توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لام شمسية

  مصر اليوم -

لام شمسية

بقلم: كريمة كمال

جريمة يهتز لها عرش الرحمن: الاعتداء جنسيًا على طفلة خمس سنوات.. بإحدى المدارس الخاصة، عامل كانتين بالمدرسة يستدرج طفلة خمس سنوات فى رياض الأطفال ويعتدى عليها جنسيًا وأغراها بالحلوى والعصير، وهددها: «ما تقولش لأهلها». لكن بذكاء الأم عرفت التغيير الذى حدث للبنت من تعب وإرهاق ونوم مستمر، ووجود دم فى ملابسها، وقامت فورًا بإبلاغ النيابة، وتم القبض على الجانى الذى اعترف بعد أن أكدت المباحث الواقعة، وبعد أن عرضت الأم الطفلة على طبيبة بمستشفى الهرم والتى أكدت الاعتداء الكامل على البنت.

الغريب أن المدرسة رفضت تفريغ الكاميرات، وكان كل همها أن تخلى مسؤوليتها عن تعيين العامل، وترمى المسؤولية على الوزارة وتقول إن الوزارة هى التى قامت بتعيينه.

الأسوأ من هذا، أنه بعد أن انتشر الخبر فى المدرسة اتضح أن هذا العامل حاول نفس المحاولة مع أكثر من بنت بالمدرسة، وأنه اعتدى بالفعل على صبى، لكن الأهل خافوا من التحدث فى الموضوع، ولم يقروا بذلك سوى بعد انتشار الواقعة.

كل ذلك انكشف بفضل هذه الأم التى أصرت على أن تحصل على حق ابنتها ولم تصمت مثل الكثيرين الذين يشعرون بالجبن، ويلجؤون للصمت، ولا يدافعون عن حق أبنائهم.

المصيبة الأكبر أنه بعد التحريات والقبض على الجانى، تبين أن الجانى مطلوب فى أحكام غيابية بالقتل والمخدرات، وأُضيفت هذه الأحكام إليه بعد القبض عليه، والسؤال هنا هو: كيف قامت وزارة التربية والتعليم بتعيينه دون أن تنظر فى صحيفة السوابق الخاصة به؟ الجانى بعد القبض عليه وبعد شهادة البنت وكشف الطبيبة اعترف، لكنه أمام النيابة عاد وأنكر الواقعة فى محاولة للإفلات، وذلك فى وجود المحامى الخاص به.

النيابة حولت الطفلة للطب الشرعى، حيث قامت الطبيبة بكشفٍ سريع، وقالت إن الاعتداء غير كامل، وكتبت تقريرًا أن الطفلة سليمة، رغم ما أكدته طبيبة مستشفى الهرم، وشهادة البنت، واعتراف الجانى أمام المباحث. فهل هناك محاولة لإغلاق القضية؟ الأم تشعر بأنها فى متاهة، وكل ما تريده هو حق البنت.

هذه الواقعة منشورة على فيسبوك، ومن المؤكد أن كثيرًا من الوقائع المشابهة يظل مخفيًا، والجانى لا يعاقب، إما لأن الأهل لم يدركوا ما حدث، أو أنهم خافوا أن يتحدثوا فى الموضوع.

خلال شهر رمضان، عرض مسلسل «لام شمسية»، وهو مسلسل جيد الصنع ويتحدث أساسًا عن قضية التحرش بالأطفال، وهو محاولة جادة جدًا للفت نظر الآباء والأمهات لخطورة هذا التحرش، وإمكانية أن يتعرض له أبناؤهم. إنه مسلسل يحمل رسالة هامة جدًا، ومع ذلك، هناك من خرج يعترض على عرض مسلسل كهذا فى بيوتنا، وأنه يُسيء لصورة مصر، وكل هذه الدعاوى التى لا تريد أن تعترف بالواقع، وتريد أن تتجاهل ما يحدث بالفعل فى المجتمع، وترى أنه لا يجب عرضه على الشاشة... وأنه يعكس صورة سيئة لمجتمعنا.

فماذا إذا كان هذا يحدث فعلًا فى مجتمعنا؟ هل نتجاهله ونضع رؤوسنا فى الرمال وندّعى أنه لا يحدث؟ الفن قد يكون وسيلةً جيدةً لمواجهة ما يحدث فى المجتمع، خصوصًا المسلسلات التى تدخل كل البيوت، وهنا تُنشر القضايا الهامة وضرورة مواجهتها. تجاهل السيئ لا يعنى أنه لا يحدث، يعنى فقط أننا نريد أن نُغمض أعيننا عنه. وتصور أن الاعتراف بالتحرش فضيحة للطفل ليس حقيقة، بل هو عقاب للجانى ووقفه عن تكرار أفعاله. الصمت يدفعه إلى تكرار الفعل، ليس مرة بل مرات، لذا، فالمواجهة هى الحل الوحيد لوضع حدٍّ رادع للجانى، وإنقاذ مزيد من الأطفال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لام شمسية لام شمسية



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt