توقيت القاهرة المحلي 01:40:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدارة الفقر

  مصر اليوم -

إدارة الفقر

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

ليس كل من كابدوا الفقر مهمومين بأحوال الفقراء. كثير ممن يشغلهم السعى إلى الحد من الفقر لم يعانوه. وليس كل من لم يعرفوا الفقر غير معنيين به، وبمن يقاسونه. معظم من يؤلمهم أحوال الفقراء لم يركبوا هول الفقر.

ولذلك نجد هؤلاء وأولئك بين من يستهينون بالفقر، أو يقللون مشقته. بعض ذوى الميول المحافظة، والليبراليين الجدد، يعتقدون أن الفقير يستحق أن يكون كذلك، لأنه إما كسول، أو غبى (يقولون عادة إنه يفتقر إلى الذكاء)، أو لا يملك مهارة أو موهبة. الفقر، لديهم، حالة طبيعية، وليست اجتماعية. والتفاوت الاجتماعى تصنعه الطبيعة، وليست السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

لكن هناك من يستهينون بالفقر دون قصد، أو لاقتناعهم بسياسات اقتصادية واجتماعية بعينها، وإيمانهم بأنها أفضل من غيرها. ويوجد أيضاً من يستهينون بالفقر بسبب انحيازهم ضد سياسات معينة، مثل تلك التى يُطلقون عليها إدارة الفقر، التى كان أسلافهم يسمونها توزيع الفقر على الجميع.

وهم يتحدثون عن إدارة الفقر كلما حدثت أزمة اقتصادية - اجتماعية كبيرة فى بلد تتبع حكومته سياسة نقول إنها اشتراكية، مثل فنزويلا الآن، بينما يصمتون عندما تحدث مثل هذه الأزمة فى بلد يُطبق نظام الحكم فيه سياسة يرضون عنها.

لكن ما لم يفكر فيه بعضهم على الأقل أن الحكومة الفنزويلية الحالية تدير التسلط، وليس الفقر، وتتبع سياسة أتاحت الإمساك بالسلطة 20 عاماً حتى الآن، منذ أن اعتلاها هوجو شافيز. ولم يدرك خلفه مادورو أنها وصلت إلى نهايتها، لأنه نشأ على تفسير أى ظاهرة معاكسة بأنها مؤامرة.

ولا تعود أزمة فنزويلا، والحال هكذا، إلى سياسة تزعم حكومتها أنها تهدف للحد من الفقر، بل إلى استخدامها آلام الفقراء وسيلة لفرض هيمنتها تحت شعارات براقة.

وحين نطالع تقرير منظمة أوكسنام السنوى الصادر أخيراً، ونجد أن الاتجاه إلى ازدياد التفاوت الاجتماعى فى العالم يزداد، وأن ما أثبته توماس بيكيتى فى كتابه (رأس المال فى القرن الواحد والعشرين) الصادر عام 2014 بشأن هذا التفاوت مازال مستمراً، ربما ندرك أن الأمر أكثر تعقيداً من أن نختزله فى إدارة فقر، أو إدارة ثراء.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الفقر إدارة الفقر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:33 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس
  مصر اليوم - تن هاغ يثني على جماهير يونايتد بعد خسارة بالاس

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon