توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مأساة العقل العربى

  مصر اليوم -

مأساة العقل العربى

بقلم: عماد الدين أديب

يا حرام! أشفق بشدة على العقل الجمعى العربى الذى يشكل اتجاهات الرأى العام وما يعرف باسم النخبة!

نحن أمام كارثة عظيمة تؤدى إلى تسطح وتعميم الأحداث التى نعايشها وبالتالى نبدأ ببدايات خاطئة، وننتهى بالضرورة إلى نتائج خاطئة وكارثية!

هذا كله يأتى من عطب فى العقل والثقافة الوطنية العربية التى قامت على المفاضلة العجيبة، والاختيار الغبى ما بين ثنائية لا ثالث لها، أى بين نقيضين فى قمة التناقض، ولونين مختلفين لا يوجد بينهما أى درجة من درجات ألوان الطيف بمعنى إما أبيض أو أسود بلا إمكانية للرمادى.

تعالوا نستعرض هذه الثنائيات المخترعة التى أصبحت بحكم التوارث والعادة والثقافة المغلوطة، والتنشئة الخاطئة، والتعليم الفاشل تتحكم فى نمط تفكيرنا وأسلوب حكمنا على الأمور والأحداث والبشر، مثلاً: علينا أن نختار أو نحكم على غيرنا فيما بين:

1- الوطنية أو الخيانة.

2- المسلم أو المسيحى.

3- السنى أو الشيعى.

4- الغنى أو الفقير.

5- الحاكم أو المحكوم.

6- المالك أو المستأجر.

7- المدنى أو العسكرى.

8- الموالى أو المعارض.

9- سكان العاصمة أو الأقاليم.

10- المستبد أو المحرر.

11- الانقلاب أو الثورة.

12- العدو أو الصديق.

13- الحليف أو العميل.

14- الشهيد أو الخائن.

15- المجرم أو الضحية.

16- القاتل أو القتيل.

17- الأهلاوى أو الزملكاوى.

18- النصراوى أو الهلالى «فى السعودية».

19- شمال البلاد أو الجنوب.

20- الرجال أو الستات.

21- المتزوج أو الأعزب.

22- الآنسة أو المتزوجة.

23- المتزوجة أو المطلقة.

24- الشباب أو الشيوخ.

25- الدينى أو العلمانى.

26- المعتدل أو المتطرف.

27- اشتراكى أو رأسمالى.

28- جيش أو ميليشيات.

29- فساد أو طهر.

30- عقل أو جنون!!

باختصار، صدر الحكم على عقولنا بأن تحكم على كل شىء وأى شىء بأسلوب مثل الاختبار الدراسى الأمريكى الذى يتعين عليك فيه أن تختار إجابة واحدة على سؤال واحد، بمعنى إما هذا أو ذاك أو تلك.

العقل الذى يتعين عليه إلغاء فكرة الدرجات والأطياف وخلق احتمالات أو ابتداع حلول والتفكير خارج الصندوق هو عقل هالك لا محالة.

منطق أن نفكر بطريقة «إما كذا أو إما كذا» أى المفاضلة والخيار بين النقيضين هو أمر بقبول التسطيح المخل والتفكير القاصر، وهو من أكثر الأمور التى كان عالم الفيزياء الشهير أينشتاين يكرهها حينما قال: «قمة الغباء أن نعتقد أن هناك مسبباً واحداً لحدث أو ظاهرة واحدة».

تتعدد الأسباب، وتتعدد الدرجات وتختلف أطياف اللون ما يستدعى أن يفكر الإنسان ذو العقل المنفتح المستنير بعيداً عن طريقة «إما كذا أو كذا»، بمعنى لا يمكن أن يكون هناك شيطان كامل مقابل ملاك كامل، أو صواب كامل مقابل خطأ كامل، أو مذنب كامل أو ضحية كاملة.

اخترنا أسلوب «إما أو إما» حتى نريح عقولنا ونفوسنا من التفكير، فنرى من نحب بلا أى أخطاء، ونرى خصومنا وأعداءنا على أنهم أسوأ خلق الله حتى لو أنقذوا البشرية من الهلاك.

قمة الموضوعية، أن ترى أخطاء أحب الناس إلى قلبك، وأن تقدر وتحترم غيرك رغم كونه أكبر أكبر أعدائك!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة العقل العربى مأساة العقل العربى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon