توقيت القاهرة المحلي 02:30:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسئلة طابور الحائرين

  مصر اليوم -

أسئلة طابور الحائرين

فهمي هويدي

فى أجواء الحيرة والبلبلة المخيمة على مصر يتراجع اليقين، وتتكاثر الأسئلة بقدر تكاثر الغيوم التى تتجمع فى الأفق. إذ لا يكاد المرء يتعلق ببارقة أمل تلوح فى الفضاء، حتى يفاجأ بما يعصف بذلك الأمل. ويستبدله بقائمة أخرى من الأسئلة تضيف صفحات جديدة إلى كتاب الحيرة. ذلك ما حدث معى يوم الأربعاء الماضى 5/12، حين وقعت فى الصباح على بعض مؤشرات الانفراج، فكتبت ما كتبت محتفيا بما اعتبرته: ضوءا فى النفق. إلا أن الأحداث تسارعت بعد الظهر وطوال الليل حين اشتبك المؤيدون والمعارضون حول مقر رئاسة الجمهورية (قصر الاتحادية) وسقط سبعة من القتلى ومئات الجرحى، الأمر الذى أطفأ جذوة الأمل التى تعلقت بها فى الصباح، وأعاد النفق إلى ظلمته، وهو ما وضعنى فى موقف لا يحسد أحد عليه. ذلك أن البشارة التى حملتها إلى قارئى وظهرت صباح الخميس تبدد أثرها وكذبتها شاشات التليفزيون وهى تعرض آخر الأخبار، حتى بدا وكأننى فيما كتبت كنت أتحدث عن بلد آخر غير مصر. حين تجمعت أمامى مجموعة من الأسئلة التى لم أجد لها جوابا عقب أحداث الأربعاء والتطورات التى أعقبتها يوم الخميس، فإننى لم أجد مفرا من تسجيلها، معترفا بأننى مثل كثيرين صرت أقف فى طابور الحائرين. وهم الذين التبست عليهم أمور كثيرة ولم يجدوا تفسيرا لأمور أخرى، كما أنهم باتوا عاجزين عن تصديق الروايات المتداولة بخصوص بعض الوقائع التى يسمع عنها أو يقرأها. من أسئلة ما جرى يوم الأربعاء ما يلى: • لماذا وكيف دعا الإخوان أعضاء الجماعة إلى التوجه نحو قصر الاتحادية، مع علمهم بأن المعارضين معتصمون هناك؟ وهل يعقل أن يكون قد غاب عن أذهانهم أن هذا القرار الانفعالى سيؤدى إلى الاشتباك بين الطرفين؟ وإذا كان الإخوان والسلفيون قد قرروا عدم التظاهر فى ميدان التحرير يوم السبت (الأول من ديسمبر) تجنبا للاشتباك مع المعارضين المعتصمين فيه، فلماذا غابت تلك الحكمة فى تظاهرة الاتحادية؟ • بعد الذى جرى هناك أليس من حقنا أن نتشكك فى كفاءة ورشد الذين اتخذوا ذلك القرار؟ وأليس من الواجب أن يحاسب هؤلاء سياسيا وتنظيميا على الأقل على الدماء التى اريقت جراء سوء تقديرهم وقصر نظرهم؟ وهل يعد القتلى فى هذه الحالة من شهداء الثورة؟ • هل صحيح أن الإخوان قاموا بتعذيب واستنطاق الأشخاص الذين اشتبهوا فيهم وألقوا القبض عليهم كما قال بعضهم على شاشات التليفزيون؟ وهل لجأ المعارضون إلى الأسلوب ذاته؟ • ما هى هوية المسلحين الذين ظهروا فى أوساط المتظاهرين؟ ومن أين حصلوا على الأسلحة؟ وهل صحيح أن التحقيق مع بعض المقبوض عليهم كشف عن مفاجآت فى هذا الصدد من شأنها أن تسبب حرجا لبعض الأطراف من خارج القوى السياسية؟ • لماذا اختفى رجال الشرطة من المشهد، سواء فيما جرى حول قصر الاتحادية، أو ما جرى فى بعض المحافظات الساحلية بالوجه البحرى؟ وهل هذا الغياب ناتج عن قصور فى إمكانيات أجهزة الشرطة أم أن له تفسيرا آخر يعبر عن موقف لبعض القيادات الأمنية؟ • ما مدى صحة ما يتردد عن التفكير فى العودة إلى الاستعانة بالشرطة العسكرية والجيش فى ضبط الأمن، لتعويض القصور فى أداء أجهزة الشرطة؟ من أسئلة ما جرى يوم الخميس الذى خاطب فيه الرئيس مرسى الشعب المصرى لأول مرة منذ إصدار الإعلان الدستورى فى 28/11 (قبل تسعة أيام) ما يلى: • حين أعلن الرئيس عن عدم تمسكه بالمادة السادسة من الإعلان الدستورى، التى تخوله سلطة أقرب إلى إعلان الطوارئ والأحكام العرفية، وحين أعاد القول بأنه أراد تحصين قراراته السيادية فقط، فهل يعنى ذلك أنه بات مستعدا لأن يفتح باب التراجع عن بعض القرارات الأخرى التى أصدرها؟ • حين وجه الدعوة لمختلف القوى الوطنية للاجتماع معه ظهر اليوم، فهل الهدف من الاجتماع مناقشة كل الملفات المهمة العالقة، بما فى ذلك مشروع الدستور وموعد الاستفتاء عليه، أم أنه أراد فقط أن يناقش خطوات ما بعد إعلان نتائج الاستفتاء سواء كانت بنعم أو لا؟ وإذا تمسك الرئيس بالخيار الثانى، فما جدوى الاجتماع إذن؟ • لماذا ركز الرئيس فى خطابه على الذين تآمروا ضده، ولم يخاطب أغلبية المعارضين من العناصر الوطنية المخلصة للثورة والمدافعة عن الديمقراطية واستقلال القضاء؟ وهل صحيح أن قرينة التآمر التى أشار إليها وتمثلت فى اجتماع تنسيقى عقد بمكتب أحد المحامين الذين سبق اتهامهم فى موقعة الجمل، هذا الاجتماع ضم شخصية من بين أعضاء المحكمة الدستورية، وممثلين اثنين عن القضاة والمحامين وأحد المنسحبين من لجنة الدستور؟ • هل صحيح أن هناك أطرافا عربية ضالعة فى التآمر الذى أشار إليه، وما حقيقة التحويلات المصرفية التى أرسلت من الخارج ورصدت أخيرا بعدما أثارت الانتباه؟ ومن هم المرسل إليهم فى هذه الحالة، وهل أثبتت التحقيقات أن لهم علاقة بالمظاهرات التى خرجت؟ عندى سؤال أخير أوجهه للذين صاحوا منادين برحيل الرئيس وتحدثوا عن فقدانه لشرعيته هو: ما هو البديل؟ وهل يعقل أن تقوم الثورة فى مصر لكى يتولى أمرهم فى نهاية المطاف رموز تليفزيونية لا ظل لها على الأرض. تحرر صبيحة الجمعة 7/12 قبل أن تطلع الشمس وتفاجئنا أحداث اليوم بوقائع جديدة وأسئلة جديدة. نقلاً عن جريدة "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة طابور الحائرين أسئلة طابور الحائرين



GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 01:49 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

غزة بين انتصارين ممنوعين

GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon