توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يقدر؟

  مصر اليوم -

من يقدر

بقلم: كريمة كمال

فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعى، هذا الفيديو أشعرنى بالحزن الشديد لمجرد تصور الموقف الذى تعانى منه هذه السيدة التى تستغيث بوزير التربية والتعليم.. الأم تستغيث بوزير التربية والتعليم فى بداية العام الدراسى طالبة منه أن يقوم بإلغاء الغياب. الأم تصرخ قائلة للوزير: «أرجوك يا معالى الوزير ارفع الغياب عن أولادى، أنا مش قادرة أوديهم المدرسة.. معييش فلوس أجيب لهم أكل كل يوم وهما رايحين، ومعييش فلوس للباصات ولا للدروس ولا حتى أعلّمهم أو أوفر لهم أكل وشرب.. إحنا بجد مش عارفين نعيش.. أنا مش عارفة أعمل إيه.. الضغوط حواليا كتير، وحاولت أوازن بين الأكل والشرب والتعليم، لكن إحنا ما عندناش أى دخل لا ليا ولا لأولادى. العيشة غالية، وأنا ظروفى الصحية مانعانى من الشغل. أرجوك علشان خاطر ربنا ارفع عنهم الغياب مؤقتا لحد ما أقدر أوفر لهم احتياجاتهم».

لو نرى كيف ترتفع الأسعار كل يوم، لأدركنا أن الأزمة الاقتصادية طاحنة، وأن هناك الكثير من الأسر تعانى مما تعانى منه هذه الأم التى تصرخ فى هذا الفيديو حتى لا يمنع الغياب أولادها من التعليم، فهناك كثير من الأسر لا تستطيع توفير الأكل والشرب والتعليم، ما بالك بالمواصلات والدروس التى أصبحت ضرورية! كثير من الأسر قامت بإلغاء بنود سواء من الأكل أو الشرب أو التعليم.. أنا لا أعرف وضع هذه الأم التى تصرخ باكية، هل هى أرملة أم مطلقة، لكن الواضح أنها هى المسؤولة وحدها عن أولادها، وهى مسؤولية ضخمة جدا بالذات فى ظل الأزمة الاقتصادية التى نمر بها الآن والتى ترتفع فيها أسعار السلع والخدمات كل يوم بشكل ملحوظ جدا.. فكيف لها أن تتولى مسؤولية أن يعيش أبناؤها ويتعلمون وهى لا تملك ما يمكنه أن يسد هذا كله؟!

ليست هذه الأم هى الوحيدة التى تمر بهذه الأوضاع الآن، فكثير من الأسر باتت لا تقوى على الأكل والشرب والمواصلات والتعليم، وكثير من الأسر قامت بإلغاء بنود من الإنفاق مثل التنزه أو الفاكهة أو غيرهما مما باتت لا قابلية لها به.. ناهيك عن الملابس بل الدروس، حتى لو أثر هذا على تعليم أولادهم لأنهم باتوا عاجزين عن أن يوفوا بأشياء كثيرة.. كثير من الأسر المصرية نزلت درجات كثيرة فى السلم الاجتماعى نتيجة للأزمة الاقتصادية الطاحنة.. كثير من الآباء يعملون فى وظيفتين، وكثير منهم قد حولوا سياراتهم إلى سيارات أجرة بعد العمل لتوفير دخل جديد بعد أن باتت رواتبهم عاجزة عن الإيفاء بمسؤولياتهم ومسؤوليات أسرهم.. وأسر أخرى نزلت الأم للعمل فى أى وظيفة حتى إن كانت لا تعمل.. الكل خرج إلى الشارع، ومع ذلك لم يعد كل هذا كافيا أمام تنامى الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار اليومى الذى لا يحده شىء ولا يوقفه شىء.

من المؤكد أن المسؤولين الذين يرفعون أسعار الخدمات كل يوم لا يأخذون هذا فى الحسبان ولا يدركون الحال التى يعيش فيها المواطنون الآن، فلا يتحركون من أجل إيقاف الأزمة الاقتصادية أو تخفيض أسعار السلع والخدمات.. كل شيء يرتفع سعره كل يوم، والمواطنون يصرخون من الأزمة الاقتصادية، ومهما فعلوا لا يستطيعون أن يوفروا ما يحتاجونه فينزلون درجة اجتماعية، ودرجة أخرى، ثم درجة ثالثة دون أى فائدة.. فهل يشعر بهم أحد؟ وهل تصل صرخة هذه الأم إلى وزير التربية والتعليم ولا يُشترَط حساب الغياب؟ وهل تصل صرخات المواطنين جميعا إلا من قلة قليلة إلى المسؤولين لتتوقف الأزمة الاقتصادية عن التنامى والتأزم يوما بعد يوم؟!.

هل تصل صرخة هذه الأم إلى وزير التربية والتعليم ولا يُشترَط حساب الغياب؟ وهل تصل صرخات المواطنين جميعا إلا من قلة قليلة إلى المسؤولين لتتوقف الأزمة الاقتصادية عن التنامى والتأزم يوما بعد يوم؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يقدر من يقدر



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt