توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثنائية المدمرة!

  مصر اليوم -

الثنائية المدمرة

عماد الدين أديب

منذ ثورة 25 يناير 2011 والعقل السياسى فى مصر يعيش محصوراً داخل حالة من «الثنائية المدمرة» القائمة على معادلة لا تقبل أى تفكير وسطى؛ إنها حالة «إما» «أو». ومن ضمن حالات الثنائية حالة التصنيف؛ إما أنك فلول أو أنك ثورى، وإما أنك إسلامى أو أنك علمانى، وإما أنك متدين أو أنك كافر، وإما أنك مع الدولة المدنية أو أنك مع حكم الجيش، وإما أنك أهلاوى أو أنك زملكاوى! لا إمكانية فى هذا النوع من التفكير لأى اختيار آخر، أو رؤية وسطية، أو خيار ثالث، أو تأييد فريق كروى آخر! ومن ضمن ضحايا هذه المدرسة المدمرة من التفكير حالة النقاش الدائرة الآن حول الموقف من عمليات أجهزة التحقيقات مع بعض التيارات المرتبطة بثورة 25 يناير. الجدل الدائر الآن حاد ويعانى حالة شديدة الاستقطاب! التيار الأول وهو المدافع عن الثوار يقول إنه لا يجوز القبض على الثائرين لأنهم يعبرون عن رأيهم، ويمارسون حقهم المشروع فى الدفاع عن ثورتهم من خلال تظاهرات سلمية ومواقف احتجاجية مشروعة. ويأتى التيار المضاد لهؤلاء يقول إن مصر تجتاز الآن معركة مصيرية مع إرهاب جماعة الإخوان وأنصارها، وأن ما تقوم به بعض التيارات هو مشاركة فى تلك الجريمة وتنفيذ لمؤامرات خارجية لها جذورها القديمة مما يفضح حقيقة هذه التيارات التى تدعى الثورية، على حد وصف هؤلاء. إذن نحن أمام مدرستين من التفكير؛ الأولى تدافع عن الثوار إلى حد التقديس، وتمنحهم نوعا من الحصانة والقداسة لكى يفعلوا ما يريدون دون قيد أو شرط. والمدرسة الثانية تشيطن الثوار وتراهم قوى غير وطنية وتبيح أى تجاوز أمنى أو حقوقى ضدهم؛ لأنهم حسب هذا المنهج «أعداء للأمة». وما يبدو واضحاً الآن أننا أمام أزمة بعدما وصل عدد المقبوض عليهم ممن يوصفون بأنهم من «الثوار» إلى أكثر من 1100 شاب وشابة، وتم توجيه طلب من عدة منظمات حقوقية للقاء السيد رئيس الجمهورية من أجل تدخله لمعالجة هذا الأمر الذى قد يتطور أو يتدهور. وما بين مدرسة التقديس ومدرسة الشيطنة، يجب أن تكون هناك مدرسة ثالثة تدافع عن حق أى مواطن فى التعبير عن رأيه طالما أنه يتم تحت مظلة القانون وطالما أنه بشكل سلمى مشروع. وفى الوقت ذاته لا يوجد من هو فوق مستوى القانون لا حاكم ولا محكوم، ولا ثورى ولا فلول، ولا دينى ولا علمانى، ولا إخوانى ولا ليبرالى. الجميع سواسية فى ظل الدولة القانونية. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثنائية المدمرة الثنائية المدمرة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon