توقيت القاهرة المحلي 02:30:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى.. وأشياء أخرى

  مصر اليوم -

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى

بقلم - عمار علي حسن

قد يسمع كثيرون عن أسماء بعض الوزراء وقت رحيلهم.. فما أُخذ من صلاحيات الوزير أمر يدركه الكل، لذا لا يعول الناس عليه كصانع سياسة أو متخذ قرار نافذ، إنما «موظف إدارى كبير» أو «كبير موظفين» لا يشغله سوى الاستمرار، وعلاقته بالإعلام محسوبة وباهتة، لذا لا يلتفت إليه أحد إلا وقت الأزمات.

(2)

مهما جرى، فأنا مطمئن لمعدن المصريين. مرت على مصر نوائب، وأصابها وهنٌ، حتى ظن أعداؤها أنها على شفا الموت، ثم لم تلبث أن قامت قوية كالعنقاء من تحت الرماد. أعرف أن النائبة الآن كبرى، أنهكت أمتنا، لكن هذا الشعب لا يموت أبدا، سيعود ويكتب التاريخ من جديد، لأمة يجب أن تحيا حرة مكتفية.

(3)

من أسوأ الوظائف التى تقوم بها «دولة» ما عبر التاريخ الإنسانى كله، أن تجعل فقيرا أو معدما يقاتل بضراوة فقيرا أو معدما مثله فى سبيل مصلحة من يمصون دماء الاثنين، ويسرقون أموالهما، أو يطمعون فى ثروات بلدهما. إنه مشهد قبيح جدا هجاه بحق المفكرون والأدباء والفنانون فى كل زمان ومكان.

(4)

من الصعب أن نطبق «قانون المصادفة» على توالى حرق الكنائس، لكن من اليسير أن نتيقن من أن المصريين جميعا، مسلمين ومسيحيين، قادرون على عبور أى محنة تضع وحدتهم فى اختبار، ويُفوّتون أى فرصة على «عدو» للوطنية، بل للإنسانية، يريد أن يصنع أزمة اجتماعية أو يثير فتنة طائفية أو يحقق هدفًا سياسيًا من باب الحرق والقتل والخراب.

إن قلوبنا قد انفطرت لحادث كنيسة أبوسيفين المروع. والشىء الوحيد الذى يصبرنا هو أنه، وكالعادة، شارك مسلمون من أهل الحى مع إخوانهم المسيحيين فى محاولة الإطفاء.

‏(5)

الحقيقة التى لا مراء فيها أن قلق المصريين على مياه النيل مشروع، وإن تعاملوا بصخب وانفعال مع الأمر، فهذا حق طبيعى وتصرف مفهوم ومسؤول.

الناس يصبرون، لكن هذا الصبر الجميل الطويل هو ما تريده إثيوبيا، وتراهن على الوقت والصمت.

(6)

أسعدنى رحيل د. طارق شوقى، الوزير المغترب عن واقعنا.. هذا العابر كان بين مكتبه ومدرسة المنيرة الإعدادية ثلاثون خطوة، ولو زارها، واستمع إلى المدرسين والتلاميذ لكفانا تجاربه، لكنه لم يفعل. بقى طوال الوقت يعيش فى عالم افتراضى ملىء بصور ورسوم بيانية ملونة يعرضها على مدارس متهالكة.

انتقدته بشدة وحِدّة وقت أن كان فى منصبه، وتوديعه على هذا النحو لا يقصده، فقد راح، إنما هو رسالة إلى د. رضا حجازى الذى جلس مكانه، لعله ينتبه ويجتهد ويصلح ما أفسده سلفه. وهذا لن يتم إلا بمراجعة «المنظومة» الحالية، وقد يكون عقد مؤتمر قومى للتعليم أمرًا بات واجبًا فى الوقت الراهن، على أن تكون مخرجاته ملزمة.

(7)

من المضحك المبكى تلك الصور والفيديوهات والإطلالات المزيفة لـ«يوتيوبرز» يزعمون أن مياهًا تتدفق الآن أنهارا فى صحرائنا الغربية. العجيب أن بعضهم ينسب هذا لعلماء مثل رشدى سعيد، وخبراء مثل د. هايدى فاروق. يا للسذاجة التى تظن أنها ستخدر الشعب، فماء الصحراء آتٍ من النيل، فإن جف سيجف معه، لا قدر الله.

(8)

من خطورة الـ«سوشيال ميديا» أن هناك من يتبادل عليها أكاذيب. والذين يتلقونها لا يشغلهم التحقق منها، بل يُروّجونها باطمئنان غريب. فى ضوء هذا، جاءنى فيديو يزعم أنه لوزير التعليم الجديد وهو يخطئ فى قراءة آية قرآنية خطأ مضحكًا. انزعجت قبل التحقق من فيديو الوزير، لأن من لا يحسن النطق لا يحسن التفكير.

(9)

من يراجع كتب الجماعات السياسية الإسلامية يجدها قد وقعت فى خطأ شديد، وهو أنها وضعت الفكرة أو الهدف، ثم بحثت فى النص القرآنى والنبوى والفقهى والسيرى عما يبررها، أى وضعت النتائج قبل المقدمات. هذا العيب موجود أيضا عند متطرفين مسيحيين ويهود.

(10)

إذا كان من طعن سلمان رشدى ينفذ فتوى الخمينى قبل ٣٦ عاما بقتله بعد «آيات شيطانية» فهو أغبى من على وجه الأرض، فقد أيقظ اسم الرجل من نوم طويل وأعطاه قيمة لم تمنحها له نصوصه. أما إذا كان يريد بالحادث صناعة دعاية سلبية ضد إيران خصوصا الآن، فهذا استغلال سياسى معروف، وقد يفضح.

فى العموم، فإن قتل رجل ليس معه سوى قلمه هو عمل أخرق، فالرأى يواجه بالرأى، والفكر بالفكر، والإٍسلام يقر نصه المؤسس وهو القرآن، حرية الاعتقاد والتعبير، وينتصر لهما.

(11)

حين صعد العقاد ليلقى كلمة بمناسبة فوزه بجائزة الدولة التقديرية عام 1959 فى حضور الرئيس عبدالناصر قال: «تلك هى جمهورية الفكر، خير قرين لجمهورية الحكم».. فى اليوم التالى، ذهب التلفزيون إلى بيته ليقول كلمة بهذه المناسبة فقال: «أشعر بالامتنان. فهذه الجائزة أخذتها من الشعب على يد الحكومة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى حرائق الكنائس والتغيير الوزارى وأشياء أخرى



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

عند الأفق المسدود فى غزة!

GMT 08:35 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

من رأس البر!

GMT 00:03 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 00:03 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon