توقيت القاهرة المحلي 09:52:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة أمريكية قبل أن تكون أزمة قطرية

  مصر اليوم -

أزمة أمريكية قبل أن تكون أزمة قطرية

بقلم : عماد الدين أديب

بعد 45 يوماً من الأزمة القطرية تدخلت الولايات المتحدة الأميركية فعلياً بهدف الوساطة ومنع هذه الأزمة من التدهور والتوصل إلى نوع من التسوية تجنب الجميع خطر الانفجار.

وجاء التحرك الأمريكى من خلال جولة يقوم بها ريكس تيللرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية للمنطقة بدأها بزيارة تركيا ثم الكويت.

ومن المتوقع أن يزور تيللرسون قطر والسعودية والإمارات، ثم يعود فى نهاية الزيارة مرة أخرى إلى الكويت ليتعاون مع أمير الكويت فى إمكانية صياغة بنود تسوية جديدة يمكن أن تكون مقبولة من كافة الأطراف، وتكون بشكل عملى قابلة للتطبيق. وفى يقينى أن تيللرسون يدرك أن القناة الكويتية -ما زالت حتى الآن- هى أكثر الجهات قبولاً للوساطة من طرفى الأزمة. والتحرك الأمريكى لا يتم لأسباب أخلاقية أو معنوية، ولكن يتم -بالطبع- لأسباب تتعلق بالمصالح الأمريكية المهددة الآن فى المنطقة.

المصالح الأمريكية -الآن- فى خطر للأسباب التالية:

1- أن الخلاف هذه المرة هو صراع حاد بين دول مجلس التعاون الخليجى التى تعتبر أكبر مخزن للنفط والغاز فى العالم.

2- أن المنطقة، خاصة بعد حرب اليمن، أصبحت تشكل تهديداً للممرات البحرية الناقلة للنفط والغاز والتجارة للعالم.

3- أن هذا الصراع يتم فى وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة بأولوية القضاء على داعش فى العراق وسوريا.

4- أن دخول قوات الأمن التركية فى قطر جعل الصراع فى حال تدهوره يدخل المنطقة فى حالة مواجهة إقليمية بين مجموعة من الدول كلها حليفة وصديقة لواشنطن بأشكال ودرجات وأسباب مختلفة.

السعودية صديق تاريخى لواشنطن، وفى الآونة الأخيرة أبرمت اتفاقات مالية وعسكرية تبلغ 450 مليار دولار أمريكى.

وتركيا حليف تاريخى آخر لواشنطن وبها قاعدة «إنجرليك» الجوية التى تعتبر مركز عمليات استراتيجياً للقيادة الأمريكية.

وقطر بها قاعدة «العديد» التى تبلغ مساحتها 35 فداناً و12 ألف جندى أمريكى وأكبر ممر جوى لقاعدة جوية أمريكية خارج الحدود، خاصة أن قطر أبرمت منذ أيام صفقة طائرات (إف 16 إيه) بقيمة 72 مليار دولار مع شركة بوينج الأمريكية.

أما الإمارات فهى حليف استراتيجى لواشنطن فى مجالات النفط والتجارة والاستثمارات. أما مصر، فهى منذ عام 1978 شريك استراتيجى للولايات المتحدة، خاصة أن وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعد نوعاً من العلاقة الخاصة الشخصية القوية القائمة على التفاهم والتنسيق الكامل بين القاهرة وواشنطن.

هنا تصبح المعضلة الأمريكية هى كيفية نجاح واشنطن فى إيجاد صيغة تمنع وصول الموقف بين مجموعة من الحلفاء الأمريكيين من التصادم العسكرى، مما قد يحرج الإدارة الأمريكية ويضطرها إلى الانحياز إلى أحد الحلفاء، وهذا سيكون بالطبع لصالح تركيا وروسيا ودعوة مفتوحة لدخول إيران على الخط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة أمريكية قبل أن تكون أزمة قطرية أزمة أمريكية قبل أن تكون أزمة قطرية



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon