توقيت القاهرة المحلي 09:33:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جائزة للتسريبات؟

  مصر اليوم -

جائزة للتسريبات

د. وحيد عبدالمجيد

يثير حصول صحفيتى «واشنطن بوست» الأمريكية و«جارديان» البريطانية على جائزة «بوليتزر» العريقة للصحافة قبل أيام تكريما لهما, بسبب نشرهما وثائق سرية سربَّها المستشار السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى إدوار ستودن, التساؤل عن الفرق بين هذا النوع من التسريبات الصحفية وما يفعله بعض وسائل الإعلام المصرية ويدخل فى إطار انتهاك أخلاقيات الإعلام والقواعد المتعارف عليها فى مواثيق الشرف التى تتضمن هذه الأخلاقيات. فهذه وتلك تسريبات تم نشرها أو بثها بمنأى عن القواعد التى تنظَّم تداول المعلومات. ولكن المسافة شاسعة بين الحالتين. وهى لا تقتصر على الفرق بين تسريب وثائق أراد أصحابها إخفاءها وعدم إطلاع أحد عليها، وبين تسجيل أحاديث فى جلسات خاصة أو مكالمات هاتفية دون علم المسجل لهم وخارج إطار القانون ثم إعطاء التسجيلات إلى وسائل إعلام مختارة من أجل بثها بدون أساس قانونى أيضاً. كما أن الفرق كبير بين النشر لمصلحة عامة واضحة هى فضح برامج تجسس واسعة النطاق على ملايين الأشخاص بمن فيهم رؤساء دول وحكومات من ناحية، والبث لتحقيق مصلحة خاصة تتمثل فى الإساءة إلى بعض الأشخاص ومحاولة تشويههم نتيجة خلاف سياسى معهم من ناحية ثانية. والفرق هائل أيضا بين تسريبات تهدف إلى وضع حد لطغيان مؤسسة أمنية بحجم وكالة الأمن القومى التى تضم جميع أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية، وأخرى تعبر عن تغول جهاز أمن ليس فقط على حرية الأفراد ولكن أيضاً على خصوصياتهم التى يحميها القانون ويعاقب على انتهاكها. وقل مثل ذلك عن الفرق بين من سرَّب وثائق بهدف حماية العالم من طغيان السلطات الأمنية الأمريكية بكل ما يتضمنه ذلك من تضحية، ومن سرَّب تسجيلات لمصلحة جهاز أمنى يريد معاقبة أشخاص أو الانتقام منهم. لذلك كله, وغيره مما لا يتسع المجال له, تدخل التسريبات التى نشرتها «واشنطن بوست» و«جارديان» فى إطار الأعمال الصحفية التاريخية التى تواجه الطغيان والفساد، بعكس تلك التى بثتها وسائل إعلام مصرية. "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة للتسريبات جائزة للتسريبات



GMT 06:37 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

يعقوب يكتب مذكراته

GMT 06:34 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

اعترافات ومراجعات (53).. مذكرات مجدي يعقوب

GMT 06:31 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

الهدنة المؤقتة

GMT 06:29 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

عصام الشماع موهبة قهرها الزمن!!

GMT 06:26 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

ماذا يقرأ المتظاهرون؟!

GMT 06:23 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حياة غالية وأخرى فالصو

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

البلدية جاية

GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon