بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
عدد متميز من مطبوعة «رؤى مصرية» التى تصدر شهريًا من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فموضوعه «تحولات الإعلام فى عصر الذكاء الاصطناعى» يثير جدلاً واسعًا منذ سنوات.
افتتحت رئيسة التحرير د. إيمان مرعى العدد بتحديد القضايا التى يتناولها انطلاقًا من أن العالم، ونحن جزء منه، بات فى لحظة فارقة فى تاريخ مهنة الإعلام حيث تتقدم الخوارزميات لتشارك فى صناعة المحتوى وتعيد تعريف بعض المفاهيم. فالذكاء الاصطناعى، كما تراه، ليس مجرد أداة فى يد الإعلام، بل قوة تعيد صياغة المشهد الإعلامى.
ويتضمن العدد ستة مقالات تتناول أهم جوانب الموضوع، وهى التحول الآلى فى المحتوى الصحفى وتجارب غرف الأخبار، واتجاهات الجمهور تجاه الذكاء الاصطناعى وجدلية الثقة فى المحتوى الإعلامى، والمعلومات المضللة، وحقوق الملكية الفكرية, وأثر الذكاء الاصطناعى فى مستقبل صناعة الإعلام.
وتغطى هذه المقالات بالفعل أهم جوانب الموضوع. وهى كلها مهمة وتضيف جديدًا إلى معرفتنا بآثار الذكاء الاصطناعى على الإعلام فى قادم الأيام، وهى آثار جد كبيرة وخطيرة. ومن أهم هذه الآثار ما ستكون عليه العلاقة بين الذكاء الاصطناعى والصحفى أو الإعلامى. وفى مقال د. وسام محمد حسن، إضاءة مفيدة فى هذا الجانب الذى يثير سؤالاً مهمًا عن احتمال تراجع الحاجة إلى الصحفيين، وإلى أى مدى ستؤدى الأتمتة إلى تقليص القوى العاملة البشرية.
وفى هذا المقال محاولة جادة لتقديم جواب بناء على استعراض نماذج أولية حول قدرة الخوارزميات على معالجة البيانات الخام الرقمية المتكررة وتحويلها إلى تقارير إخبارية دون الحاجة إلى تدخل بشرى كبير.
ويخلص المقال إلى أن الخوارزميات تصلح فى صناعة المحتوى الاقتصادى، وفى متابعة نتائج المباريات الرياضية وتفاصيلها، وأخبار الطقس وما إلى ذلك. وبناء على تحليل د. وسام فهذا النوع من الأخبار يسهل إنتاجه، ولكنه يفتقر إلى العمق بخلاف الأخبار التى يكتبها صحفيون بعد جمع المعلومات والتحقق منها لكتابتها ضمن سياق تاريخى أو اجتماعى وليس فى صورة عرض بيانات فقط. وهذه بشرى سارة بشأن مستقبل العلاقة بين الذكاء الاصطناعى والذكاء البشرى.