بقلم: كريمة كمال
هل أصبح المجتمع المصرى مجتمعًا مريضًا؟، يكفى أن تدخل على مواقع التواصل الاجتماعى لتتابع ما يجرى فى المجتمع حتى تحصل على الإجابة.. نعم هو مجتمع مريض يسوده العنف، بالذات ضد الأطفال والنساء.. فقد توالت فى الفترة الأخيرة، وفى زمن قصير جدًا، انفجار حالات الاعتداء على الأطفال الصغار من مدارس القاهرة لمدارس الإسكندرية لغيرها من المدارس، فقد كتب المحامى طارق العوضى أنه كل ساعة يتلقى رسالة أو اتصالا ببلاغ جديد من أولياء أمور الأطفال بمدرسة الإسكندرية للغات يفيد بتعرض أبنائهم وبناتهم لاعتداءات متكررة من المتهم محل المحاكمة، حتى إن الأعداد باتت تفوق قدرته على الاستيعاب، والوقائع تظهر نمطًا إجراميًا لا يمكن تهوينه، كما أن الوقائع تشير بوضوح إلى شركاء للجانى من العاملين بالمدرسة.
إن مجرم الإسكندرية وحده قد تجاوز إجرام السبعة مجرمين المتهمين فى واقعة مدرسة سيدز، والتى روعت أهالى الأطفال الضحايا فى مدرسة سيدز، بل روعت كل أولياء الأمور لأطفال فى مدارس الجمهورية كلها.. والجانى فى مدرسة الإسكندرية اعتدى على أطفال بنين وبنات، وتكرر الفعل أكثر من مرة، وقد أصيب الأطفال بإصابات وهتك عرض كامل للأطفال الذين كان يقودهم إلى مكان ناءٍ بحجة اللعب سنين دون أن يكشفه أحد، والأغرب أن هذا المجرم عمره ستون عامًا، ويعمل «جناينى» فى المدرسة، وكان يقود الأطفال الضحايا إلى غرفته!.
بل إنه قد تم ضبط مدير معهد أزهرى بتهمة التحرش بتلميذة فى الفصل السادس الابتدائى خلال اليوم الدراسى، فى قنا، بعد أن أبلغت الطفلة والدها، وحادثة اعتداء أخرى فى مدرسة بالسادات، حيث تعرض طفل فى أولى إعدادى للاغتصاب بداخل حمام المدرسة، والأخطر أن هذا الاعتداء قد حدث من اثنين زملائه من نفس السن، وتم ضبطهما والتحقيق معهما بقانون الطفل.. هل سنتساءل كل مرة عن الإشراف والرقابة فى كل هذه الحوادث وربما غيرها؟!.
العنف ليس العنف الجنسى فقط ضد الأطفال، بل هو العنف الجسدى أيضا ضد النساء، واستسهال القتل والتخلص من الضحية.. هذه قصة عريس تم كتب كتابه على عروسه التى اختارها له أهله رغم أنه يحب أخرى ويريد الارتباط بها، وبدلًا من أن يواجه أهله، وكما قيل إنه كان يرزح تحت أعباء مالية، وقبل الفرح قرر التخلص منها، واتصل بها وقال لها إنه سيزورها فى زى منتقبة، ودخل عليها ليطعنها عدة طعنات وهرب، لكن كاميرات المراقبة كشفته.
وعروس أخرى ثانى يوم زفافها أتى العريس إلى أهلها وهو يحمل رأسها بعد أن قام بذبحها، وقال لهم إنه لم ير أى دماء عند مواقعتها، وبالكشف عليها بالطب الشرعى تبين أن العروس الصغيرة بكر.. وامرأة أخرى تسكن فى بيت عائلة زوجها فى الدور العلوى، وتم قتلها وسرقة أموالها واغتصابها من شقيق الزوج الذى يعمل فى السعودية، وكانت الزوجة حاملًا.
هذه مجرد نماذج قليلة وما يحدث أكثر بكثير، بالذات ضد الأطفال والنساء، مما يعنى أن ذكور هذا المجتمع فى بعض الأحيان يتسمون بالعنف والمرض الجنسى، فيعتدون على الأطفال الصغار، حيث تغيب الرقابة والإشراف حتى فى المدارس الدولية التى يدفع فيها أولياء الأمور آلاف الجنيهات، حيث يتصورون الرعاية والإشراف والتعليم الكامل أما النساء فقد سادت فكرة واعتقاد أن من حق الرجل أن يؤدب زوجته، وأنه أعلى منها مرتبة وأنه يستطيع حتى التخلص منها بالقتل إذا ما ارتأى ذلك فكرة قوامة الرجل على المرأة تصل إلى حد التخلص منها فى لحظة غضب.. فهل هذا مجتمع سليم أم مريض؟.