توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قبل أن تلوموا «السبكى»!

  مصر اليوم -

قبل أن تلوموا «السبكى»

عماد الدين أديب

انقسم الجمهور والنقاد ما بين مؤيد ومعارض لفيلم «حلاوة روح». وانقسم الناس إلى من يعارض الفيلم دون مشاهدة، ومن يعارضه عقب المشاهدة، وفريق ثالث لا يناقش الفيلم ولكن ضد المنع، وآخر مع المنع بصرف النظر عن محتوى العمل. ولم يتطرق أى من هؤلاء إلى قضية منطقية تسبق الحكم على العمل من الناحية الفنية أو المحتوى أو الإبداع الفنى. تعالوا نستخدم المنطق البحت ونحن نتعامل مع هذه المسألة بكل الحيدة المطلوبة. فى الأصل هناك نص مكتوب يعرضه الكاتب على مخرج ومنتج من أجل تحويله من نص على الورق إلى شريط سينمائى. وما قام به الأستاذ محمد السبكى منتج فيلم «حلاوة روح» أنه تعاقد مع مؤلف العمل، ثم تقدم به كنص ورقى إلى الرقابة على المصنفات الفنية التى أجازته. وبناءً على هذه الموافقة قام المنتج -مثله مثل أى منتج- بعمل ميزانية للعمل بعدما تأكد من موافقة الرقابة على النص. والمسألة المنطقية أنه لا يوجد أى منتج أو شركة إنتاج تقدم على إنتاج نص درامى قبل أن يتأكد أنه صالح للعرض من الناحية الرقابية وإلا أصبحت أمواله فى خطر داهم، وهذا أمر لا يمكن أن يقع فيه منتج حريص وناجح تجارياً مثل محمد السبكى. وتم تصوير الفيلم ثم تم عرضه على الرقابة لإجازته كشريط سينمائى. وفى هذه الحالة تقوم الرقابة أولاً بالتأكد من أن ما تم تصويره مطابق للنص الورقى الذى تمت الموافقة عليه، ثم تتأكد بشكل نهائى أن الفيلم بهيئته الأخيرة مطابق للشروط والقواعد المتعارف عليها رقابياً. وتمت الموافقة على الفيلم وتصنيفه «للكبار فقط». إذن، نحن أمام نص أجيز ورقياً، ثم كشريط سينمائى، وتم تصنيفه على أنه «للكبار فقط». بهذه الموافقات يحق للمنتج أن يعرض فيلمه. هنا يصبح السؤال: ماذا يحدث إذا رأت أى جهة أو أى فرد أن الفيلم المعروض ضد قيم المجتمع؟ الإجابة تقول إن القانون ينص على أنه يمكن الاحتكام إلى القضاء. وحينما حدث ذات الموقف فى فيلم «المسيح» الذى أنتجه الفنان «ميل جيبسون» ووجدت الفاتيكان، وهى أعلى سلطة كاثوليكية فى العالم، أن الحقيقة مخالفة تماماً لما جاء فى الفيلم، اكتفت بإصدار بيان وقالت إنها تترك لكل دولة حقها فى الحكم على العمل من ناحية الفكر والإبداع مع اعتراضها على الفكر الدينى الذى يحمله العمل. المأساة فى الحالة المصرية أن المنتج من حقه أن يفكر وينتج ويعرض طالما حصل على الموافقات، ورئيس الحكومة من حقه أن يدافع عن حق المجتمع. لم يتحدث أى إنسان عن هوية ومسئولية الجهة التى أجازت العمل وهى الرقابة. إننا نسأل: هل الرقابة فى مصر جهة مستقلة تحمى المجتمع من ناحية وتدافع عن حق الإبداع من ناحية أخرى.. أم هى جهة تنفيذية تابعة ومأمورة لوزارة الثقافة؟ إذا كانت مستقلة فلا بد من احترام قراراتها، وإذا كانت تابعة فلا بد من محاسبة من أجاز العمل وليس من حصل على الموافقة! إننا فى زمن الحق الضائع، فيتم سحب أرض زراعية، ومهاجمة من استثمر بعد عشر سنوات من التعاقد، ويتم إلغاء عقد بيع شركة قطاع عام بعد 15 سنة من نقل ملكيتها ويتم معاقبة المشترى. أى جهاز فى الدولة يجب أن يحترم توقيعاته مهما تغيرت العهود والإدارات والأزمنة وليكن القضاء دائماً وأبداً هو الفيصل النهائى. "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبل أن تلوموا «السبكى» قبل أن تلوموا «السبكى»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon