توقيت القاهرة المحلي 00:15:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا؟

  مصر اليوم -

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا

بقلم - عريب الرنتاوي

تسود في أوساط عدد من المراقبين، عرباً وروس وغربيين، قناعة راسخة، بأن تركيا تتوعد لفظياً بإنهاء إرهاب داعش، فيما هي تقصد فعلياً إنهاء الحركة الكردية المسلحة (وحدات الحماية وقوات سوريا الديمقراطية)، ويعزز هؤلاء مواقفهم بالقول، أن تركيا لم تخض معركة كبرى واحدة ضد التنظيم الإرهابي، والأهم من كل هذا وذاك، أن أنقرة تعرف تمام المعرفة أن لهذا التنظيم من «الأعداء» ما يكفي لاستئصاله في نهاية المطاف، بخلاف الحال مع الحركة الكردية التي تتمتع بقدر وافر من «المشروعية» «والأصدقاء»، في كل من موسكو وواشنطن وبروكسيل وعدد آخر من عواصم الإقليم.
وثمة قناعة ثانية آخذة في التبلور في أوساط هؤلاء، بدءاً من جرابلس – إدلب مروراً بـ»عفرين» وجوارها، وانتهاء بمناطق شرق الفرات، ومؤدّاها أن الحزب الحاكم في تركيا الذي اعتاد أن يسبق كل انتخاب واستفتاء في السنوات الأخيرة، بمعركة واسعة مع أكراد بلاده والجوار، إنما يتطلع لمعركة أخرى، يبدو بحاجة إليها لشد العصبين القومي والإسلامي للناخبين، عشية الانتخابات البلدية والمحلية، التي سيخوضها منفرداً، بعد أن فكّت الحركة القومية عرى الشراكة مع الحزب الذي يحكم البلاد منذ العام 2002.
أما القناعة الثالثة: فمفادها أن تركيا تتخذ من «الكيان الكردي الإرهابي» الذي أدرجته على لوائحها السوداء، مدخلاً لـ»تأبيد» وجودٍ مستدام لها في مناطق شمال سوريا على اتساعها، باعتبارها «مجالاً حيوياً» لتركيا ونفوذها ودورها الإقليمي عبر البوابة السورية، حتى لا نقول امتداداً لأطماع توسعية تاريخية، أو تعبيراً عن «عثمانية جديدة».
التقارير عمّا يجري في مناطق عمليات «درع الفرات» و»غصن الزيتون» لا تشي بأننا أمام ترتيبات تركية مؤقتة، هدفها إبعاد «الجماعات الإرهابية» لمسافة أمان عن حدودها... وحديث الرئيس التركي عن «جيش جديد» يمثل مختلف المكونات السورية في شمال – شرق سوريا، ما يعني أن تركيا لن تسمح – طالما كان الأمر بيدها – للجيش السوري وللدولة السورية أن تمد نفوذها إلى شرق الفرات وأن تبسط سيطرتها عليها.
لكن ليس كل ما تتمناه أنقرة ستدركه، فالولايات المتحدة، وفقاً لخرائط جيمس جيفري «الملونة» لتلك المنطقة، قد لا تسمح لأنقرة التمدد في عمق المناطق الكردية، برغم الضمانات الشفهية التي قدمها أردوغان وكبار أركان حكومته، بحفظ حياة وأرواح «من قاتلوا معنا»، في استعارة للجملة الأمريكية، ولا أدري في أي مرحلة قاتلت وحدات الحماية و»قسد» إلى جانب تركيا؟... ثم أن روسيا لن تمكّن أنقرة من السيطرة على 30 بالمائة من أراض سوريا في الشمالين الشرقي والغربي... ودمشق مدعومة بإيران وحلفائها، لن تقف مكتوفة الأيدي حيال أنقرة ومشاريعها، سيما وهي تبني لنفسها «منازل كثيرة» في سوريا... والأرجح أن دولاً عربية عديدة لن ترضيها نتيجة كهذه، ولذلك رأيناها تعود إلى دمشق، وإن كانت عودتها بخطى بطيئة ومترددة، ولأسباب إيرانية أساساً.
أغلب الظن، أن كافة الأطراف في سعيها لـ»ملء الفراغ» الأمريكي، لن تسمح لقواتها أن تصطدم بعضها مع بعض، والأرجح أن سوريا ستشهد المزيد من التسويات والترتيبات الانتقالية للالتفاف حول العقد والحساسيات والحسابات والمصالح المعقدة والمتشابكة... أغلب الظن، أن تركيا سترتضي بشريط حدودي، شريطة أن تظل تكرر التزامها بوحدة سوريا واستقلالها وسيادتها، ولو لفظياً على أقل تقدير... أغلب الظن، أن جولات قادمة، سياسية ودبلوماسية، وربما عسكرية وأمنية، ستندلع من دون أن ندري متى وكيف، ولكنها على الأرجح ستظل في إطار حروب الوكالة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا هل ستدرك أنقرة ما تتمناه في شمال سوريا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon