توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسؤولية

  مصر اليوم -

المسؤولية

بقلم: كريمة كمال

مَن مِنّا لم يتابع قضية التحرش بالأطفال فى المدرسة الدولية؟.. مَن منا لم يشعر بالرعب من الواقعة البشعة التى استهدفت أطفالًا صغارًا فى كى جى تو؟.. من منا لم يتصور أن تصل البشاعة إلى هذا الحد؟.. مدرسة دولية تتقاضى عن الطفل الصغير سبعين ألف جنيه!.. كل هذه الأموال من أجل أن تكون المدرسة مسؤولة عن الطفل تعليميًا وأمنيًا، ومع ذلك يحدث هذا للأطفال!!، ليس لطفل واحد، بل لعشرة أطفال!!، وربما أكثر، فهناك من الأهل الذى انضم للبلاغات، وهناك من آثر السكوت منعًا للفضيحة!، وإن كان هذا ليس فى مصلحة التحقيقات.. عشرة أطفال، أما الوقائع فتمتد إلى سنوات سابقة.

اعترافات الأطفال الصغار أمام النيابة تثير الرعب حقًا، فالمتهمون الأربعة قد استخدموا التهديد والوعيد ضد الأطفال بأنهم إذا ما تكلموا فسوف ينالون منهم ومن أهلهم، منهم من استخدم السلاح للترويع، ومنهم من ارتدى قناعًا ليرهب الطفل ويخفى شخصيته.. قيل إنه كان هناك تصوير للتحرش، مما يدفع للتساؤل: هل يستخدم هذا فى مواقع إباحية؟، لا شىء واضح حتى الآن، فالقضية تنفجر شيئًا فشيئًا، وقد تم القبض على المتهمين وإخضاعهم للتحقيق، وقد اعترف أحدهم مما دفع المحامين عنهم للانسحاب من القضية.

تعاملت النيابة بلطف مع الأطفال، مما ساعد على قدرة الأطفال على الحكى عن الرعب الذى تعرضوا له، فحكوا تفاصيل مرعبة حقًا.. أطفال صغار تعرضوا للتحرش والرعب لسنوات وليس مرة أو اثنتين، فقد مضى على هذه الوقائع أكثر من عامين!!.. أين كانت المدرسة من كل هذا؟، وأين كانت المعلمات والمشرفات من كل ما جرى؟.. أصدرت وزارة التربية والتعليم بيانًا بأنها قد وضعت المدرسة تحت الإشراف الإدارى، فهل هذا يكفى؟، أين محاسبة القائمين على المدرسة وهم المسؤولون المسؤولية الأولى عن كل ما جرى؟.. المدرسة الدولية تتقاضى أموالًا كثيرة لتكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن الأطفال، فإذا ما حدث لهم كل هذا هل تبقى المدرسة والمسؤولون فيها بلا أى محاسبة؟، فقط الإشراف الإدارى!، ويبقى المسؤولون دون أن يحاسبوا عما فعلوا؟!.. كان كل همهم الحصول على الأموال الكثيرة، أما سلامة الأطفال والإشراف عليهم فقد غابا تمامًا.

هذه المدرسة قد انتهت تمامًا، فاسمها بات معروفًا، ولا أعتقد أن بقية الأهالى سوف يتركون أبناءهم فى هذه المدرسة بعد هذه الفضيحة التى تكشف تقاعس المدرسة عن الاهتمام بالأطفال.. فهل كانت المدرسة مسؤولة مسؤولية تامة وقد اتضح أن أحد المتهمين كان قد تم فصله منذ عام ونصف بتهمة التحرش، ومع ذلك تمت إعادته مرة أخرى للعمل بالمدرسة؟!!، فأين كانت مسؤولية المدرسة؟، ولماذا أعادت المتحرش مرة أخرى؟!!، هذه الوقائع تثبت بشكل واضح أن مسؤولية المدرسة عن الأطفال كانت غائبة تمامًا، فهل لا تتم محاسبة المسؤولين فيها عن تخليهم عن مسؤوليتهم على مر أعوام حين جرت كل هذه الوقائع المشينة؟!!.

لا يكفى أبدا أن تضع الوزارة المدرسة تحت الإشراف، فلابد من محاسبة المسؤولين فى المدرسة، من قمة الإدارة إلى المعلمين المسؤولين عن هؤلاء الأطفال، إلى المشرفين والمشرفات المسؤولين عن رعاية الأطفال ومراقبتهم طوال الوقت، سواء فى الفسحة أو فى الفناء أثناء انتظار أتوبيس المدرسة، حيث ينتظر الصغار، فهل كانوا يتركون هكذا بلا إشراف أو رعاية حتى تسنى لهؤلاء المجرمين اقتيادهم إلى الحجرة المظلمة التى تحدث عنها الأطفال برعب شديد؟!!.. هذا ليس معناه إلا أن الأطفال كانوا بلا إشراف أو رعاية تمامًا.. فأين كانت الإدارة من كل هذا التقصير المشين الذى أعطى المجرمين الفرصة لارتكاب كل هذه الجرائم على مدى سنوات؟!!.. المحاسبة على المسؤولية ضرورة بحتة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولية المسؤولية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt