توقيت القاهرة المحلي 13:37:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خالف.. تُعرف

  مصر اليوم -

خالف تُعرف

بقلم - سليمان جودة

تتصرف المجر سياسيًا بمنطق أقرب ما يكون إلى مبدأ «خالف تُعرف»، وهى تفعل ذلك خلال حركتها داخل الاتحاد الأوروبى الذى تتمتع بعضويته، ولا فرق بعد ذلك بين أن يكون تصرفها متصلًا بالحرب على غزة، أو يكون متعلقًا بالحرب الروسية الأوكرانية!. ففى ١٩ من هذا الشهر دعا الاتحاد إلى اجتماع للدول الأعضاء فى مقره فى بروكسل، وكان الموضوع المطروح على طاولة الاجتماع هو ضرورة أن تشهد غزة «هدنة إنسانية فورية» وكانت نتيجة التصويت موافقة ٢٦ دولة من بين الدول الأعضاء السبع والعشرين!.

ولم تكن الدولة الوحيدة المعترضة إلا المجر.. ورغم أن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد، أخفى اسمها عندما تكلم مع الإعلام عن حصيلة الاجتماع، إلا أن الاسم سرعان ما تسرب وصار على كل لسان.. وليس معروفًا إلى الآن سبب اعتراضها على الهدنة فى حرب قتلت ٢٩ ألفًا من الفلسطينيين، إلا أن موقفًا سابقًا لها هى نفسها يمكن أن يشرح الموضوع.

الموقف السابق كان عندما دعا الاتحاد إلى اجتماع منذ فترة، وكان البند الوحيد فيه هو الموافقة على عقوبات اقتصادية قررت الدول الأعضاء فرضها على روسيا، بسبب حربها على أوكرانيا التى تبدأ عامها الثالث فى صباح الغد.

فى الاجتماع اعترضت المجر كما فعلت بالضبط أثناء الاجتماع الخاص بغزة، ولما جرى التصويت على العقوبات ضد روسيا للمرة الثانية اعترضت من جديد، وحين سألوا الرئيس المجرى عن السبب قال إن الاتحاد كان قد وعد بلاده بمبلغ من المساعدات، وأن المبلغ المقرر لم يصل منه إلى المجر إلا القليل!.. وفى اجتماع لاحق تحدثت قيادة الاتحاد فى العاصمة البلجيكية عن دفع جانب كبير من المساعدات للمجر من أجل ضمان موافقتها على ما تريده الدول الأعضاء!.

وإذا كانت حكاية المساعدات المتأخرة تصلح مبررًا معقولًا فى حالة العقوبات على روسيا، فما هو يا ترى المبرر المقنع فى حالة الهدنة الإنسانية الفورية المطلوبة فى غزة؟.

بقليل من التفكير يتبين لنا أن المجر إذا كانت فى التصويت على العقوبات، قد اختارت الوقوف مع الطرف المعتدى فى الحرب الروسية الأوكرانية، فهى قد اختارت الوقوف إلى جوار المعتدى فى الحرب على قطاع غزة أيضًا.. فالروس هناك هم المعتدون، والإسرائيليون هنا هُم كذلك المعتدون.. وهكذا يتضح أن المجر تنتصر للمعتدى فى الحالتين، وأن مبدأ «خالف تُعرف» لا يكفى وحده للشرح والتفسير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالف تُعرف خالف تُعرف



GMT 05:16 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ولنا في الكويت عبرة يا أصحاب الشعبويات!

GMT 05:13 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

لا بديل في الحالتين

GMT 05:09 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ديمقراطية الكويت إلى أين؟

GMT 05:08 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

«فتنة التكوين» اتسع الخرقُ على الراقعْ!

GMT 04:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عدسات لاصقة "ذكية" لكشف أمراض العيون
  مصر اليوم - عدسات لاصقة  ذكية  لكشف أمراض العيون

GMT 07:03 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

أنت فعلاً محظوظ هذا الشهر

GMT 06:54 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تكون الظروف استثنائية في الأسابيع الأولى

GMT 16:10 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

ديربي مانشستر في كأس الرابطة مُهدد بالتأجيل بسبب "كورونا"

GMT 11:09 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

5 تغييرات بسيطة في نمط الحياة تساعدك على علاج الحموضة

GMT 12:05 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتراجع بعد بيانات مخزونات الخام الأميركية

GMT 11:43 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يعتذر عن تقديم العزاء للراحل صباح الأحمد

GMT 22:00 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 09:05 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

تفاصيل آخر فرصة لحجز شقة بالإعلان الــ 13

GMT 20:27 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

طريقة عمل مكرونة بصلصة الزيتون
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon