توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على قلب رجل واحد

  مصر اليوم -

على قلب رجل واحد

عماد الدين أديب

هناك بعض العبارات المأثورة التى تستخدمها النخبة فى مصر يصعب على عقلى المحدود أن يستوعبها أو يفهم عمق معانيها! من هذه العبارات الخالدة عبارة «إننا جميعاً فى هذه المسألة نقف على قلب رجل واحد»! وأحياناً يتشدق البعض بقوله «إن ملايين المصريين يقفون على قلب رجل واحد». السؤال كيف يقف الملايين من ذوى العقول المختلفة، والثقافات المتباينة، والطبقات الاجتماعية المتعددة، والرؤى السياسية المتضاربة على قلب رجل واحد؟ هل هذا الأمر من الممكن عملياً أن يحدث؟ هل يمكن للجميع أن يلغوا عقولهم وثقافاتهم ومصالحهم ويسيروا كالعميان خلف فكرة واحدة أو أمر صادر من مجهول؟! عبارة «قلب رجل واحد» هى عبارة استبدادية يتم بها إلغاء أهم ما ميز به الله البشر وهو القدرة على المفاضلة بين البدائل. لم يخلق الخالق البشر على هيئة واحدة ولو أراد ذلك -وهو ليس عليه بمستحيل- لكانوا على عقل واحد، وإرادة واحدة، وقلب رجل واحد! إن حكمة الله فى خلقه هى منطق الاختلاف وحكمة التباين، وعظمة صراع الفكرة مع الأخرى حتى يؤدى ذلك إلى فكرة ثالثة أكثر نضوجاً! ومن العبارات الأخرى الاستبدادية حينما يبدأ أحدهم الحوار معك بقوله «ومما لا شك فيه». السؤال ما القضية التى اتفقت عليها البشرية جمعاء دون شك فيها؟! فلسفة الشك هى أساس منهج التفكير العلمى والفلسفى، ودون الشك لم يصل أى إنسان إلى اليقين الراسخ أو الإيمان العميق. إلغاء الشك هو إلغاء العقل وتجميد المنهج العلمى! إن أزمة العقل السياسى المصرى أنه أصبح يتحرك من خلال مجموعة من المسلمات سابقة التجهيز! إنها مقدمات خاطئة تؤدى بالضرورة إلى نتائج خاطئة! بالطبع تصبح كارثة الكوارث إذا ابتلانا الله بسياسى مصرى يبدأ معك حواره بـ«كوكتيل من الكوارث الفكرية» حينما يقول لك: «ومما لا شك فيه أن ملايين المصريين يقفون فى هذه القضية على قلب رجل واحد»! يا ساتر.. استر! نقلاً عن"جريدة الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على قلب رجل واحد على قلب رجل واحد



GMT 20:07 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

فرص للسلام في الشرق الأوسط!

GMT 20:04 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

«إني متوفيك ورافعك»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

نجوم الفضائح والتغييب

GMT 19:57 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

‎الممر البحرى الأمريكى و٧ مخاوف مشروعة

GMT 19:56 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

تفوق الأندية المصرية إفريقيًا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وسادة المقاطعة

GMT 18:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

حملة المقاطعة

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon