما يشهده من تطور وتحديث؟.. لا يمكن حتى تصور ذلك وليس حدوثه بالفعل.

أين خبراء التعليم فى مصر حتى نكتفى برؤية الوزير وجماعته وحتى لجانه المقصورة على أعضائها؟ مطلوب استراتيجية تأخذ الحاضر والمستقبل والعالم فى الحسبان.. استراتيجية يضعها خبراء التعليم.. استراتيجية قائمة على التحديث.. استراتيجية ثابتة لا تتغير مع كل وزير يجلس على الكرسى ولا يرى سوى ما يراه هو فقط. لنرى كيف رأى خبراء التعليم فكرة العودة إلى الماضى، إلى الكتاتيب والبكالوريا، بل واختراع تعريب الطب.. هناك من ينظر إلى الماضى، ولا يرى الحاضر أو المستقبل، وكأنه المنقذ من تردى حال التعليم.. رجاءً اللجوء إلى الخبراء الحقيقيين فى التعليم، ومصر عامرة بهم.. لا تجربوا فى أبنائنا ما يطرأ على رؤوسكم من أفكار عجيبة وغريبة ولم تثر سوى الضحك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل التعليم مستقبل التعليم



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt