عماد الدين أديب
الذين يتصرفون وكأن معركة الانتخابات الرئاسية محسومة سلفاً يخطئون خطأً كبيراً فى فهم معارك الانتخابات وطبيعتها، وأيضاً فى حق أنفسهم.
الانتخابات فى مصر هى بالدرجة الأولى تقوم على فكرة القدرة على التعبئة والاستمالة والإقناع للناخبين - أولاً - والنزول من منازلهم والذهاب إلى لجان الانتخابات ثم التصويت لصالح المرشح أو الحزب المطلوب.
وبناءً على ما سبق فلا توجد نتيجة مسبقة ولا يوجد فائز مؤكد ومهزوم بلا جدال.
كل معركة انتخابات تحتاج إلى خطة وأهداف ورجال وموازنة وسياسة إعلامية وتحديد مناطق الأنصار المؤيدين ومناطق الخصوم الرافضين.
والحملات الانتخابية لا تحتاج فى مصر إلى فلاسفة أو منظّرين، ولكنها تحتاج إلى خبراء «معلمين» كما يقولون باللهجة المصرية.
و«معلم» الانتخابات الأول فى مصر كان المغفور له الأستاذ كمال الشاذلى أحد أقدم وأقدر البرلمانيين فى مصر.
كان الشاذلى يعرف خارطة الانتخابات فى مصر قرية قرية ومدينة مدينة، ويعرف العائلات المؤثرة فى كل منطقة والأمور الحساسة بين العصبيات المحلية.
وقد حاول المهندس أحمد عز تقنين تلك المعرفة الشخصية لدى الحزب الحاكم من خلال خلق قاعدة بيانات متصلة ومنظمة لكل نقطة انتخابية مع تقسيم نوعى للجنس، والعمر، والديانة، والدخل الاجتماعى.
من هنا سوف يتعين على كل من يتصدى لمعركة الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية المقبلة أن يتعامل مع هذا الملف بالجدية التى يستحقها وبأسلوب تعامل جدى وعلمى لا يعرف منطق ضمان الفوز أو الهزيمة المسبقة.
المعركة المقبلة لم تحسم بعد خاصة فيما يختص بنسبة الحضور ونسبة الفوز.
نقلاً عن جريدة "الوطن"