توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام نسوية

  مصر اليوم -

أيام نسوية

بقلم: كريمة كمال

عائدة لتوى من عمان بالأردن.. كنت إحدى المشاركات فى «أيام نسوية» التى نظمتها مؤسسة «تقاطعات» وهى مؤسسة أردنية تضم مجموعة نسوية تساهم فى حراك نسوى مجتمعى قادر على مواجهة منظومة التمييز والعنف والإقصاء والقمع والاستنزاف وأسستها «بنان أبو زين الدين» وهى المديرة التنفيذية للمؤسسة.. شارك فى «أيام نسوية» ما يقرب من خمسين مشارِكة من العديد من الدول العربية وحتى اللاتى شاركن من دولة واحدة جئن من خلفيات مختلفة ودول مختلفة.. قضيت خمسة أيام كانت مليئة بالسعادة والصداقات والاستفادة والمناقشات الحية التى تثرى العمل النسوى.. فى اليوم الأول تم كسر الجليد ما بين المشاركات اللاتى لم يكن يعرفن بعضهن البعض بنشاط شمل ألعابًا ولقاءات فردية ومجموعات التقت وتعارفت بشكل مسلٍّ وجميل بل وفتح الجميع قلوبهم وعقولهم وشاركوا تجاربهم الشخصية فكانت هناك دموع وضحكات وذاب الجليد وامتدت الصداقات، وفى نهاية اليوم الخامس كانت الأحضان وتبادل المعلومات الشخصية بل والدموع لاقتراب الفراق.

أيام خمسة مليئة ومشحونة.. فى اليوم الأول كان الحديث عن الموت والحياة عن الشقوق التى نعيش فيها وسط كل الموت الذى فى داخلنا ومن حولنا وعن عملنا النسوى فى سياق المنطقة العربية بما تشهده من موت ودمار ومجازر وعنف، وعن كل التناقضات التى نعيشها ونعيش فيها، عن الجدوى وعن الأمل وعن محاولاتنا الدائمة للبحث عن الحياة فى شقوق الموت، عن المساحات التى نخلقها لنربت على أكتاف بعضنا البعض لنهدئ الخوف ونقاوم الوحشة ونتمسك برغبتنا فى الحياة... وفى اليوم الثانى طرح موضوع المساءلة لنفكر معًا ما الذى يجعلنا على المستوى الشخصى نشعر بالراحة أو نهرب من المساءلة، وهل المساءلة مقرونة بالعقاب وكيف تتم المساءلة وتتحقق العدالة وكيف نحقق العدالة وقد شهدت المناقشات تبادلًا للآراء ومواجهة للذات وفى اليوم الثالث كانت المناقشة حول ما يعيق المساءلة وكيف يتم تطوير آلياتها.. وفى اليومين الرابع والخامس تمت مناقشة الاقتصاد النسوى وعلاقته بالتمويل بالذات بعد السابع من أكتوبر وكيف يتحقق الاستقلال للمؤسسات النسوية فى ظل التمويل دون أن يفرض التمويل أجندته الخاصة بعيدًا عن أجندة المؤسسات النسوية.

سواء فى الجلسات العامة أو النقاشات أو الجلسات الفردية كان الحديث عن العنف الجارى فى المناطق العربية والبلاد التى تشهد عنفًا فى الوقت الحالى. كانت المناقشات تتداول هذا العنف وتفاصيله سواء فى السودان وما ترتكبه ميليشيات الدعم السريع من عنف وقتل واغتصاب، وكيف اضطر السودانيون للهجرة من السودان، واللافت أن حركة الهجرة قادتها النساء بينما بقى الرجال ليرحلوا فيما بعد للمهجر ليجدوا النساء وقد رتبن الحياة هناك وحدهن... أيضا كان الحديث عن المجازر فى بعض مناطق سوريا وكيف يعيش السوريون وكيف تتم المجازر فى بعض المناطق ويسقط الكثيرون بينما يلجأ آخرون إلى المخيمات، ويُطرح الحديث عما يجرى فى العراق فى ظل الانقسامات الطائفية التى تسبب العنف وصعوبة الحياة.. أما الحديث عن فلسطين فلم يكن هناك حديث عما يجرى فى غزة فكلنا نعرفه ونقاسى منه أما الضفة فقد أطلعتنى صديقتى من رام الله على صورة خطيبها الذى تم تفجيره من الاحتلال بعد أن كانت تنتظره أربع سنوات حكت لى والدموع فى عينيها.. حكت لى كيف جاءت عبر ثلاثة معابر لتصل إلى عمان.. حكت لى مرارة وتعب الانتظار على كل معبر.. حكت لى ما يفعله المستوطنون معهم وكيف يتعامل معهم الجنود الإسرائيليون فى الكمائن العديدة كلما تحركوا فى الضفة.. واقع شديد الصعوبة محفوف بالخطر والمعاناة اليومية مع كل تحرك.

اختلط الخاص بالعام.. مرت الأيام سريعة.. جاء الرحيل مشحونًا بالصداقات وحجم من المعرفة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام نسوية أيام نسوية



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt