توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات (56) يوم افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية

  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات 56 يوم افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية

بقلم - مصطفي الفقي

لا يقدم العرب ولا المصريون صورتهم الحقيقية للعالم المعاصر، فهل تعلم شعوب الدنيا أن الديانة اليهودية مكرمة بما تستحق فى أرجاء المدن العربية؟، وهل يعلم غيرنا أن فى القاهرة وحدها ما يزيد على عشرة معابد يهودية صالحة لأداء الطقوس الدينية، وأنه لم يجرِ المساس بها فى ظل الظروف الصعبة أعوام 1948 و1956 و1967 و1973؟، فنحن أمة تقدس الأديان وتحترم العقائد ولكن الطرف الآخر لا يعرف ذلك، فما أكثر ما هدم اليهود من مساجد وما اعتدوا عليه من كنائس بدعوى أنهم شعب الله المختار.

جاءتنى هذه الأفكار وأنا أتذكر يوم أن أبلغنى الدكتور خالد العنانى، الذى كان وزيرًا متألقًا للآثار والسياحة فى مطلع عام 2020، أن الرئيس السيسى قد كلفه بإبلاغى- كرئيس لمكتبة الإسكندرية- أن أكون المتحدث الذى يلقى كلمة مصر فى يوم إعادة افتتاح المعبد اليهودى بالثغر بعد ترميمه وهو يقع فى مواجهة مقر كنيسة الإسكندرية الكبرى غير بعيد عن ميدان المساجد لتأكيد أن الإسكندرية بعراقتها المشهودة تجمع فى قلبها مواقع دينية ترمز إلى الديانات السماوية الثلاث، وذهبت يومها لإلقاء كلمة الرئيس وسط حشدٍ ضخم من أجهزة الإعلام العربية والمصرية والعالمية، وأتذكر أننى على المنصة كانت أمامى غابة متشابكة من الميكروفونات وأجهزة التسجيل، مما جعلنى لحظتها أتذكر أن اليهود هم أساتذة الميديا فى العالم المعاصر، ويستطيعون إبراز أى مناسبة إذا أرادوا، وقلت يومها إن مصر احتضنت الديانات السماوية وما قبلها وكانت مصدر التوحيد الأول فى العالم، وقد كان من بين الحاضرين محافظ الإسكندرية ورموز جامعتها العريقة وقيادات العمل الوطنى والحياة العامة فى العاصمة الثانية، وذكّرت الجميع بأن وزير المالية المصرى منذ قرنٍ مضى كان يهوديًّا مصريًّا وأن الحاخام اليهودى قد شارك فى الأعمال التحضيرية لدستور 1923، مما يعنى تجذر روح التسامح لدى أبناء مصر، وقد تقدمت نحوى يومها السيدة ماجدة هارون، التى كانت تُعتبر رئيسة الجالية اليهودية الصغيرة فى مصر والدموع تنهمر على وجهها وهى تقول: أحمد الله أننى عشت لأرى الاعتزاز المصرى بيهوديتى إلى جانب جنسيتى!. إننى أكتب هذه السطور وأزيز الطائرات وأصوات القصف المدمر تصك الآذان لما يحدث فى غزة ضد الشعب الفلسطينى، وبقى أن يدرك العالم مَن المتسامح ومَن المتعصب ومَن الذى يسعى للمحبة والسلام ومَن الآخر الذى يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، إننا أمام مشهد عبثى يؤكد للدنيا أن مصر واحة التسامح ومصدر الإلهام القوى للتماسك الوطنى تحت مظلة حرية العقيدة والوحدة الوطنية، ويهمنى هنا أن أسجل الملاحظتين التاليتين:

أولًا: إن المجلس الأعلى للآثار فى مصر قد قام تحت رئاسة الأثرى الشهير د. زاهى حواس ومن خلفه فى المنصب بترميم آثار إسلامية ومسيحية ويهودية بلا تفرقة لأن التراث الإنسانى واحد، ولأن كلمة الحق مشتركة بين الجميع، فلا مجال للتعصب والتطرف وإقصاء الآخر، ولقد زرت بعض هذه المواقع واكتشفت رعاية الدولة لها على نحوٍ يؤكد وحدة التراث الإنسانى واحترام مصر لكل الديانات.

ثانيًا: إن (إخناتون) عندما بشر بالتوحيد لأول مرة، فكأنما كان يقرأ فى صحيفة الغيب، إذ إن مصر سوف ترعى الديانات السماوية الثلاث التى وفدت على أرضها، وسوف تمتلك الكنانة بعد ذلك أكبر رصيد إنسانى للديانات الثلاث فى المنطقة، ويكفى أن نتطلع إلى مجمع الأديان فى قلب القاهرة التاريخية لنرى تعانق المسجد الإسلامى والكنيسة القبطية والمعبد اليهودى فى بقعة واحدة، ونشعر أن مصر بوتقة انصهرت فيها كل مؤشرات التاريخ الإنسانى وظواهره.

تحية للشعب المصرى العظيم، الذى يؤمن بالتسامح ويرفض التعصب ويحتفى برسالات السماء دون تمييز أو إقصاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 56 يوم افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية اعترافات ومراجعات 56 يوم افتتاح المعبد اليهودي بالإسكندرية



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt